أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - الكون القمعي على قيد الوطن - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النزال - الحلقة السابعة من – لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا- في بؤرة ضوء














المزيد.....

الكون القمعي على قيد الوطن - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النزال - الحلقة السابعة من – لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا- في بؤرة ضوء


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6652 - 2020 / 8 / 20 - 17:19
المحور: مقابلات و حوارات
    


12. متى وجدت أن ماتكتبه كان أداة تحريضية ضد القمع السياسي والاجتماعي والفكري وكل ما يشوه إنسانية الإنسان؟ وهل عوقبت على ذلك؟

يجيبنا النزال قائلًا:
أول مقطوعة شعرية كتبتها كانت:
"إننا نحن القوافي والقصائد
نحن زغرودةُ أُمٍّ
نحن أنشودةُ عائد
كان شعبي صامدًا ويظل صامد"

كتبت للثورة والحزن والجياع في زمنٍ كان هادئًا موادعًا وعائلتي تغدق عليَّ المحبَّة والعطاء، لكنِّي تأثرت بفلسطين الثائرة وجياع الأحياء الفقيرة وأحزان نساء فقدن أحبتهنَّ وجعلن السَّواد عباءات وبكين وهنَّ بأوج الفرح!
لم أكن مع السُّلطة لكنِّي وقفتُ مع الوطن وكلَّما تنافر الاثنان وقفت مع الثاني بعنفوان حتّى يفيء الأول له لأعود لخيالي ومناجاتي.
وحين احتلَّ المجرمون بلدي ثرت ككثيرين غيري، فالعراقي ثائر بطبعه، لكني لم أُعاقَب يومًا على ما قلت وكأنِّي (كما قالت عرّافة لجارتنا العجوز): هذا الولد محصَّن بسور سليمان، فضحكتُ من أعماق قلبي ولكني تذكرت قولها في كل قصف على مدينتي وعند كل حاجز عسكري للاحتلال الأمريكي وذيوله المدمنين على المخدرات والدم. ثرتُ بكلِّ ما أملك من عنفوان ووقفت مع بنادق المقاومين الأبطال في (الفلوجة) العظيمة وبغداد المجد وقدتُ حملات الإغاثة وهاجمت الطغاة بظهوري على شاشات التلفزة الفضائية من خلال قنواتها العربية الكبرى وبعض القنوات الأجنبية، وكذلك بكتاباتي باللغة الإنجليزية، ولم أُبقِ فعلًا يُغضب الطغيان إلّا وفعلته، ولا قولًا يكرهونه ويحبُّه الأخيار إلّا وقلته.
كلُّ هذا وأنا محاط برعاية ربِّي ورحمته حتّى حلَّت سنة 2007 وفيها كانت عقوبتي على كل ما فعلت حين اضطررت للرحيل عن العراق أو أن أُلقى في سجون اشتهرت بإهانة نزلائها وسلبهم كرامتهم.


13.هل شعرت بأن الوطن يشبه القيد، وأن الكتابة خارج الوطن أفضل من داخله، فتمنيت أن تطول دروب المنافي كي تنتج أكثر؟

يحدثنا قائلًا:

