أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - لكل مرحلة في التاريخ صفات ومميزات تمتاز من خلالها وتتحكم بها تختلف جذرياً عن الأخرى














المزيد.....

لكل مرحلة في التاريخ صفات ومميزات تمتاز من خلالها وتتحكم بها تختلف جذرياً عن الأخرى


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول أهل العلم والمعرفة : (إن الطبيعة بأجمعها من حبة الرمل إلى الشمس ومن أصغر خلية في الإنسان هي في حركة دائمة من النشوء والاضمحلال وهي في مد لا ينقطع، في الحركة والتغيير مستمرين وأبديين) وهذا يعني أن طبيعة الحياة ليس الجمود والثبات وإنما هي في حركة وديناميكية تؤدي للتغيير والتطور وتدفع مسيرة التاريخ والمجتمع الإنساني إلى أمام مما يؤدي إلى سلسلة من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويؤدي إلى تقدم وتطور المجتمعات الإنسانية إلى أمام بوصفها حركة الصيرورة وحركة تراكمية متناقضة تتفاعل معها جدليات صراع ونزاع المجتمع التي يفرز من خلالها نوعيات تنتج قوى أخرى جديدة التي تعتبر ثمرة الصراع والنزاع ولذلك إن المجتمع لا يمكن أن يبقى على تماسكه وانسجامه أبداً ولابد أن ينقسم وينشق إلى كتلتين متعارضتين ومتصارعتين نتيجة الصراع والنزاع بسبب التناقض بينهما، إحداهما القديمة التي تريد المحافظة والبقاء على القديم الذي يمثل مصالحها الأنانية الذاتية الذي أصبح العائق والمعرقل لتقدم التاريخ والمجتمع ومسيرته نحو الإصلاح والتجديد كالسلطة والجاه والقوة والمصالح والتقاليد والعادات ولم تستسلم وتترك القوى القديمة مصالحها وهيبتها إلى الكتلة الجديدة وإنما تستميت من أجل البقاء عليها والالتفاف حولها وتفلت من يدها، من خلال هذه الصورة التي نستلهم من خلالها ما هو سليم وصحيح في حتمية مسيرة التاريخ في التقدم والتطور فإن ذلك يتحول إلى فكرة مرشدة للعمل والواقع على الساحة العراقية الآن، الأحزاب السياسية وتراكم سلبياتها أفرزت الفساد الإداري والطائفية الحزبية والبطالة والجوع والفقر والحرمان وجعل الاقتصاد العراقي (ريعي) يعيش على مورد واحد (النفط) الذي ترك سلبيات كثيرة منها أصبح الشعب العراقي استهلاكي وغير منتج وجعل أمنه الغذائي في زاوية الخطر وأصبح العراق يعي في عدة أزمات قاتلة مما أدى إلى انفجار انتفاضة الجوع الغضب التشرينية مطالبين بالإصلاح والتغيير والانتفال إلى مرحلة جديدة تتجاوز المرحلة السابقة التي تمثل (الأحزاب السياسية) وقدمت مئات الشهداء والجرحى ولا زالت إلى الآن بعنفوانها وقوتها رافعة شعار (أما أن نسعد أو نفنى) وأصبحت هي الأمل والرجاء للشعب العراقي وتطلعاته نحو الإصلاح والتغيير وتجاوز المرحلة السابقة المدمرة التي جثمت بكابوسها على صدور الشعب العراقي وسببت له المآسي والحياة التعيسة البائسة.
تناقلت الأخبار عن تسرب الأحزاب السياسية التي طالبت وناضلت ثورة الجوع والغضب من انهاء سلطتها وتجاوزها والانتقال إلى مرحلة جديدة يسود فيها التغير والاصلاح والمستقبل الأفضل للشعب واستطاعت هذه الأحزاب السياسية أن تتسلل وتخترق الجماهير المنتفضة في انتفاضة الجوع والغضب وتلتف حولها وإفشالها عن طريق الإغراءات والوعود الترقيدية والتخديرية وذلك من خلال تطعيم أحزابهم بعناصر شبابية إلى هيكلها من أنصار ومناضلي انتفاضة الجوع والغضب كما أذاعت وسائل الإعلام عن انبثاق خمسة عشر حزباً من أبناء الانتفاضة لخوض الانتخابات القادمة وهذا العمل اللامسؤول يؤدي إلى تفتت وتشرذم عناصر الانتفاضة وجماهيرها.
إن هذه الأخبار مقلقة ومخيبة لآمال وتطلعات وطموح الشعب العراقي .. لأن أفكار واجتهادات ومصالح الأحزاب السياسية تمثل سلبيات وتراكمات المرحلة السابقة (القديمة) لا تنسجم مع مطاليب الانتفاضة وأهدافها لأنها أصبحت جامدة وثابتة ومحافظة على القديم الذي يعكس مصالحها الأنانية التي انفجرت بسببها وسلبياتها انتفاضة الجوع والغضب وحينما تنصهر عناصر انتفاضة الجوع والغضب في هيكلية واحدة مع الأحزاب السياسية يؤدي إلى تشويه لأفكار ومبادئ الانتفاضة لأنها تمثل ثورة على القديم بكل مكوناته وأفكاره واجتهاداته ومن الخطأ والخطر الاعتقاد بأن الأحزاب السياسية تتنازل عن مصالحها وأيديولوجيتها وهذا يعني ونفرض على عناصر الانتفاضة أن تتنازل هي عن مطاليب انتفاضتها وهو خيانة لدماء الشهداء. للانتفاضة أسباب انفجارها واضحة وحركة في مطاليبها ونضالها الذي استمر أكثر من عشرة أشهر ويجب تأسيس حزب واحد يمثل وحدتها وإرادتها ومطاليبها وعدم تجزئتها إلى شذر مذر وهذا العمل يعتبر انحراف عن مسيرة الانتفاضة والتاريخ.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيرات على الساحة الدولية بعد عام / 1991 وتأثيراتها على ال ...
- وداعاً المناضل المخضرم هاشم الحسن (أبو يوسف)
- انتفاضة الجوع والغضب والأحزاب التي انبثقت عنها ..!!؟
- الصناعة والزراعة والدواجن العراقية بحاجة إلى حماية الدولة ور ...
- العراق بين مرحلتين فاصلتين
- الورقة الطائفية من خلال الواقع والتجربة العراقية
- سلبيات الأكشاك للعاطلين ..!!؟
- ذكرى ثورة الحسين (ع) وانتفاضة تشرين الباسلة
- السلطة القضائية ودورها في الإصلاح
- خواطر استذكارية من ثورة الحسين (ع)
- منتسب الأمن الداخلي بين الجهل وهاجس الخوف والقانون
- ثورة الحسين (ع) نبراس وشعلة وهاجة تضيء الطريق للمظلومين
- من أجل تحالف وطني لتجاوز المرحلة التي تهدد العراق وطن وشعب
- دور الإنسان في تطور المجتمع
- اتعظ بالماضي لتكون أكثر خبرة بالمستقبل
- قطع الرقاب ولا قطع مياه (الأنهار)
- إلى الشهيدة (أيقونة البصرة) رهام
- صورة عن تقاليد وعادات في المجتمع العراقي
- العلاقة بين السياسة والثقافة والوعي الفكري
- ما هي المادة 140 من الدستور العراقي ؟


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...
- رغم تزايد الضغوط الدولية.. هل لا تزال إقامة دولة فلسطينية قا ...
- كيف تعرف سمات الشخصية التي تميل إلى الغش وخداع الآخرين؟
- هارين كين أم ساديو ماني .. حظوظ لويس دياز في بايرن؟
- هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن ...
- مظاهرات -كسر الصمت-.. فلسطينيو 48 يرفضون حرب الإبادة والتجوي ...
- لوموند تكشف ضغوطا غير مسبوقة على الجنائية الدولية لحماية إسر ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا ...
- تعادل رحلة فرنسا إلى إيطاليا.. رصد أطول صاعقة برق بالعالم


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - لكل مرحلة في التاريخ صفات ومميزات تمتاز من خلالها وتتحكم بها تختلف جذرياً عن الأخرى