أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - نبذة عن العراق الحديث قبل ثورة 14/ تموز/ 1958














المزيد.....

نبذة عن العراق الحديث قبل ثورة 14/ تموز/ 1958


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6621 - 2020 / 7 / 17 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان العراق في بداية استقلاله الصوري من الحكم البريطاني عام/ 1921 متخلفاً جداً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وقد تهافتت الطبقات المالكة على غنيمة الحكم ونهب أراضي الفلاحين التي كانوا يسكنونها قبل قرون وورثوها عن أجدادهم ورأت أن مصلحتها الطبقية من أجل إثرائها وبسط سلطاتها على الشعب الكادح أن تتحالف مع الاستعمار البريطاني وتقبل بنظام نصف استعماري ونصف اقطاعي على رأسه ملك نصبه الانكليز .. أما البورجوازية الوطنية فكانت ضعيفة جداً اقتصادياً وسياسياً ولم تستطع تنظيم نفسها في حزب سياسي كبير (كما في مصر حزب الوفد المصري أو كما في الهند حزب المؤتمر الهندي) إذ لم تستطع تنظيم الجماهير الشعبية أو قيادتها بصورة ثابتة وفعالة، كما لم تستطع فرض صورة من الديمقراطية البرلمانية وكان المثقفون (الأفندية) أنشط فئات البورجوازية سياسياً في ثورة العشرين في العراق وكانوا طليعتها المفكرة إلا أنهم انهمكوا في استغلال التمتع بوظائف الدولة وامتيازاتها التي كانت تعني الاستحواذ على الشطر الأكبر من موارد الدولة المالية، فأشغلهم ذلك كثيراً عن مواصلة النضال السياسي الوطني الديمقراطي للعراق، أما الطبقة الفلاحية التي كانت جيش الثورة العراقية الأولى في ثورة 1920 .. لم يكن لها أي تنظيم سوى التنظيم القبلي الأبوي (الباطريركي) الذي كان أساسه المادي حيازة الأرض المشاعة للقبيلة والتي كانت تملكها الدولة رسمياً أرض الزراعة والرعي وعندما أخذ الرؤساء القبليين يستحوذون على الأرض ويستملكونها بصورة (الطابو) أو (اللزمة) وينصبون فيها المضخات الزراعية بالمشاركة مع تجار المدن وكبار الموظفين والسياسيين المحترفين من البشوات والبيكات ويحولون فلاحيها إلى عبيد للإقطاع في القرن العشرين وإن النظام القبلي أخذ بالتفكك السريع وكان آخر استعراض لقوات الانتفاضة المسلحة التي قام بها الفلاحون بقيادة شيوخهم في ربيع عام/ 1935 بالتواطؤ مع زعماء الأحزاب البورجوازية الوطنية في بغداد وفي ذلك الوقت أثر أولئك الزعماء وجعل أحزابهم السياسية كأحزاب علنية مفتوحة الأبواب لانتماء جماهير الشعب إليها .. وكانت الحياة البرلمانية تكاد أن تكون معدومة حيث كانت الانتخابات النيابية مهزلة مفضوحة لأن الجهاز الإداري البيروقراطي كان يقوم بعملية تزوير الانتخابات بلا خجل وبلا ذوق أيضاً وكان الشعب يقاطع الانتخابات بالإجماع بسبب إصابته باليأس والإحباط من التأثير على نتائجها وكان العمل الجماهيري في النضال ضد السلطة الحاكمة يحدث عفوياً لأن الأحزاب البورجوازية تعمل من أجل الحصول على مكاسب سياسية لحسابها الخاص لأنها كانت تخشى وتخاف من السلطة الحاكمة وترى في هذا العمل وسيلة مأمونة لبلوغ أهدافها وحتى الطبقة المثقفة تخشى اللعب بالنار وهذه الظاهرة دفعت بعض الساسة البورجوازيين إلى التقرب والاحتماء بالقوات المسلحة (الجيش) من أجل سياسية تغيير