العلاقة بين السياسة والثقافة والوعي الفكري

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6652 - 2020 / 8 / 20 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقول المفكر الكبير غرامشي : (إن الثقافة والوعي الفكري تلعب دوراً فعالاً حينما تتحول إلى أداة للفعل السياسي عن طريق الوعي الفكري بالاتكاء والتأثير على مجمل القوى الاجتماعية التي تتطلع إلى عالم ومستقبل سعيد ولابد للسياسي أن يمتلك وعياً جديداً قادراً على صنع التغيير والتحول إلى الجديد من خلال الثقافة والوعي الفكري التي تنغرز لدى السياسي عن طريق الممارسات والمبادرات التي من شأنها أن تخلق إنسان جديد ومجتمع جديد).
إن السياسي الجاهل يعيش داخل نفسه بعيداً عن مجتمعه ولا يدرك إلا مصلحته الخاصة بعكس السياسي الواعي والمدرك يعيش دائماً خارج نفسه مع جماهير شعبه من خلال ثقافته ووعيه الفكري ويستمع ويتجاوب مع الآخرين. إن الوعي الفكري والثقافة المستلهمة من الحقيقة والواقع تعتبر الحافز الذي يحرك جميع الإمكانات المتاحة ويدفعها للتفاعل مع الواقع الموضوعي والتفاصيل التي تحيط بها برؤيا واضحة قوامها الحقيقة والتدبر الصادق للعلاقات السائدة في المجتمع .. إن الوعي الفكري ذا خصوصية ورؤيا واضحة لأنه ترتبط بعلاقة وثيقة مع أبناء الشعب وعندما يفقد الشعب هذه المعايير والقيم يفقد وجوده وتنعدم ثقته بنفسه ويصبح سلوكه كسلوك المهزوم المتخاذل دون أن يدخل المعركة لأن مكونات الوعي الفكري هي الثقافة الواسعة والمعرفة المتنوعة والإدراك الملهم للإنسان.
إن الإنسان المثقف والواعي الذي يتمتع بالمعرفة الواسعة وحقيقة واقعه الموضوعي التي من خلالها يتعرف بكل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومركزه ووجوده الاجتماعي هو ذلك الإنسان الذي ينطلق بثقة وتصميم وإصرار في سلوكه وتصرفاته من مصلحة الشعب والوطن متسلحاً بالمعرفة والثقافة والوعي الفكري وفق الخارطة الصحيحة والعمل الصحيح الذي يصب في مصلحة الشعب والوطن. يقول عالم الاجتماع (جاك بيرك) : إن الوعي الفكري لدى الإنسان ينطلق من الثقافة الواسعة والمعرفة والتجربة والإدراك الواعي التي هي مطلب خاص لمجتمع يبحث لنفسه من دلالة وتغيير.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل