فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول المفكر الجاحظ : إذا سادت القيم الروحية في المجتمع تزول القيم المادية، وإذا سادت القيم المادية في المجتمع تزول القيم الروحية وهذا يعني أن الإنسان حينما تسود القيم الروحية في المجتمع تعني أن الإنسان تصبح تصرفاته وسلوكه في المجتمع (إنسانية) يمتاز بنكران الذات والنبل والإخلاص والتفاني. وحينما تسود القيم المادية في المجتمع تصبح سلوكه وتصرفاته (مجموعة مصالح) أي حياة لا إنسانية لا ينظر إلا لمصلحته تدفعه مصالحه لإشباع غرائزه وحاجاته الذاتية الأنانية فقط وهي الصفة السائدة الآن في المجتمع حيث أصبحت تحكم الإنسان (مجموعة مصالح) فالدولة في بداية تكوينها كانت تقدم الخدمات والمساعدات للناس من خلال أفراد عن طريق مبادرات تطوعية إنسانية من هؤلاء الأفراد المتطوعة تكونت مجموعات خدمية للآخرين مع مرور الزمن تكونت الدولة كما كانت في المجتمع العشائري والقبلي في العراق تظهر هكذا شخصيات يطلق عليهم (العارفة الذي يمتاز بالمعرفة والخدمات الإنسانية للآخرين) ومن هؤلاء ظهرت قاعدة (المشيخة) في النظام القبلي والعشائري لأن الأرض كانت آنذاك مشاعة لسكانها. والإنسان في المجتمع الذي تسود فيه القيم الروحية تبرز عنده نكران الذات والتضحية والخدمات من أجل أخيه الإنسان والمجتمع ولا يندفع في عمله هذا من أجل مصالح ذاتية ولذلك برزت هذه الشخصيات واحتلت مكان مرموق في التاريخ والمجتمع وهذه القاعدة ليست مطلقة وإنما نسبية إلا أن تأثيرها في المجتمع يكون مدمر وغير إنساني لأن الشر والأنانية وحب الذات تتغلغل في المجتمع وتكون إفرازاتها سلبية مدمرة.
كان في القيم الروحية يبرز فيها الإنسان وصفاته المرموقة في المجتمع وفي المجتمع المادي تبرز القيم المادية تبرز الإنسان مثل الثراء والسلطة والظاهرة العراقية وسلبياتها الآن هي انعكاس للقيم المادية في المجتمع تبرز شخصية الإنسان من خلال سلطته ومن خلال ثروته الأنانية والذاتية والحصول على الجاه والمال بشتى الوسائل وهو بعمله هذا يضع غمامة وضبابية تحجب رؤياه عن الإنسانية والمجتمع وتجعله ينظر إلى ما يشبع غرائزه وحاجاته الأنانية فقط وبمرور الوقت يتجرد هذا الإنسان من محيطه ومجتمعه وحتى عائلته وإنسانيته ويصبح عبداً للمال ومصالحه الأنانية ويصبح كما يقول الشاعر :
الظلم من شيم النفوس ---- فإن تجد ذا عفة فلعله لا يظلم.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