أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - بنتُ قَوْمي: معلَّقَةُ العصر - شعر -














المزيد.....

بنتُ قَوْمي: معلَّقَةُ العصر - شعر -


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 14:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ديوان شعر يتكون من قصيدة واحدة عدد أبياتها 333 (على بحر الخفيف) اختلف النقاد في تسميتها فمنهم من قال معلقة وملحمة وآخر قال هي بانوراما وشاعر أسماها طرديَّة. ستتنقل بك القصيدة بين عوالم الدهشة وتطوف بك بين البلدان والأماكن والأزمان في التفاتات متعاقبة وكأنك تجلس لتقرأ في أماكن وأزمنة متعددة وعن مواضيع ملوّنة وتحلِّق في أفضية متباينة. هي أول قصيدة يشهد لها نقاد من العراق وسوريا ولبنان ومصر قبل أن تُنشر، فلقد تلقفوا البشرى من الشاعر ساعة اكتمال ولادتها فأطلقوا عليها التسميات وتناولوها بالدراسات التي ستصدر هي الأخرى قريبًا. في القصيدة سحر بابل وحكمة لقمان وبغداد في عنفوان عزِّها؛ والغزل العفيف؛ والحنين للوطن والوقوف بوجه احتلاله؛ والإيمان بالله والسعي لملاقاته شهيدًا؛ والفروسية والعودة للجذور في غرب العراق حيث النواعير والعديد من الأغراض في عشرات الصور الجديدة التي تسجَّل للشاعر والتي لم يسبقها إليه أحد. في هذا المقطع القصير يجد المتلقي بعض ضالته ليتبن موقف الشاعر المبدئي من الاحتلال الأجنبي لبلاده وبلغة شعرية ينفرد بها الشاعر فهي لغته وبصمته:

أطرَبَت نغمتي النُّفوسَ ولكن = صدَّعَت جُلَّ صامت الجدران
داعبَتْ كالنَّسيمِ قلبَ يتيمٍ = وانبرَت للطُّغاةِ كالبركانِ
ولديَّ الحروفُ أسرابُ نجمٍ = دائرٍ بالضِّياءِ في الأكوانِ
كان ذنبي الوقوفُ في وجه ريحٍ = قلعَت نخلَ سيِّدِ الأوطانِ
لم أَقُل للطُّغاةِ: إنِّي بريءٌ = بل جريءٌ، مُقارفُ الذَّنبِ، جانِ
كنتُ أأبى الخضوعَ بين يديْهِم = سائلًا للحُنُوِّ والغُفرانِ
لم أكن قَطُّ خائفًا أو جزوعًا = وعدوِّي لم يستطع إيهاني
ورأيتُ السَّماءَ تدنو وتحنو = تتخطّى بدفئها سجّاني
تتحدّى السِّياطَ وهي شواظٌ = وتُلين الحديد في القضبانِ

