خواطر استذكارية من ثورة الحسين (ع)

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في هذه الأيام التي نستذكر فيها (واقعة الطف) التي كان الحسين ابن علي ابن أبي طالب (عليهما السلام) بطلها وقائدها من أجل نقاوة وصفاء الدين الإسلامي في أمة جده الرسول محمد (ص) الذي أفسدته الآن النفوس المريضة بالأوهام المنافية للعقل والضمير الإنساني التي عمقت الاختلاطات ووضعت غشاوة أمام البعض من المدعين بالإسلام وأسهمت في تضليل العقول ... ألم يكن السكوت عنها وعدم محاربتها ومعارضتها قولاً وفعلاً مخالفاً وبعيداً عند دعوة الإمام الحسين (ع) بصرخته ضد الباطل (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي) ؟ التي هي أمة الإسلام التي قال عنها الرسول الكريم محمد (ص) : (أباهي بكم الأمم) .. ألم يقل رسول الله محمد (ص) : (من غشّنا فليس منّا) ألم يكن الفساد الإداري والتجاوز واغتصاب الأملاك والأموال العامة عمل منكر و (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) .. إن السكوت عن هذا المنكر والتعايش معه علة العلل في الهبوط والانحطاط الذي صار إليه المجتمع العراقي ... إن من يدعي الاقتداء بالأنبياء (ص) والأئمة الأطهار (ع) عليه الوقوف والتصدي بكل الوسائل ضد كل البدع والأوهام الدخيلة والمخالفة لنقاوة وصفاء الدين الإسلامي ... إن من يحترم الدين عليه أن لا يظلم ويضطهد أبناء وطنه إن من يحترم الدين ويحبه يجب أن يكون محباً للإنسانية كما يحب الخير لأبناء وطنه وأن يحب أن يسود العدل والمساواة بين الناس فلا يظلم بعضهم بعضاً ولا يبغي بعضهم على بعض ... إن الذي يتجاوز على دينه من أي الملل يتنكر على مبادئ دينه ويتخذ وسائل الإعلام وسيلة للمخادعة وبث الأوهام تثبيطاً لعزائم الضعفاء كي يسهل استعبادهم ويسخر طاقاتهم للطغاة وتعتبر جناية على الأخلاق وعلى الإنسانية ... إن من يلوث نقاوة الدين ويقاوم محبي الإنسانية إنما هم الأنانيون الذي يريدون العلو في الأرض ولا يرضون بالمساواة مع غيرهم من بني البشر ويريدون المحاور المنغلقة على الخصوصية والأطر الضيقة مهما حاول دعاتها تلميع صورتها يبقى جوهرها يحمل تناقضاً بين العمومية الإنسانية والذات الخصوصية وتعتبر هذه تجاوزاً على الطبيعة الإنسانية والديانات السماوية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل