أيها اللحام ..شكرا

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 08:45
المحور: القضية الفلسطينية
    

لفت انتباهي بتمكنه وسرعة بديهته في ترجمته الفورية للنشرات الاخبارية والصحف ‏العبرية كل يوم في الساعة الثامنة مساء ،والفضل كل الفضل لاكتشافي هذا ‏الفلسطيني يعود إلى الياذة جلعاد وانقطاع الكهرباء ومن ثم خلوة على السطح مع ‏محطات الfm: ‎‏ حتى الصباح متجولا بين أخبارعبسان والقرارة والشجاعية ‏والعطاطره والسلاطين ومستشفىناصرو كمال عدوان والعودة والشفاء أحصي عدد ‏الشهداء مع كباية الشاي والبعوض الشرس وصديقى الوفي ضوء القمر...!!‏

ناصر اللحام.. ياسادة استطاع مشكورا أن يعيد ترتيب أوراقي بشكل أكثر عمقا ‏وترابطا في حديث عابر عن المؤتمر الصهيوني الثالث في هرتسليا والذي لم أعرف ‏عنه شيئا ويشاركني في ذلك 99،999% من النخبة المثقفة العربية والاسلامية رغم ‏انه لايقل خطورة وأثرا عن مؤتمر بازل ..!!‏
في هذا المؤتمر كان الهدف تعطيل التطور الديموغرافي والمستقبلي الحتمي لصالح ‏الفلسطينيين بكل السبل حتى ولو لمدة عشر سنوات قادمة وقد أعدت الخطط ‏والسيناريوهات لتنفيذ ذلك في الوقت الذي يعقد فيه العرب والمسلمون مؤتمرات ‏قمة رفيعة المستوى لاستثمار المجهود الحربي من نانسي عجرم وللاحتفال الذهبي ‏بالعبقري شعبان عبد الرحيم..!!‏

ايها السادة ..‏
يجب إن نعترف أولا ولو بيننا وبين انفسنا اننا لانستحق أفضلية الحياة باجترارلا ‏نهائي لتاريخ ثلاثة ارباعه كاذب وملفق بل يجب علينا أن نخطو الخطوة الاولى من ‏أجل ذلك بفهم واستيعاب مايدور حولنا وهذا لن يتم إلا بوعي كاف لافعال الطرف ‏الاخر كيف يفكر..كيف يخطط.. كيف ينفذ.. وعندما نصل إلى تنبوء صحيح لافعاله ‏المستقبلية نكون قد انجزنا نصف المهمة في طريقنا إلى الخروج من أزمتنا الحقيقية ‏وهي الجهل والتخلف في دوامة رد الفعل.‏

انظروا ..هاهو العدو يفسر ويحلل..ونحن نجر عباءاتنا ونزعبر ونهلل..‏
انظروا..هاهو العدو يفرتك لحم أطفالنا والنساء تستنجد بمن يغيثها بشربة ماء أو ‏بانقاذ جريح بينما أذاعاتنا تتغزل بصواريخ ال... وكأنها الصواريخ الكورية التي ‏باتت تهدد أمريكا..!!‏
انظروا كم واعرباه انطلقت وكم واسلاماه جلجلت ولا من معتصم صغير يهب للنجدة ‏من أمة المليار..‏
كفي لعبا بالعواطف..والمتاجرة بدم ابناء ا لمطحونين..فالفرق كبير جدا بين المقاومة ‏والانتحار والفرق أكبر بين الاستشهاد المدوي والاستشهاد الجماعي المجاني ..!!‏
فهاهم يجروننا إلى مايريدون..و يصطادون40 من أعز ابنائنا وأكثر من 200 جريح ‏في يومين ولسة.. مقابل جندي وبرج دبابة..!!‏
إن من بديهيات المقاومة إلا نواجه مباشرة بامكانياتنا المتواضعة جيشا فاشستيا ‏متطورا كالجيش الاسرائيلي وجها لوجه وهو الجيش الذي عجزت عن مقاومته ‏جيوش العرب مجتمعة.وعلينا دائماأن نوازن رعب القوة بابداع الحركة..!!‏

إن هدف اسرائيل الواضح إن تدفع المقاومة ثمنا باهضا حتى تضعف ويضمحل ‏أثرها ومن ثم يفسح المجال لبراجماتيين فلسطينيين جاهزين لقبول المطروح ‏اسرائيليا بحذافيره مستغلين ضغط الاجتياحات والغارات وانقطاع الخدمات واغلاق ‏المعابر وشح المواد الغذائية وانقطاع الرواتب..!!‏
لقد بات من مصلحة المقاومة بل ومن مصلحتنا الوطنية التوقف ولو مؤقتأ عن اطلاق ‏الصواريخ التى تصورنا زورا أمام العالم من خلال الاعلام الاسرائيلي الذكي وكأننا ‏جيش الباكستان في مواجهة جيش الهند ..واللجوء إلى العمليات النوعية الموجعة كما ‏عملية أسرجلعاد.‏

أيها السادة ..قد يثور أحدكم..لايهم ..فقط بالاستعاذة بالله و تفكير متأن مع كأس من ‏الليمونادة المثلجة سيصل بسهولة إلى بيت القصيد.‏
و نصيحة منى إلى كل من لايزالون يعولون على قدوم المعتصم من الشرق أو ‏الغرب حسب مسار نجم طز..أو من يحلمون بمعجزة للخروج مما نحن فيه..لقد تبخر ‏زمن النخوة في أجندتي يوم مجزرة صبرا وشاتيلاوذهب زمن المعجزات بعد حصاد ‏الانتفاضتين ولم يبق لنا إلا الله وارادتنا المسلحة بالايمان وقوة العقل للفوز بما هو ‏قادم فعدونا يتسلح بباطل تسنده أسباب القوة والعلم ونحن نتسلح بحق تهلهله أسباب ‏الجهل ودعاء العاجز المستكين..‏
نعم لقد كنا دائما بأنانياتنا واستعراضاتنا أسوأ محامين عن أعدل قضية..!! ‏
ولا بد لنا للانتصار في معركة وجودنا من مقارعة العدو بمقاومة النحلة وحكمة ‏السلاحف ومناورة الثعالب ووالضغط على نقاط ضعفه كمخاطبة الرأي العام في ‏اسرائيل مباشرة واستغلال كراهيته الشديدة لاعادة احتلال غزة وكذلك توظيف حالة ‏جلعاد بشكل ذكي وفعال للوصول إلى صفقة تعيد الينا مايمكن من اسرانا والترتيب ‏لهدنة نحتاجها تلتقط فيهاالمقاومة والحكومة والناس الانفاس .. كي نواصل ‏الطريق..!!‏

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل