أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين فيروز قاتل جدنا وفيروز أيقونتنا ...















المزيد.....

بين فيروز قاتل جدنا وفيروز أيقونتنا ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ منذ ذاك اليوم الذي بدأ العقل ينظم الأسئلة بشكل ناظم وبعد مغادرة العقل استفساراته ، ومع تشجيعه في البدء بتقديم الأجوبة عن أسئلة لم تكن عالقة تماماً بقدر أنها كانت تحتاج إلى وقت كافي لكي تجيب بدقة عن ما يدور في البال ، وهذا ايضاً لا يعني ، أن المغادرة كانت سببها توبة عن ذنب قد اقترفه العقل أبداً ، فقد اعتادوا تلاميذ المدارس في رحلاتهم الاستماع لأغاني فيروس أو بالأحرى هناك من كان يغنيها ويغني معه الحاضرين ، بالطبع الطبلة كانت الشيء الوحيد المتاح في تلك الحقبة ، ولأن الرحلة دائماً تعتمد على الباصات الكبيرة ، كانت أغنية ع هدير البوسطة المفضلة / وايضاً هي دعوة مبطنة لكل طالب بالبدء في البحث عن عيون سيواعدها لاحقاً ، طالما الأغنية تبدأ ( موعود بعيونك أنا موعود ) ، لكن على المستوى الشخصي ، بدأت حكايتي مع فيروز في مدينة ماغديبورغ الألمانية ، المدينة التى كانت تعتبر ملتقى لتجارة أوروبا وتكتنز أهم كتدرائية وايضاً أطلق أهلها عليها بالمدينة الخضراء لكثافة الغابات المنتشرة بطول وعرض المدينة ، فعندما إلتحقت في أكاديمية الخاصة بتعليم اللغة ، تحول صباحي محمل بعنصرين ، كان زميلي بهاء في السكان فرض عنصرين أساسيين على حياة قاطنين سكن الطلبة ، والذي تحول إلى صديق طيلة المدة التى عشتها في ألمانيا ، وبالتالي مجرد أن يفتح عينيه ، يقوم بتشغيل شريط لعبد الباسط عبد الصمد القارئ الأشهر للقرآن من أجل تسير يومنا وطرد إبليس من طريقنا ومن ثم يضع شريط لفيروز يحمل جملة أغاني ، كانت قد عرفت بفيروزيات / فيروز الصباحية ، ( ورق الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك / ايضاً ، فايق يا هوا لما كنا سوى / يا دارة دوري فينا وضلي دوري فينا ) لكن ذاك الإمتزاج الحديث والملفت ، كان دائماً يستوقفني بل بالأحرى يدعوني إلى خوض في تفكير عميق ، بالطبع دون أن أبوح به على الإطلاق ، وأتساءل كيف لهذه المرأة استطاعت أن يقترن أسمها مع عبد الباسط ، بل ما كان يستوقفني أكثر ، أن الجميع يلتزم الصمت أثناء ترتيل عبد الباسط للقران ، بالطبع لأن الأغلبية الساحقة لم تكن أيامها تحفظ شيء من القرآن ، وعندما ينتهي وقت عبدالباسط ويحين وقت فيروز ، تبدأ الأغلبية بالدندنة والغناء مع فيروز لدرجة هناك من كان يحفظ أغنيها كما يحفظ اسمه ، ولأن ايضاً مسجل بهاء مرتبط بسماعة ممر الغرف ، يتحول الصباح العرب والأجانب والألمان فيروزي بإمتياز ، أما المسألة الأخرى والتى احتفظت بها طيلة عمري لم افشي عنها ، بل كنت أعتبرها ربما لها أبعاد دفينة ، اختيار حليم الرومي أسم فيروز ، كنت أتساءل ، ألم يجد الرومي ابو ماجدة أسم في القاموس العربي أو الفارسي سوى أسم قاتل عمر بن الخطاب ، الشهير بالفاروق / أمير المؤمنين ، بل هذا الصوت الذي دخل كل بيت مسلم ومسيحي ، وهنا للتذكير المفيد ، اسم عمر محبب تسميته عند المسيحيون ، بل كنت اسأل نفسي ، هل كان يقصد ذلك من باب العنصرية الطائفية أو أنها مجرد صدفة ، لكن بصراحة بالرغم من إعجابي المبكر بصوتها وأغانيها إلا أنني كنت أحب أسمها الحقيقي ( نهاد ) أو هكذا كنت أفضل ، لكي لا يتردد أسمها المستعار على مسامعي في كل صباح ، لأنه كان يذكرني بقاتل جدي أبن الخطاب .