الحكومات أو لتحقيق أهدافها وكان أبرز هذه الأحداث في هذا المضمار انقلاب 29/ تشرين الأول/ 1936 الذي قام به القائد العسكري (بكر صدقي) الذي أسهم في إعداده جماعة (الإصلاح الشعبي) التقدمية بقيادة الزعيم الراحل (كامل الجادرجي) وبعده حركة مايس/ 1941 التي عرفت بحركة ({شيد عالي الكيلاني) التي لعب فيها الجيش دوراً بارزاً وقد قمعت هذه الحركة من قبل الوصي عبد الإله والقوات البريطانية المتواجدة في العراق والتي اندفعت إليها وناصرتها أوسع جماهير الشعب بدافع شعورها الوطني ضد الاحتلال البريطاني .. وقد لجأت السلطة الحاكمة العميلة إلى إيجاد ركيزة رجعية محلية كسند إليها فاتخذت من الإقطاع أفضل الركائز الرجعية لمساندة نظامها المعادي للشعب فعمدوا إلى شراء وتأييد بعض كبار الإقطاعيين وتأييد النظام الإقطاعي وإنعاش الحياة القبلية فشرّعت الحكومة ما يسمى بنظام دعاوي العشائر المدني والجزائي وسارت الحكومة على دعم نفوذ شيوخ العشائر لسلطة الحكم العميل وتحويلهم إلى ملاكين للأراضي الزراعية بعد أن كانت الأراضي ملكاً مشاعاً للقبيلة وساندتهم الحكومة العميلة بالحديد والنار ضد الفلاحين وكانت السلطة الحاكمة تقدم الهبات والعطاءات الجسيمة للإقطاعيين وإعفائهم من الضرائب وغض النظر عن جرائمهم وجشعهم في سحق واستغلال الفلاحين وجعلوا من الإقطاعيين قاعدة لمساندة حكمهم العميل وكانت شركات النفط العائدة للدول الاستعمارية تمثل دولة مستقلة داخل الدولة العراقية وهي السلطة الاستشارية للبلاط الملكي وكانت هي المرجع ولها الرأي في تأليف الحكومات العراقية واختيار رئيس الوزراء والوزراء حتى ترشيح النواب إلى البرلمان وأصبحت سياسة الحكومة الموجهة من قبل شركات النفط والسفارة البريطانية في بغداد تسير في سياسة خارجية حمقاء سياسة الأحلاف العسكرية والمؤامرات والكيد للعدوان وكان المستعمرون وأعوانهم يحاولون بواسطة هذه السياسة الرعناء وهذا الأسلوب الأهوج في الحكم حماية مصالحهم النفطية والستراتيجية الضخمة وقد أدت هذه السياسة إلى تجويع الشعب وعزل العراق عن محيطه العربي فكانت النتيجة أن يتدخل الجيش العراقي الباسل لإنقاذ الشعب من الحكم العميل للاستعمار وفجر ثورة 14/ تموز/ 1958 المجيدة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية ونظام الحكم
- الكاظمي فدائي متطوع لإنقاذ الشعب العراقي
- من أجل الحقيقة والتاريخ (3)
- من حكايات جدتي (الشواك والأفعى)
- كارل ماركس في رحاب عبقرية الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السل ...
- تمتمات في أحلام اليقظة
- بمناسبة مرور اثنا وستون عاماً على ثورة الرابع عشر من تموز ال ...
- الحراك الجماهيري في العراق
- خيانة الضمير
- منطق التاريخ والظاهرة العراقية
- السيد الكاظمي والإصلاح
- خاطرة ...!!
- اختراع فايروس كورونا بشرياً وليس طبيعياً
- القاعدة التوافقية في الدولة العراقية
- بمناسبة تفشي العنف الأسري
- عراق بدون استقرار .. عراق بدون استثمار
- ما هي جريمة الهاشمي حتى يقتل ؟
- العراق اليوم وغداً وفي المستقبل
- مع السيد محمد علاوي في برنامج الفكر لكم
- حيرة .. والله حيرة ..!!؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - نبذة عن العراق الحديث قبل ثورة 14/ تموز/ 1958