أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - حكايا يتوضأ سحرها عند ناصية صانع الساعات الأعمى















المزيد.....

حكايا يتوضأ سحرها عند ناصية صانع الساعات الأعمى


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


صانع الساعات الأعمى
للأديب الناقد هاشم مطر

على ناصية اللهفة ينازعها الإنتظار والمداد،
تشاكس عقارب ساعة الأعمى ،
عل هناك من بارقة أمل ترمم الروح في ازدهار جذوة اللقاء .


- صانع عقارب الساعات، صديق سنابل المطر، كان أعمى
- وصانع أوتاري من الخمائل العسلية كان هو الآخر أعمى
- دعوني أشاطركم تميمة نخلة تصلي طقوس الوقت بوادٍ غير ذي عشق

(كم من لهفة بي لأسمع نبرة صوتكِ في تكتكات اللحظات الأولى، كم يطحنني الشوق إليها، لا أظن أن الوقتَ كان صباحًا أو ظهرًا أو عصرًا أو حتى ليلًا عندما اشتغلت آلته تتكبد خسائرها تباعًا، وكل شيء أعمى وصانعها الأعمى يتأرجح بين المعنى وظله !)

- إن ظله سرقني وأنسبني إلى كائن ما، يقف خلف ظلي..ولربما لا أجد إلا ظلًا يبحث عن جثة صانع ساعة الليل خلف ظل ظلي،فألتمسُ تسعة وتسعين عذرًا،للمسافة التي تتمدد بيننا، ولم تدركها ساعة الأعمى ،سوى ظلنا الوحيد المصاب بدوار الدهشة.
- الذي يلهو بساعات ضجرنا كيفما شاء .


(كم من لهفة بي لأسمع نبرة صوتكِ في تكتكات اللحظات الأولى، كم يطحنني الشوق إليها، لا أظن أن الوقتَ كان صباحاً أو ظهراً أو عصراً أو حتى ليلًا عندما اشتغلت آلته تتكبد خسائرها تباعاً، وكل شيء أعمى وصانعها الأعمى يتأرجح بين المعنى وظله !
- ظله؟
ومن أين سيأتي النور فيكون الظل؟)

- حين تُشرخ تفاصيل الوقت كالمرايا في غفلة من الشوق، أُصاب بالاهتزاز أمام نفسي، وأمام أناك القابعة في نبضي ..ولازلت أحمل نسائم بعض عطرك من ظل ذكراك المبلل بالغربة وبأحلامي المذعورة، حيث لا أستطيع وأده كحلم.. يارفيقي ...
- فلم تشر ساعة الأعمى إلى ترنيمات الصباح، كي يضع يده على الجرح.


(حتى شطفهُ بلمسة سحرية جعلته يتأنى برحلته ليدلقها على عينيكِ قبل أن تكونا مضاءتين. عابرتان للعتمة، صاغرتان لشفيف الضوء؛ بدءًا، حتى لامسهما صانعهما بجرة كحلٍ سرمدية لتترك دبقها وغمائمها وتشع قطرتا ندى باذختا الفن لصانعهما الأعمى. ترى هل كان يفكر بتلك الجوهرتين الصامتتين اللتين صدمهما الضياء المشبع بحب المظهر وجمال الصورة ومقام أرحب؟)

- غمائم سوداء تداهمني، فكم كنت بحاجة للبوح ...!
- بالأمس كنت انضد من الفراشات مسبحة ضوء، لأنير مدالج عتمة صانعها، وكشِفة تلوي على فم ناي لحون، أتكوم كفراشات خلف ظلك. فسمرتني أحداقي هنا، علك تنسل كحزمة ضوء ، فاتلفع بها ..


(لا اظن أن الوقت كان كلماتٍ، ولا حتى إشاراتٍ تتوزع لتحاكي الموجودات، بل أصلاً لم يكن هناك شيئاً يذكر، ربما كان هناك مطرًا وسحاباً إهليجي النزعة، أو على اكثر تصور هضبة وجوف مياه أو جرف، من يدري إن كانت بركة ضحلة أم نبعا من فردوس أعلى! كان الأعمى يتصور!. لا اعتقد أنه كان كذلك!، فلم يكن له مخاً أو عقلًا يرشده لتبهره يقظتك، ولا عينين، فكيف صنع عينيك؟!.)

- ربما أخترعُ سفينة كلمات تُعنى بالاستسقاء محملة بالودق والهتنان وما حول الهضاب وما في جوف الأرض، هاربة من الذاكرة ودبيب تفاصيلها، لتترع المسافات ونلتقي عند نبع فردوس ذاك الأعمى.


(على الأغلب كان الجو ايلولياً، وهذا الأيلولي المشتبك حتى مع نفسه، ينازعها؛ لا صبر له ليرمي ورقة مطعونة بشغف الريح في زمنٍ لزمن آخر، أما زمن عماه، وزمن العينين الناظرتين لدهشةٍ شغلت نفسها عن صمته تفجر بركانا بالقرب فكان القلب!
أين يكون؟)

- في آيار تمزق جنح فراشة لـ يجسد ولادتي كقصيدة
- وتقول خريف أيلول يشبهنا كمتاهة عقارب الساعة تمارس الرقص على قاعدة الأرقام وتمتشق الدقائق على عُجالة لتقارع أسماعنا بتكتكاتها فتغرق القيصر.

(يسفُّ فضاءً ليصبح وجود العينين فتيلاً بالقرب من شمس لم يصنعها على الأرجح، وما زال الايلولي الأعمى يحاول ويحاول ثم يحاول حتى سبقه شغف العينين لاكتشاف المعنى الذي لم يكشف عن سر تشكّله من حرفين :
حاءٌ للحب وباءٌ للبدر فأصبح وجها/وهجا للكون، بإبدال طفيف! وما زال الصانع الأعمى لا توقفه تكتكات ساعته الأزلية ليزيد على صناعته بهاءً، وسلطة تكوينٍ تنثر اشياءَ لا تحصى، ملونة ليس لها من أسماء فسبحانَ العينين الناظرتين منحتهما ختم الأسماء ورقتها، فللنبع نزيف وللفراشة رحيق، ولكل شيء يعرب عن نفسه منبتهُ فيزيد ويزيد ويبقى سرهُ مؤجلاً حتى حلّ غيابه.)

- شهادة حب لاتقبل بغير رحيق الورد على الريق، وقلبًا مملوءًا بالأسرار والأحلام الجميلة، بعيدًا عن القلوب المثقلة بالذنوب والتي لاتفقه معاني الحب ولم تتذوق طعمه، تعيش على حافةٍ لا نفهمُ ماهية كُنهها

(ولا يعرف سره، ولا كنه الأسرار فوضعها بتكتكةٍ من ساعته العمياء ليلهو بها سبحانه! فهل ستنظر تينك العينان لجبروت غير فصيح اللون وذكاء العطر وسلامة ساعته وسلالتهِ الدائرةِ بالأبراج كحد أدنى، وهذا السهم الى أين سيمضي؟ «محتجبا عن عيني» كتحوير لأبن الرومي جلال، مرتميا للعشق بطعنة نسيم مرّ جزافا من أعلى الحاجب فتلقفه الرمشين!. فمن أين سيأتي بالسرِ، والسرُ محتجبٌ عن عينيه؟.)

- ولكي تشفى من حالة العشق يلزمك ضريحًا للحب، وليس تمثال المفكر لأوغست رودان، تستمر بتلميعه لتحظى بذاك البريق الذي انخطفتَ به يومًا ما
- يستبد بنا الولع ومفاتيح الوقت ليست بأيدينا .. هاك لتسمعني بعض تراتيلك .. هكذا قلبي يحدثني ...

(شكرا يا قديسنا
آه كم تلوج الروح للمحِ ضياء خاطف شاغل عينيها، حتى تعشّقَ بالعشق كمخمل فيروزي اللون، فكم احتاج البحرُ والطيفُ الأزقِ من فوقه ليكونا بلونه وشدة تعلقه ببعضهما بعضا، ومن هذياناته أيضا!، تلك التي انصرفت لهرفٍ آخر تصبى في جلجلة الريح وصخب الموج وتشظي الصدف عن اللؤلؤ.
فيبقى عصف الروح لصانع ساعته الأعمى حزينا صنعها من دون أدوات تذكر غير الحرفين، ولم يعرف ما أغدقه بقلبي فترك الساعة تدور وتدور كما هذا الكون المبتهج بصورته وهيبته وأبديته، بضيائه وظلامه، بجماله وغطرسته، بقربه وبعده! فكل شيء يولد ويموت في حبهما حبا فقد صنعته اللحظة في خاطر صانع تلك الساعة، تركها تدور وتمضي ويمضي لمحَكِ كما عجلتها، ومؤشرها يدق تك تك تك تك.... ثوانٍ كونية الى ابد الساعة حتى يطحنني صمت صانعها الأعمى، فأموت ويبقى.)

- عصفتني بهذياناتك واستغفرت المواجيد ونفضت حزنك ودندنات نايك الحزين من على ذكرياتك المتكومة في ركن قصي مني
- فكنا على شفا صخب الموج، لولا أنفاس قديسك منحنا لحظات من عُمر ٍجديد



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شوارد منقوعة على عزف منفرد – ج2
- شوارد منقوعة على عزف منفرد
- مستوطنة الأحلام وسرية الأوهام والأرقام - ثورة التجديد الشعري ...
- شبح المستقبل - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ال ...
- مبدأ الحوار المعرفي - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي ...
- عقلنة الكتابة - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ا ...
- نرجسية الشعراء - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ...
- الطغاة الجدد في حكومة الإسلام السياسي - ثورة التجديد الشعري- ...
- ثورة تشرين والعنف السياسي - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر و ...
- أواره مداد القلب - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مك ...
- التنظير في الشعر - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مك ...
- الترجمة كتابة - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ا ...
- المثقف الشمولي عند - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي ...
- الشعر سمفونية لغوية في - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والص ...
- بنتُ قَوْمي: معلَّقَةُ العصر - شعر -
- المتثاقفون وأحكامهم المسبقة عند ناصية - ثورة التجديد الشعري- ...
- ظاهرة شعراء الكيس* - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي ...
- النقد المنهجي و- ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ...
- حق صلاة البوح في جوف قصبة بردي - ثورة التجديد الشعري- مع الش ...
- الكون القمعي على قيد الوطن - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر ...


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - حكايا يتوضأ سحرها عند ناصية صانع الساعات الأعمى