|
أخطاء من الصعب تصحيحها ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 7 - 15:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ وهذه وسواها ، تبرهن الحقيقة ، أن فتح باب التنازلات دون إغلاق أبواب الجحيم المفتوحة ، هو تنازل يقتضي استحضار المثل المصري الأشهر ، عن متعوس إلتحقى بخايب الرجا ، لا الأول جنى ولا الآخر إنتفع ، وثمة إلى هذا ، نصيحة خالدة كان قد قدمها محمود درويش للبشرية ، لم تكن صدفة بقدر أنها جاءت نتيجة توقف وتأمل وتعمق في دروس أحسن في توظيفها في عبارة مقتضبة ، على الرغم أن الأغلبية كالعادة ، ليست مهتمة للاستماع لنصائح خالق درويش ، فكيف إذا عبده محمود هو الناصح ، قال ( أكبر تنازل تقدمه في حياتك هو التأقلم ) ، وهذا هو حال سلطنة عمان ، تأقلمت مع الواقع حتى تنازلت ، لكن التنازل في أغلب الأحيان له عواقب كبيرة قد لا يتحمله المتنازل وعلى وجه الخصوص ، إذا كان إدراكه للمخاطر تأتي بعد حصولها ، أي بعد فوات الأوان .
من جانبي ، الأمر ليس غريباً ابداً ، أن يتهافت النظام العماني من أجل إعادة علاقته مع النظام الأسد ، وهذا بالطبع يعود إلى التركيبة المشتركة بين المذهبين ، بل دعم ومساندة الاسد تحديداً في ظل حماية الحرس الثوري (الايراني ) وميليشياته المسلحة والتى عقدت عقيدتها منذ ظهورها على وجه الأرض ، بنشر الثورة الشيعية في المنطقة العربية ، يشيران عن قصور في البنيوية التفكيرية وليست السياسية فحسب ، وبالتالي عندما كان حزب البعث السوري يرفع شعاراته العروبية ، كانت ايران الجعفرية تمده بالعون والعكس صحيح ، كان البعث السوري يقف بجانب الخميني ضد البعثية العراقية .
الجديد المدهش في المسألة ناغورنية ، قرة باغ ( الحديقة السوداء ) ، معارضة الأسد ومحاولة تأليب المجتمع الدولي على التدخل التركيا في أذربيجان ونقل المقاتلون إليها ، والمدهش هنا ، لو على سبيل المثال ، رئيس فدرالية سويسرا هو الذي أعترض على ذلك ، ممكن للمراقب أن يتفهم أسباب سويسرا كبلد مسالم ، لم يُسجل في تاريخه الحديث تعذيب أو قتل مواطن واحد ، أما أن يعترض الأسد ويظهر بمظهر الملاك / الوديع / الساكن ، مسألة تحتاج التوقف عندها ، لأنها بصراحة تبدو الحكاية أعمق من أنها سياسية بقدر أنها تركيبية ، تربوية ، مغلوطية ، بل في إعتقادي ، أي شخص يصنع تماثيل لنفسه في حياته وينشرها في المدن ، بالتأكيد لديه النزعة الفرعونية إياها ، وبالتالي في أعماقه ، الناس يتحولون لمجرد صراصير ، وكما هو معروف ، بأن المعترض كان قد أحضر كل من هو منتمي لأيديولوجية التشيُعّ إلى سوريا من أجل قتل شعبها وصناعة تجانس يمتد من طهران إلى بيروت ، وهذا موثق دولياً .
دعونا بعد أذنكم في خلوتنا والأخص في غمرتها ، أن لا نعطي الثقة إلا للحقائق التى يمكن التقين منها ، فمسألة الانفتاح على الأسد ، خطورتها تكمن بتسليم بأمر الواقع ، إذن عندما تعيد سلطة عُمان علاقتها به ، تعترف بواقع الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن ، وهذا بالنسبة للإيرانيين يعتبر إنجاز ثمين ، بلا مقابل ، لأنه اعتراف بتموضع على حدود يكتفون فيها حتى الآن ، بل المسألة لم تعد تتعلق بالأسد شخصياً أو نظامه ، لأن الحاكم الفعلي في سوريا ، هما الروسي والإيراني ، وبالتالي كما كان مطلوب في السابق إنقاذ سوريا والشعب من النظام الأسد ، صار الآن ، المطلوب انقاذ سوريا والشعب من الإيراني .
كل ما يُطرح من أفكار في كل من سوريا واليمن ، يصب عملياً في صالح الإيراني ، إذن ، دور العربي هو ترتيب هذا الانفتاح بشكل يضمن تحرير سوريا وإعادتها للشعب السوري وليس القبول بالواقع الحالي ، لأن إذا كان العربي ليس لديه مشروع وحدوي أو مكتفي بالدول الوطنية ، فإن الدول الإقليمية وايضاً الدول الكبرى لديهم مشاريع استعمارية وتمددية ، بل مثل هذه الخطوات القطعية للأسف تندرج في دوائر المثيرة للشفقة ، طالما الإيراني تحول كبديل للدولة في هذه الدول ، بل الفارق الوحيد بين التدخل العراقي في الكويت سابقاً ، والايراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان ، هو ابتكار ايران لفكرة الوكلاء ، مجموعات وطنية تقوم كوكيل عنها ، وهذه الوطنية المزيفة أوقعت الرئيس الفرنسي ماكرون ، عندما تبنى معادلة حزب الله على أنه حزب منتخب شعبياً ، دون أن يفرق بين أعضائه البرلمانيين ، وارتباط الحزب بعقيدة ولاية الفقيه أو مبايعته لنائب المهدي المنتظر ، والتى من شروطها الأساسية لا يجوز مبايعة شخصين أو كيانين ، لأن في حديث رسول الله محمد صل الله عيه وسلم ( إذا بُويع خليفتين فاقتلوا الآخر ) ، أي يعني الجنرال عون بحكم حزب الله محكوم عليه بالإعدام لكن مع وقف التنفيذ ، وعلى هذا المنوال ، يصح إذن ، قبل دعوة الجيش التركي للخروج من شمال سوريا أو خروج الميليشات الحليفةُ له والتى يصنفها الأسد بالإرهابية ، كان من الأولى العمل على إخراج الايراني وميليشياته من سوريا والعراق واليمن قبل الانفتاح المثير للشفقة . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس ترمب والعالم ...
-
وكالة سي آي أيه CIA نقلت البشرية بخفة من التملك الطبيعي إلى
...
-
أنه يحدث كل يوم ...
-
ماذا يحتاج الأردن في ظل محيط يغلي غلي ...
-
الاعتماد على قصور الناس للإدراك ، من حرق سوريا ...
-
موليير الفرنسي وموليير العربي ابن البلد ...
-
تونس فرصة العرب في التجديد ...
-
لبنان في العناية الفائقة ...
-
بروكرست والأسد ...
-
قتلة الجزائر / ثوريون ووطنين لكنهم مضطربون نفسياً ...
-
نعم للصلح ولا للتفاوض ونعم للاعتراف ...
-
الحرب القادمة مِّن يصهر مِّن / كان الصلح مع إسرائيل من أجل ا
...
-
ثقافة الاستخفاف وثقافة الاحتطاب ...
-
الحدثان الأهم في انفجار لبنان ...
-
بين فيروز قاتل جدنا وفيروز أيقونتنا ...
-
قصيدة الاستسلام / بين خيمتنا وخيبتنا ...
-
الثنائية من أصول التكوين يا نصرالله ...
-
إلى الرئيس السيسي رئيس الجمهورية ...
-
في أي حادث سير ، مرتكب الحادث يتحمل ببساطة المسؤولية ، فكيف
...
-
المواجهة الأعنف في القارة الصاعدة ...
المزيد.....
-
مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه
...
-
-أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟
...
-
يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات
...
-
سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
-
سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
-
أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
-
البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
-
قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو
...
-
ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
-
رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|