أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من أجل إعادة قراءة النظرية الماركسية الآن














المزيد.....

من أجل إعادة قراءة النظرية الماركسية الآن


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار النظام الاشتراكي الذي كان سببها الانحرافات والبيروقراطية وعبادة الشخصية بعد رحيل القائد العظيم لينين وتولي جوزيف ستالين للسلطة الذي استمر حكمه تسعة وعشرون سنة خلقت خلالها أجيال جديدة ظهرت ولمست حكم ستالين الدكتاتوري الدموي فتسللت خلالها البيروقراطية والانحراف عن الخط الماركسي – اللينيني وعبادة الشخصية والقضاء على الهوية الوطنية للأحزاب الشيوعية في جميع أنحاء العالم بعد أن فرض ستالين السلطة الأبوية عليها عن طريق الكومنترن حيث هوت الانحرافات والبيروقراطية بمنزلة ماركس ونظريته وأصبحت تحتل أحد الرفوف في متحف التاريخ.
كان كارل ماركس ما من مؤلف حظي بقرّاء أكثر منه وما من ثوري بعث من الآمال أكثر منه ولم يثر أي صاحب مذهب في العصر الحديث من الشروح والتعليقات أكثر منه، وما من إنسان أحدث تأثيراً مماثلاً كما كان له في القرن العشرين، وكتبت عن هذا المفكر العظيم عشرات الآلاف من الدراسات وعشرات الكتب عن سيرة حياته وما من سطر كتبه إلا وتسبب في مئات الصفحات من التعليقات واعتبر أول كبار الاقتصاديين وأب العلوم الاجتماعية والتاريخ الجديد وعلم الطبيعة والتحليل النفسي وكيف استطاع وهو دون الثلاثين من عمره تأليف النص السياسي الأكثر قراءة في تاريخ البشرية في العصر الحديث.
واليوم تتجسد نظرية ماركس بكل معناها في إطار العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة التي تنبأ بها ماركس حيث نشهد تفجر الرأسمالية وانقلاب المجتمعات التقليدية وتنامي الروح الفردية ووقع أكثر من ثلث العالم بالفقر وتركز رأس المال ونقل المنشآت من مكان لآخر وانتشار معاملة كل النشاطات الإنسانية معاملة السلعة في السوق وتفشي عدم الاستقرار وتقديس السلع وخلق الثروات بالصناعة لوحدها وانتشار الصناعة المالية التي تهدف إلى الاحتياط من مخاطر عدم الاستقرار، كل هذا تنبأ به كارل ماركس وتظل كلفة العمال كما أشار المتغير الأساس في الاقتصاد ويظل معدل المردودية الهدف الأكبر وللحفاظ عليه وتنميته وتواصل الأجور ارتفاعها بسرعة أقل من سرعة ارتفاع الإنتاجية وتواصل الدولة التكفل بنصيب متزايد من النفقات الاجتماعية من خلال دولة الرفاه الاجتماعي وتكاليف البحث وفي المستقبل إذا لم يعاد النظر مجدداً بالعولمة المتوحشة لا يمكن الإبقاء على المردودية لرأس المال أن يتم بشراكة عالمية في الخسارة لعدم وجود دولة عالمية بل يتم إذن بتخفيض تكلفة العمل، أي بنقل المنشآت من مكان إلى آخر وبتفكيك الحماية الاجتماعية والاستبدال السريع لبعض الخدمات بمنتجات صناعية توخياً لتخفيض تكلفة إعادة إنتاج قوة العمل أي بأتمتة خدمات الترفيه والصحة والتربية وإذا ما أصبح هكذا سلعة مع الوقت سيستنسخ كما هو على الرغم من الحواجز القانونية الوهمية التي تبذل بعض البلدان جهدها لإقامتها ولا يستطيع أحد له إرادة أن يكون شيئاً آخر سوى سلعة، والطغيان الجديد من تقديس الاستهلاك الذي طالما تكلم عنه كارل ماركس سيؤخر وربما إلى الأبد في الافتتان بنظر السلع التي تتجدد بلانهاية قيام الثورة التي أصبحت هي نفسها مشهداً يقوم به بعض الإرهابيين أمام أنظار بقية العالم.