الوطن مُلهمٌ كبير ولا يمكن أن يكون قيدًا، لكن الغربة تضيف للشاعر والأديب دوافع أخر للكتابة ومنها الشوق للوطن ومن فيه والشعور بالظلم إضافة للانفتاح على أجواء جديدة مختلفة وعوامل كثيرة كلها تحفِّز على الإبداع وتفجِّره.
حين سافرت لبريطانيا لغرض الدراسة كان هنالك الكثير من الجديد كالضباب والمطر في الصيف واختلاف المباني والشوارع وأجواء الجامعة، وربما الأهم هو الشعور بالحريّة في مرحلة ريعان الشباب.
وحين اخترت المنفى كان اختياري عربيًّا بين سوريا والأردن وهما بلدان مختلفان عن العراق مهما تشابها معه في الكثير؛ فكان الزيتون والياسمين واختلاف اللهجات وأجواء الحياة. كل هذا وغيره يضاف لما سبق ليكوّن واقعًا جديدًا يتعاطى معه الشاعر والأديب ليقول شيئًا جديدًا.
لا أنسى أن الوطن المحتل فجّر براكين الثورة التي كانت ينابيع جمر تدفَّقَ ليثري ما كتبت بروح الانتماء وحب المقاومة والالتصاق بالقيم. تذكرت فرسان الصهوات وفرسان المنابر الذين خلدهم التاريخ وعتبت على سجن أبي فراس الحمداني الأمير والفارس والشاعر، بل ربما عاتبته هو لأنه فقد عنفوانه في قصيدته المشهورة المغناة فقاطعتها بقصيدة تشيد به بالرغم ما شابها من عتاب.
وقاطعت رائعة عنترة الشاعر الفارس وجوهرة امرئ القيس وحزينة ابن الأحنف وغيرهم كثر من الفحول الذين تركوا لنا إرثًا وجب علينا الحفاظ عليه والعناية به.
وطننا اليوم هو ابننا الأسير وأبونا الجريح وأمنا الثكلى وشرفنا المنتهك فسيّان إن بقينا فيه وإن غادرناه لأنه يبقى وطننا الجميل الذي إن عدنا له سنكتب له وفيه البشريات ونكون من يعيد زراعة نخيلة الذي اجتثه الهمج مضيفين له ما نجلب معنا من أشجار الزيتون والفستق الحلبي. سنزرع الياسمين جوار الرازقي؛ والعنّاب جوار المشمش.
سنجلب معنا القهوة التركية لتكون أختًا لقهوة مضايفنا العربية وشاينا المهيَّل.
ولا بأس أن يتذكَّر الشعر جراحنا فينبش آلامها من عمق الذِّكريات لتكون الملح في أطباق سرورنا فنكتب ما يُضحِكُ ويُبكي ولا ننسى أن تكون دبكة الشام مرافقةً لدبكتنا (التشوبي) في أعراس أولادنا وأحفادنا وفي احتفالات نصرنا وحريَّتنا.
وإذا وافتنا المنية قبل ذلك فلا بأس أن نُدفن في مقابر الغرباء فاقدين آخر أحلامنا في أن نجاور رفاق دربنا الَّذين دفنّاهم في ملعب كرة القدم في فلُّوجتنا العظيمة فنكون مالك ابن الرَّيب المعاصر.

انتظروا قادمنا



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية موطن الخيبات للروائي فاضل العتابي
- فعل القراءة في التجربة النقدية - ثورة التجديد الشعري- مع الش ...
- التزیینیة والرؤیة الشكلیة في ا ...
- تقنيات الشعر الحر - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي م ...
- مقاييس جديدة للقصيدة بعد ثورة الحداثة - ثورة التجديد الشعري- ...
- النظام التقفويّ في أجود الشعر - ثورة التجديد الشعري- مع الشا ...
- التناصية استحالة العبث خارج اللامتناهي، في- ثورة التجديد الش ...
- وعند -زُلَيخَته-، نتيه بين النبوءة وبين فتنة الغواية في- ثور ...
- نهر شعره ينهض على كتف فتنة الكتابة، عند الأديب عبد الستار نو ...
- مصلحة الشعب في حكومة مابعد الغياب الطوعي، حوار مع ناشطين في ...
- أسلوب التهدئة، والحقوق مستلَبة في حكومة مابعد الغياب الطوعي ...
- حكومة مابعد الغياب الطوعي، والمصالح السياسية حوار مع بعض الن ...
- الحكومة مابعد الغياب الطوعي والتركات الثقيلة .. حوارنا مع بع ...
- الحكومة مابعد الغياب الطوعي، وتسييس الأزمات .. حوارنا مع عدد ...
- حكومة مابعد الغياب الطوعي .. حوارنا مع د. سعد جعفر- مهندس اس ...
- قراءة في تجاويف مداد الروائي فاضل العتابي
- قراءة في كمشة قناديل فاطمة الفلاحي – بقلم الروائي فاضل العتا ...
- لا تعشقي يساريًا، قالها لي .. في عيد ميلادي 1-آيار
- جائحة كورونا، وعورة الضيق في رحم تيه الوطن، مع ثلة مثقفة من ...
- كورونا العصر، الخفي الصامت وسيد البطالة مع المدون علي غانم و ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - الكون القمعي على قيد الوطن - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي النزال - الحلقة السابعة من – لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا- في بؤرة ضوء