أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ضيا اسكندر - «ماذا وراء هذه الجدران؟»














المزيد.....

«ماذا وراء هذه الجدران؟»


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 11:12
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كتاب يقع في أكثر من (400) صفحة يؤرّخ السيرة الذاتية للدكتور راتب شعبو خلال فترة اعتقاله الطويلة في سجون النظام لمدة (16) عاماً. شابٌّ يافعٌ في الواحد والعشرين من عمره يتم زجّه في أتون جحيم عددٍ من الفروع الأمنية والسجون السورية؛ (الأمن السياسي، مركز التحقيق، كراكون الشيخ حسن، سجن دمشق المركزي "عدرا"، إلى أن يختمها بسجن تدمر الرهيب). فقط لارتكابه جرم الانتماء إلى حزب سياسي معارض (حزب العمل الشيوعي). لم يحمل بندقية أو حتى سكّيناً في حياته، بل كان هدفه ورفاقه، تغيير نظام الحكم سلمياً إلى نظامٍ آخر يخلو من الظلم والفقر والفساد والاستبداد.
كتابٌ موجعٌ صادم، حارقٌ للقلب، يُدخِلُك إلى تفاصيل حياة السجناء السياسيين المذهلة بآلامهم وأحلامهم وخيباتهم وأفراحهم العابرة.. بتحايلهم على ظروفهم الجهنّمية للتقليل من عذاباتهم. بحرمانهم من أبسط حقوق ليس الإنسان وحسب، بل وحتى الحيوان.

من أجواء رحلة عذاب المعتقلين:
«حُسْنُ الظنّ في نظامٍ مستبدّ غباءٌ قاتل، وحتى جريمة»
«في سجن عدرا كنت أراقب الطائرات المدنية وهي تقوم برحلاتها الجوية، أفترضُ أن فيها طالباً يذهب لإكمال دراسته في الخارج. وأفترض أنني سأكون في المكان نفسه أراقب الطائرة التي سيعود عليها بعد أن ينهي دراسته. كأنني مجرد حارس للزمن. كما لو أن وظيفتنا هي أن نكون سجناء!».
«أول وصولنا إلى سجن دمر لم تكن نفوسنا تقبل الطعام حين نسمع صوت تعذيب قريب أو بعيد. بعد فترة وبفعل الحاجات "الإنسانية" وتحت وطأة الاعتياد والتكرار، صرنا نأكل في الوقت الذي تملأ فيه أصوات التعذيب أرجاء الباحات».
«في سجن تدمر تُقصى عن الحياة وتُقصى عن رؤيتها. تعرف الفصول من تبدّل درجات الحرارة فقط. تشتهي أن تراقب هطول المطر أو تلبّد السماء بالغيوم. تشتهي أن ترى زرقة السماء المنارة الصافية. تشتهي أن ترى تطاير أوراق الشجر اليابسة. أن تلف الريح وجهك وتطيّر شعرك وتلعب بمعطفك. أن ترى ماءً صافياً يلتمع وهو يسيل فوق عشبٍ أخضر. تشتهي أن ترى صبية رشيقة تعبر الشارع. أن ترى أطفالاً يتجهون باكراً بأقدامهم الصغيرة ومراويلهم وشناتيهم إلى المدرسة. أنت لا تعيش ولا يُتاح لك أن ترى الحياة. ما قيمة العين إذا كانت لا ترى إلا جدراناً كالحة. ليس من فراغ إذن أن تُطمّش في هذا السجن / البئر، فهذا تحصيل حاصل.»
عندما يفرغ المرء من قراءة الكتاب / الرواية، يشعر بأن صخرة ثقيلة أُزِيحت عن صدره. وبات بمقدوره التنفس، يزفر ما في رئتيه دخان حرائق أشعلتها ذكريات تجعله يلعن ذاته كيف استساغ كل هذا القهر على مرأى ومسمعٍ منه طيلة عقود، ولم يتصرّف بشجاعة ليستردّ بها كرامته المهدورة وكرامة كل من تسوّل له نفسه الوقوف بمواجهة الطغيان. يتذكّر كل من حابى الاستبداد وتجاهل عذابات ضحاياه، وآثر السكوت عمّا يجري حوله، لا سيّما تلك القوى التي تعتبر نفسها يسارية وتقدمية. يتوق إلى أن يبصق في وجوه القتلة وحُماتهم وكل من تغاضى عن جرائمهم، ولْيكن بعدها دمار الكون.
«ماذا وراء هذه الجدران؟» إضافة هامة من الدكتور راتب عن أدب السجون، برع في تناولها ليسطّر ملحمة معاناة من اختطّ طريق النضال الملطّخ بشتى صنوف القهر والإذلال والعار..



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل بيزنطي
- دلال
- ما مصلحة الغرب في فرض العقوبات على سورية؟
- من يقف وراء الحرائق في البلاد؟
- طفولة غير سعيدة
- جمعيّة دفن الموتى
- الأستاذ محمد الأفصع(*)
- الحُبُّ في زمنِ الكِمامة
- ما أبرعهم!
- فلسطين
- بعد طول انتظار
- عيون ومخارز
- «توقاً إلى الحياة»
- حوار مع رفيقي «القائد!»
- الجماهير ترقص فرحاً
- لماذا نحن متخلّفون؟!
- العَوْراء
- وأنا الشيوعي، كيف نسّبوني إلى «البعث»؟
- حلاوة
- نبوءة صادقة في حرفها الأول!


المزيد.....




- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ضيا اسكندر - «ماذا وراء هذه الجدران؟»