أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - عن أي (ليبرالية) يجري الحديث؟














المزيد.....

عن أي (ليبرالية) يجري الحديث؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 08:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يكثر الحديث في الظروف العربية المستجدة عن دور ما يوصف ب "التيار الليبرالي"، ولكن يغلب على الكثير من هذا الحديث طابع سياسي مبتذل، فرغم أن الآمال تبدو كما لو أنها متجهة أو معلقة على دور هذا التيار، لكنه ذاته لا يظهر أنه في مستوى هذه الآمال، ويفتقد في الغالب الشجاعة الضرورية في الدفاع عن فكرته، ربما بسبب هشاشة الأرضية الاجتماعية الفكرية التي ينطلق منها في غياب برجوازية وطنية قوية مستقلة عن الدولة، وفي الظروف الصعبة اختار من يدعون بالليبراليين اليوم الإنكفاء والابتعاد عن العمل السياسي المباشر، ولا يظهر من يعدّون أنفسهم ورثة الليبرالية العربية القديمة الاستقلالية والحزم اللذين وسما أسلافهم.
ليس خافياً على المراقب أن بعض "التيار الليبرالي" في كثير من الحالات هو اليوم أسير لعبة سياسية من الأنظمة العربية التي كانت في وقت سابق قد شجعت التيارات الإسلامية والمذهبية لتواجه اليساريين والقوميين، فلما اشتدّ ساعد الإسلاميين وقوي عودهم وأصبحوا خطراً على هذه الأنظمة، صار الحديث يكثر عن ضرورة التيار الليبرالي لمواجهة خطر"التطرف الإسلامي"، وهذه مصيدة ينساق إليها من يصفون أنفسهم بالليبراليين إن هم حصروا مهمتهم في الاستجابة لحاجة الحكومات.
وإلى هذا يمكن أن نعزو هامشية الدور الذي اضطلعت به التيارات الليبرالية في التغييرات التي شهدها العالم العربي، حيث بدت كمن بوغت بها، ولم تستطع أن تجد لنفسها الدور المنشود منها في قيادة وتوجيه هذه التغيرات، خاصة أنها بسبب تقاعسها في مكافحة استشراء الفساد والاستبداد لم تعد تحظى بثقة القطاعات الأوسع من الناس، التي انتظرت من يقودها، فوجدت الساحة تكاد تكون خلواً على التيارات الإسلامية، التي وإن خلعت على نفسها دور المعارضة، لكنها لا تملك برنامجاً للمستقبل كذاك الذي يجدر بالليبراليين أنفسهم أن يقدموه .
التطرف الإسلامي والتعصب المذهبي ينطويان على مخاطر كبيرة جديرة بالتصدي لها، والتيار الليبرالي معني بذلك ولا شك، وهذا ما يدل عليه سياق التطورات في عدة بلدان عربية اليوم، ولكن على هذا التيار أن يظهر في المقابل شجاعة في مواجهة أوجه الفساد والتسلط في ممارسات الحكومات وعبثها بالمال العام وفشلها الذريع في تحقيق تنمية مستقلة مستدامة وحقيقية، واستمرار قمعها للحريات، وأن يظهر وفاءه للفكرة الليبرالية الأصلية القائمة على الإيمان بالتعددية الحزبية والفكرية، وشجاعة في مواجهة الفساد والتعسف، لا أن يخدع نفسه بأن مهمته تنحصر في مواجهة التيارات الإسلامية إرضاء للسلطات، المسؤولة بدرجة كبيرة عن صعود هذه التيارات وتمكينها في المجتمع والدولة .
إن صعود التيارات الإسلامية ظاهرة مركبة ومعقدة تحتاج إلى دراسة مستقلة وافية، ومواجهتها تتطلب معالجة التربة الاجتماعية السياسية المسؤولة عن هذه الظواهر من خلال الإصلاحات السياسية العميقة، ومحاربة استشراء الفساد وأشكال التمييز الاجتماعي كافة، ووضع حد للتواطؤات الضمنية بين الحكومات وبين التيارات المتشددة، عبر إشاعة الثقافة العصرية في مضامينها الإنسانية والروحية العميقة في أنظمة التربية والتعليم وفي أجهزة الثقافة والإعلام ونشر قيم التسامح والاعتدال وحرية الرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الإنسان وصون كرامته .



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ حاضراً
- من يصنع الطاغية؟
- العابرون للطوائف
- للمقهورين أجنحة
- (كوتا) للنساء
- الوطني والعالمي
- معارف أم معلومات؟
- حديث عن (الأقليات) في العالم العربي
- سوبر ماركت كبير
- زمن جيفارا
- ردّ الصاع صاعين
- بين التاريخ والرواية
- بطل سرفانتس
- المثقف النقدي
- تعددية الثقافات لا مركزيتها
- الناس تحب الأساطير
- المدينة التي تتذكر كل شيء
- من منظور تشومسكي
- أوروبا بين الخطيبي وفرانز فانون
- عمالقة أم عصر عملاق؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - عن أي (ليبرالية) يجري الحديث؟