مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 21:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ في إتمام هذه الإسقاطات الاستهلالية ، وبعد فصل جديد مكثف وكثافته تأتي من على أرض الواقع ، يحاول اليوم الرئيس الفرنسي ماكرون أن يقول وبصراحة شديدة ومن بين أصحاب الشأن وفي ظل نكبتهم ، بأن لبنان اليوم يقف بين خيارين ، يا إنقاذه مرة واحدة أو تجديد إنقاذ الطبقة الحاكمة وبالتالي يستشعر ماكرون المتضامن مع الشعب اللبناني وبالاخص أهل بيروت ، بأن الطبقة الحاكمة ترغب مجدداً بإنقاذ نفسها من خلال تعاطف المجتمع الدولي والعربي مع المنكوبين اليوم والمقهورين سابقاً ، وبالتالي لا بد للطبقة الحاكمة أن تعي الفارق بين المساعدات التى تقدم الآن تباعاً والتى ستقدم لاحقاً من أجل انتشال البيروتين من كارثتهم وإعادة مرفئهم للحياة وممتلكاتهم الخاصة والعامة .
وكذلك تسهم التصريحات الفرنسية مِّن بين الناس والناقدة للفساد في مساعدة المراقب على الذهاب أبعد في تلمس وجهة نظر رئاسة الإليزية ، بل يفهم من جولة ماكرون الميدانية وتبادل حديثه مع المواطنين والاستماع لهمومهم والوقوف على حالهم ، بأن الرجل نيابةً عن الإتحاد الأوروبي ومجموعة واسعة من العرب يبحث عن إمكانية إيصال المساعدات وتمويل إصلاح ما تنج عن التفجير إلى جهات غير حكومية ، وبالتالي إصطحابه لمحافظ بيروت دلالة تشير بأن التوجه هو اعتماد بلدية بيروت كجهة أمنة ومقبولة للمجتمع الدولي .
ايضاً قراءة تصلح على أكثر من نحو ، لقد استبقوا الثلاثي ، الحريري وجنبلاط وجعجع اجتماعهم مع الرئيس الفرنسي بمطالباتهم بضرورة نقل ملف التحقيق الخاص بتفجير مرفأ بيروت من الحكومة اللبنانية إلى تحقيق دولي وبالتالي يُفهم من ذلك ، بأن التقصي الجنائي العلمي وليس العملي فحسب لا يتحقق سوى بجهات دولية لديها باع طويل في كشف لمثل هذه الاحداث ، بالطبع ولأن ايضاً لا يوجد ثقة شعبية بالحكومة ، وهذا ما كشفه وزير الداخلية الحالي الذي رفض التحقيق الدولي أو أي مشاركة عربية ، إذن الرفض يفسر باختصار بأن هناك جهات تتخوف من تدويل التفجير خوفاً من شيء مخبأ .
حال الرئيس الفرنسي واللبنانيون تماماً كما هي النكتة التى مررها المخرج ارنيست لوبيتش / الألماني الامريكي في فيلم نينوتشكا الكوميدي الشهير ، ففي إحدى المشاهد ، يسأل الممثل / النادل ، أرغب بفنجان قهوة بدون كريمة ، فيجيب النادل ، للأسف لا توجد كريمة يا سيدي ، هناك لبن فقط ، هل من الممكن أن أحضر القهوة بلا لبن ، وهذا حال سياسيو لبنان ، يقول ماكرون نريد أن نرى إصلاحات لكي نتمكن من مساعدتكم مساعدة جذرية ، فيجيبوا ، هل لنا أن نحصل على المال دون إصلاحات ، بل ما يُصيب العقل هو أيضاً تفصيل خطير وغير مألوف التكييف ، الذي يوحي حجم فقدان ثقة الجمهور اللبناني بالطبقة الحاكمة ، الترحيب الخاص والدافئ بالرئيس ماكرون لدرجة قد يجزم لو قرر إيمانويل خوض الانتخابات الرئيسية في لبنان ، سيكتسح الأصوات لصالحه . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