أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ثقافة الاستخفاف وثقافة الاحتطاب ...














المزيد.....

ثقافة الاستخفاف وثقافة الاحتطاب ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ يحتاج الأردن إلى حركة عابرة للحساسيات المناطقية والثقافية ، والمفيد في المقابل ، التذكير بأن حال الأردنيون كحال الناس الذين ذكرهم ربهم في القران / ( حتى إذا كُنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين / فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير حق ) ، وبالتالي لم يشعر الاردني بقساوة فيروس كوفيد 19 كما عانى منه الايراني أو الإيطالي أو الإسباني أو الأرجنتيني أو الأمريكي والقائمة طويلة في العالم ، وهذا كله قد يكون ليس بفضل إيمان الناس بقدر أن رب العزة ، ربما هكذا ، استجاب لعبد صالح لم يرفع رأسه من السجود حتى أزاح الله الغمة عن سماء الأردن ، لكن الغير مخلصون بعد ما انجاهم الله ، عادوا يجادلون حول حقيقة الفيروس ويشككون في ما صنعته الدولة من جهود متكاتفة وايضاً إنكارهم لحجم الخسائر التى تكبدتها .

تشير واقعة الفيروس عن التكوين التربوي في الأردن ، وبالتالي التعليم المدرسي والجامعي اثبتا أنهما خاليان من الوعي والانضباط ، لأن من بديهيات التعليم تشكيل وعي يُعرّف ( بالتميز أو التميزي ) بين الصح والخطأ وبين الحق والباطل ، وهذا ما لم نشاهده في الأردن ، بل عندما كان الفيروس في أشده ، كانت الناس مستسلمة تماماً لتعليمات الحكومة وبعد تجاوز مرحلة الخطر ، عاد الناس إلى انتهاج سلوك الاستخفاف كما هو معتاد ، بل أعادوا عبارة ( كلمة بتجيبه وأخرى بتأخذه ) وبالتالي هذا النمط من التفكير لا يساعد ابداً بتجاوز الأزمات بقدر أنه يضيف تعقيدات إضافية ، وفي موقع آخر قال المولى في كتابه ، فلا يؤمنون حتى يروا العذاب أليم ، وهذا ايضاً ينطبق على الأردنيين ، يفضلون مشاهدة العذاب لكي يؤمنون بوجود الفيروس وخطورته وتبعياته المدمرة ، بل ثقافة الاستخفاف التى يتجرعها المولود الأردني منذ ولادته وتتنامي مع العمر حتى تصبح للأسف نمط أساسي في كل شيء ، تضيف مسؤوليات إضافية على حكومة الرزاز ، لأنها تصبح مهمتها مكافحة فساد الطبقة التى حكمت الحكومات السابقة وايضاً فساد الفكري للشعب ، أي أن في أي تحرك إصلاحي أو أي مواجهة فيروسية أو غيره ، تكون التكلفة أضاعف مضاعفة للتكلفة الحقيقية .

لقد عالج الإسلام البطالة الفكرية والعمالة من خلال ترسيخ فكرة حفر بئر وردمه حتى لا يتعود المسلم على الكسل وايضاً يبقى على جهوزية في أي وقت ينخرط بالعمل الحقيقي ، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه ) ، وبالتالي الدولة لا بد أن تبقي البلاد في حالة متحركة على الدوام ، إذن الدخول في مشروع والخروج إلى مشروع آخر ، حفر نفق ومن ثم بناء جسر ، بناء مستشفى ومن ثم بناء جامعة ، الانتهاء من مرحلة الباص السريع ومن ثم التمهيد لحفر ميترو تحت الباص السريع ، وهكذا تستمر الحركة الفاعلة بتفعيل الناس بنشاطات مختلفة، ولأن الأردن لا يتحمل الاستمرار بهذا النمط أو الدخول مرة اخرى بالإغلاق ، إذن من المفترض ، توجيه حكومة الرزاز إلى تقسيم مجلس الوزراء إلى ثلاثة فرق عمل ، الأول إعادة رسم سياسات الزراعية ووضع مشروع لدراسة المنتجات التى يوجد طلب عليها في العالم والتى تؤمن بفضلها العملة الصعبة للأردن ، وبالتالي بهذه الطريقة يمكن تقليص الدين العام ، الفريق الثاني ، ضرورة الاطلاع على مشروع المملكة السعودية الخاص ببرنامج التكنولوجيا المعتمدة في الوزارات والتى توفر الوقت وتمنع من المخالطة وتقلل من استنزاف حزينة الدولة ، الفريق الأخير ، ضرورة وضع مشروع على مستوى الوطن ، التربية الوطنية ، يبدأ بطلاب الثانوية حتى السنة الأخيرة في الجامعات ، الفترات الصيفية من كل عام يلتحقون الطلبة في معسكرات الجيش ومن ثم بالانخراط في العمل في المؤسسات الوطنية ، بالطبع ، يحتاج الجيش والحكومة وضع برنامج لدراسة توجهات الطلبة المستقبلية ومن ثم يتم توجيههم للخدمة في هذه المؤسسات ، النتيجة المطلوبة ، تعبئة وقت الشباب وانتشالهم من مربعات خطيرة التى تنعكس سلبياتها على المجتمع ، ثانياً تعزيز النسيج الوطني ، ثالثاً ، ضرورة مساهمتهم في مشاريع ستخدمهم وتخدم أولادهم في المستقبل ، مثل المستشفيات وتشجير الطرقات والمناطق الخالية والبلديات والمشاريع التى تحت الإنشاء ، مثل الجسور والنقل والمؤسسات الخدماتيه ، كالأحوال المدنية ، ايضاً صيانة المدارس والجامعات ، وبالتالي هو مشروع كامل متكامل ، يساهم بشكل جذري في تعزيز الوحدة الوطنية ويصنع حلقة متماسكة بين المواطن والأرض .

وبالتالي ، لو كان الموتى يتكلمون ، لكانوا قالوا عن دور الجيش والتربية الوطنية في ثقل شخصيتهم ، لكن ما يحتاجه الأردن اليوم ، شيء جديد يجمع بين مصالح الناس والمصلحة الوطنية . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدثان الأهم في انفجار لبنان ...
- بين فيروز قاتل جدنا وفيروز أيقونتنا ...
- قصيدة الاستسلام / بين خيمتنا وخيبتنا ...
- الثنائية من أصول التكوين يا نصرالله ...
- إلى الرئيس السيسي رئيس الجمهورية ...
- في أي حادث سير ، مرتكب الحادث يتحمل ببساطة المسؤولية ، فكيف ...
- المواجهة الأعنف في القارة الصاعدة ...
- يساء فهمي دائماً ولستُ من محبي التبرير ..
- اخطائتوا عندما نكثتوا عهدكم ...
- من مشروع تحريري إلى مشروع تصاريح زيارات ..
- زمن الاصطفافات والعالم بارك المعاهدة ...
- مناعة الشاب غابرييل عالية ...
- نتيجة تبعية مطلقة ، صُنعَ نموذج سيء ...
- تستحق السيادة عندما تكون سيد نفسك ..
- لجنتان واحدة وطنية وأخرى دولية ، ما هو المانع ...
- هل يمكن يا سيدي الحصول على المال بلا إصلاحات ...
- الوقوف إلى الجانب الخاطئ من التاريخ ...
- السد الإثيوبي مقابل الاستراتيجية المائية ( المصرية )...
- الإمارات شطرت الذرة وتعوم بين المجرات ...
- بعد الاعتماد على الأب الروحي يعتمد الأوروبي على ذاته ..


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ثقافة الاستخفاف وثقافة الاحتطاب ...