وفي مقطع آخر يتحدث عن شعره وصداه وماهيته ومناهله:
ألهميني اختلافَ تصوير فنِّي = وجديدًا من باهر الألوانِ
واسمَعيني إذا شدوتُ قصيدًا = حفِظَتهُ مواكبُ الرُّكبانِ
و(ببغدادَ) حيثُ تسكنُ روحي = ردَّدَتهُ جموعُ إنسٍ وجانِ
يتغنّى بهِ مُريدُ (جُنيدٍ) = يتلوّى كالعاشق الولهانِ
ويُغالي بصدحهِ ذو جنونٍ = يتمشّى معْ والهٍ سكرانِ
عندَ (خضر الياس) يوقَدُ شمعًا = حيثُ يُمسي خرافةَ النُّسوانِ
يتعدّى إلى الرُّصافةِ كرخًا = ويُغنّى بمسرح (المرجانِ)
من فُحولِ (المَقامِ) يُسمَعُ رهوًا = يتعدّى مساحةَ (الصِّيوان)
يُسمِعُ القانتينَ في جَوفِ ليلٍ = ويُشيعُ الذُهولَ في الغيلانِ
(موصلي) تصطفيه مرسالَ حُبٍّ = لقلوب الثُّوّار في (ميسانِ)
حامِلًا للشَّمال راية سلمٍ = حافلًا في الجنوب بالأعوانِ
في ربوعِ (الأنبار) يُفدى ويُهدى = لبنات الخُدورِ والأكنانِ
وب(ذي قارَ) يرفعُ الصَّوتَ فخرًا = بانتصار الرِّجالِ من (شَيْبانِ)
ويُواسي في الشّامِ طفلًا يتيمًا = ويُناجي أصيلةً في (عُمانِ)
يتغنّى بإرثِ مَن هزّ(َروما) = وأهانَ العُروشَ في (ساسانِ)
هجر الشَّرق راغمًا قيصريٌّ = وبكى الفارسيُّ في الإيوانِ
وأشاع الضِّياءَ شرقًا وغربًا = في ديار (اليابان) و(الإسبانِ)
مَن لهُ المغربُ النَّضيرُ مقرٌّ = وهْوَ نورٌ (لمِصرَ) و(السُّودانِ)
إنَّ ما بُحتُ مِن مكامنِ سحرٍ = نقلتهُ الآفاقُ مِن (عَمّانِ)
وبفلُّوجتي الَّتي علَّمَتْني = هو شدوُ الأحباب والخِلّانِ


لن نفسد عليكم متعة الاستكشاف في أعماق قصيدة هي كالبحر الذي يظهر الجمال على وجهه بينما تخبئ أعماقه الجوهر الثمين وشعب المرجان؛ ونترككم مع معلقة وبانوراما وطردية وملحمة عصرها التي يصرّ الشاعر على إلغاء تسمياتنا ويسميها بتجرُّد: (قصيدة بنتُ قَومي).


الأستاذ الدكتور الناقد أدهم الشبيب/العراق
الأستاذ الدكتور الناقد والشاعر عبد الحق الهواس/سوريا
الأستاذ الشاعر حارث الأزدي/العراق
صاحب الذائقة الشعرية الرفيعة الأستاذ حسن شملي/لبنان

راجين لكم قراءة ماتعة نافعة.



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتثاقفون وأحكامهم المسبقة عند ناصية - ثورة التجديد الشعري- ...
- ظاهرة شعراء الكيس* - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي ...
- النقد المنهجي و- ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي مكي ...
- حق صلاة البوح في جوف قصبة بردي - ثورة التجديد الشعري- مع الش ...
- الكون القمعي على قيد الوطن - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر ...
- قراءة في رواية موطن الخيبات للروائي فاضل العتابي
- فعل القراءة في التجربة النقدية - ثورة التجديد الشعري- مع الش ...
- التزیینیة والرؤیة الشكلیة في ا ...
- تقنيات الشعر الحر - ثورة التجديد الشعري- مع الشاعر والصحفي م ...
- مقاييس جديدة للقصيدة بعد ثورة الحداثة - ثورة التجديد الشعري- ...
- النظام التقفويّ في أجود الشعر - ثورة التجديد الشعري- مع الشا ...
- التناصية استحالة العبث خارج اللامتناهي، في- ثورة التجديد الش ...
- وعند -زُلَيخَته-، نتيه بين النبوءة وبين فتنة الغواية في- ثور ...
- نهر شعره ينهض على كتف فتنة الكتابة، عند الأديب عبد الستار نو ...
- مصلحة الشعب في حكومة مابعد الغياب الطوعي، حوار مع ناشطين في ...
- أسلوب التهدئة، والحقوق مستلَبة في حكومة مابعد الغياب الطوعي ...
- حكومة مابعد الغياب الطوعي، والمصالح السياسية حوار مع بعض الن ...
- الحكومة مابعد الغياب الطوعي والتركات الثقيلة .. حوارنا مع بع ...
- الحكومة مابعد الغياب الطوعي، وتسييس الأزمات .. حوارنا مع عدد ...
- حكومة مابعد الغياب الطوعي .. حوارنا مع د. سعد جعفر- مهندس اس ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - بنتُ قَوْمي: معلَّقَةُ العصر - شعر -