وعندما تكون الرأسمالية قد استنقذت هكذا تسليع للعلاقات الاجتماعية واستعملت كل مواردها سوف يمكن لها أيضاً إذا لم تدمر البشرية أن تفتح أبواب الاشتراكية الأممية وبعبارة أخرى يمكن للسوق أن يترك مكانه للأخوة الرأسماليين ولابد لنا كي نتخيل شيئاً كهذا من العودة إلى المبادئ التي كان كارل ماركس يذكرها عندما كان يتنبأ باشتراكية شاملة مجانية وقت الفعل وليس الإنتاج ووضع السلع اللازمة لممارسة الحريات والمسؤوليات للسلع الضرورية تحت تصرف مشترك ومجاني. وبما أنه ليس ثمة دولة عالمية ينبغي الاستيلاء عليها، فهذا لا يمكن أن يتم بممارسة السلطة على نطاق عالمي بل بانتقال في فكر كارل ماركس وتنبؤاته ويكون هذا هو التطور الثوري العزيز جداً على ماركس والانتقال إلى المسؤولية المجانية وسيصبح كل إنسان مواطناً عالمياً وسيكون العالم أخيراً مصنوعاً للإنسان ومن خلال هذا علينا عندئذ إعادة قراءة فكر كارل ماركس الذي سنستمد منه أسباباً لعدم تكرار أخطاء الماضي وعدم الإذعان لليقينيات الزائفة والإقرار بتداول أية سلطة وبأن الخير المطلق هو مصدر للشر المطلق وأن على الفكر أن يظل منفتحاً لا يفسد كل شيء ويقبل وجهات النظر المتعارضة ولا يخلط قضية بمسؤولين ولا آليات بأطراف فاعلة ولا طبقات بأشخاص ومن أجل أن يظل الإنسان في المركز بالرغم من كل شيء.
وحتى بلوغ هذه الغاية ستتذكر الأجيال القادمة تلك الشخصية العظيمة الذي سبق الزمن عندما قرأ وتنبأ المستقبل وتطوراته السياسية والاقتصادية. كارل ماركس الذي أصبح منبوذاً وهو يبكي أطفاله الموتى في فقره وبؤسه وغربته في لندن ومات مضطجعاً على كرسيه وكان يحلم بمستقبل أفضل للإنسانية وسيرجعون عندئذ إلى مطالعة إنجازاته الفكرية وكتبه ورسالته الإنسانية في مجتمع تخيم عليه السعادة والرفاه والعدالة الاجتماعية.
لكننا عند قراءة أعماله الإنسانية الكبيرة بتمعن وإدراك سنكتشف مع ذلك أنه رأى قبل الجميع كيف أن الرأسمالية في عهده كانت تشكل تحريراً من العبودية الإقطاعية ومن الاغترابات السابقة ونكتشف أيضاً أنه ما فكر أبداً بالاحتضار ولا أعتقد بأن الاشتراكية الآن عند المنال وليس ممكنة في بلد واحد بل أثنى على التبادل الحر وعلى العولمة لأنها أعقاب مراحل متطورة ومتقدمة في ذلك الزمن وتنبأ بأن الثورة لن تقوم وإذا قامت إلا من أجل تجاوز مرحلة الرأسمالية التي أضحت عالمية كما هي الآن تطبق في بعض الدول.
وبإلقاء النظرة الأخيرة على حياته الفذة نعي سدة التماهي في هذا المصير بكل تناقضاته مع الواقع الراهن.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الأسري وأسبابه
- التناقضات في المجتمع
- متى يتقدم العراق ويعيش في نعمة الاستقرار
- الطبيعة والإنسان وإفرازاتها
- البرلمان والانتخابات
- الخصخصة ظاهرة الاستعمار الاقتصادي الجديد
- العقل الباطني والعنف الأسري
- أهمية الإحصاء والتخطيط في الإصلاح الاقتصادي العراقي
- الصعلوك والصعلكة
- حلم اليقظة
- الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري
- نبذة عن العراق الحديث قبل ثورة 14/ تموز/ 1958
- العلمانية ونظام الحكم
- الكاظمي فدائي متطوع لإنقاذ الشعب العراقي
- من أجل الحقيقة والتاريخ (3)
- من حكايات جدتي (الشواك والأفعى)
- كارل ماركس في رحاب عبقرية الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السل ...
- تمتمات في أحلام اليقظة
- بمناسبة مرور اثنا وستون عاماً على ثورة الرابع عشر من تموز ال ...
- الحراك الجماهيري في العراق


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من أجل إعادة قراءة النظرية الماركسية الآن