تعتبر فيروز أُم مثالية ، ومثاليتها ليست فقط لأنها حافظت فقد على سيرتها الفنية ومكانتها التى أصبحت جارة القهر وهذه الدرجة لا يعيها سوى من إرتقى بإمانه إلى درجة إيمان القمر ، فالقمر معروف بإلتزامه في صنع التوازن بين الأرض والبحر ، وبالتالي غيابها الطويل لم يكن ولا لمرة بالغياب العبثي ، بقدر أنه سجود مشترك لا يليق سوى بقمرين ، بل على الصعيد الشخصي ، استطاعت فيروز الخروج من البحر دون أن تبتلّ بنقطة واحدة ، برغم أن هذا الوسط عائم على أفخاخ متنوعة ، وبالتالي قد يكون مرّ على تاريخ الغناء العربي أصوت منافسة ، لكن الذكاء الذي حظيت به أم زياد ، هو قدرتها على الانضباط النوعي ، وهو بالفعل نادر في عصرها وعصرنا والذي جعلها مع الأيام بالفعل أيقونة وهذه الأيقونة باتت تمثل أم للبنانيين في بلد حالك بالسواد وايضاً أم للعرب ، ولأن الأرض كما يعرف عنها تعتبر الأم الحقيقية للانسان وطالما الأرض قادرة أن تكون دائماً الحضن والوعاء للإنسان ، فأنها مثلت دائماً للمخلوقات بالشيء الأهم ، مهما شرق وغرب ، فالعودة حتمية حتى لو صعد إلى المجرات الفضائية ، وهكذا فيروز مهما المستمع ذهب إلى أماكن مختلفة ، يجد نفسه يعود إلى أغاني غير قابلة للشيخوخة ، رغم أن صاحبة الصوت تحولت إلى هذا الجيل كالأم ، تماماً كما صنف محمود درويش أغانيها بالتى تنسى أن تكبر ، والتى تجعل الصحراء على وسعها أصغر والقمر أكبر ليتسع للعشاق وبالتالي ، زيارة الرئيس ماكرون لفيروز مثلت الجامع اللبناني الوحيد الذي يجتمعون اللبنانيين حوله دون اختلاف ، كأنه يشير دون أن يصرح بذلك ، بأن اللبنانيون يمكن لهم الاجتماع على أرض لبنان كما يجتمعون حول صوت وكلمات فيروز ، وهذا يتطلب منهم اسقاط جميع العصي الغليظة التى توضع أمام اجتماعهم ، تماماً كما قالت ذات مرة ، لبنان الكرامة والشعب العنيد .

على مدار سنوات طويلة كان الشعب العربي يجد بالهجرة إلى أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية ، حل لمشاكله المالية والدراسية والاجتماعية ، لكن بعد الأزمة السورية والهجرة الجماعية التى استوعبتها أوروبا ، وعلى وجه الخصوص ألمانيا الاتحادية ، لم يعد ينفع استيعاب مزيد من المهاجرين ، على الأقل في الوقت الحالي ، بل هناك شعور يتنامى بين قادة القارة الباردة ، بأن لو سُمح للشعب العربي بالهجرة ، لن يتردد على الإطلاق ، لهذا نشاهد الرئيس الفرنسي ماكرون أصبح حزك مزة ، ذهاباً وإياباً إلى لبنان من أجل دفع أو بالأحرى إلزام الطبقة الحاكمة بإجراء إصلاحات فورية ، مع تقديم وعود قاطعة بدعم الاقتصاد والموازنة ، بالطبع إذا ما شاهد إصلاحات حقيقية ، وذلك نابع عن خوف من تفاقم الأمور أكثر وتندلع مجدداً حرباً أهلية على سبيل المثال ، حينها ستضطر أوروبا إستيعاب مزيد من المهاجرين ، إذن بدايةً نقول ، الله يكون بعونك يا إيمانويل ع هالورطة لأن القبول بهذه المشقة ، يعتبر عمل أخر لمهامه ، هو جهد ينوب به نيابةً عن الإتحاد الأوروبي بالكامل ، وثانياً ما هو الملفت الانتباه ، وبالرغم من المعلومات المقتضبة من اللقاء ، إلا أن الرجل قال بصراحة شعرت بهيبة فيروز وحضورها المميز ، لكن مع الطبقة السياسية ، كل ما قيل عن لقاءاته معهم ، ليس سوى نصائح وتحذيرات تصل احياناً إلى مزيج من التهديدات والتوبيخات ، لأن الفارق بين ساكنة الرابية والفرقاء ، هو انعكاس إحترام الشعبي لها ، ونبذ الشعب لهم ، بل الوحيدة التى يمكن لها أن تتكلم لماكرون وغيره عن لبنان الحلو ولبنان الأخضر والمرفأ وجبال صنين وصنوان وعن شادي الضائع وعن أخوانه المشردين في اصقاع المعمورة والقمر الذي خطفه نظام الأسد ، فقط فيروز التى رسمت جغرافية لبنان بصوتها في إرجاع الأرض حتى وصل صوتها إلى القمر .

بالطبع ، لبنان يستحق وقفات طويلة وليس وقفة واحدة ، احياناً لا يتيحها المقام هنا التحدث عن جميعها ، لكن التسريبات من اللقاء الثنائي بين فيروز الجامعة ومندوب الفرقاء كانت جداً شحيحة ، وبالرغم أنه تاريخي ، إلا أن الصمت خيم ، وبوصفها مللكة الصمت ، سننتظر مذكرات الرئيس ماكرون لتحدثنا عن ما دار بين الطرفين ، وبالتالي غاية هذه السطور التوقف عند محور هام ، لم تترك الطبقة الحاكمة أمام اللبنانيون سوى الهجرة إلى فرنسا وجاراتها أو استدعاء فرنسا وأخريات لكي يعيدوا ترتيب شؤون بلدهم . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الاستسلام / بين خيمتنا وخيبتنا ...
- الثنائية من أصول التكوين يا نصرالله ...
- إلى الرئيس السيسي رئيس الجمهورية ...
- في أي حادث سير ، مرتكب الحادث يتحمل ببساطة المسؤولية ، فكيف ...
- المواجهة الأعنف في القارة الصاعدة ...
- يساء فهمي دائماً ولستُ من محبي التبرير ..
- اخطائتوا عندما نكثتوا عهدكم ...
- من مشروع تحريري إلى مشروع تصاريح زيارات ..
- زمن الاصطفافات والعالم بارك المعاهدة ...
- مناعة الشاب غابرييل عالية ...
- نتيجة تبعية مطلقة ، صُنعَ نموذج سيء ...
- تستحق السيادة عندما تكون سيد نفسك ..
- لجنتان واحدة وطنية وأخرى دولية ، ما هو المانع ...
- هل يمكن يا سيدي الحصول على المال بلا إصلاحات ...
- الوقوف إلى الجانب الخاطئ من التاريخ ...
- السد الإثيوبي مقابل الاستراتيجية المائية ( المصرية )...
- الإمارات شطرت الذرة وتعوم بين المجرات ...
- بعد الاعتماد على الأب الروحي يعتمد الأوروبي على ذاته ..
- كابوس الطاعون الذي لا نهاية له ..
- شاعر الشام وشاعر الحركة التصحيحية ...


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين فيروز قاتل جدنا وفيروز أيقونتنا ...