أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مدخل إلى التحليل البنيوي للنصوص














المزيد.....

مدخل إلى التحليل البنيوي للنصوص


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6654 - 2020 / 8 / 22 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


يهدف هذا العرض المكثف إلى تقديم الأفكار الأساسية لكل من: ياكوبسون، غريماس، هامون، تودوروف، توماشيفسكي. فيما يخصّ التحليل النقدي البنيوي للنص الأدبي- في النثر بخاصة- كما وردت في كتاب علمي مهم من إعداد فريق من الباحثات في فرع اللغة الفرنسية في جامعة الجزائر اللواتي بحثن مشكلة النصوص الأدبية وشبه الأدبية واللواتي يهتممن بأن يحفزن في تدريسهنّ قراءة ذات وظيفة نقدية.
ففي وقت مبكر على تأسيس الدرس النقدي العربي، وضعت باحثات جزائريات (د. دليلة مرسلي وكريستيان عاشور وزينب بن بو علي ونجاة خدّه وبوبا ثابتة) كتاباً متميزاً في سياقه، هو «مدخل إلى التحليل البنيوي للنصوص» (دار الحداثة 1985) سعين فيه إلى تقديم بعض الاقتراحات حول تحليل النصوص الأدبية ضمن قراءة ذات وظيفة نقدية، بالاستناد إلى نظريات علم السرد (ناراتولوجي) وعلى الرغم من حرص الكاتبات على الملاءمة البيداغوجية بحكم الريادة طبعا، فإنهن نبهن إلى خطر إنتاج خطابات نقدية تقدم نفسها كوصفات جاهزة للتطبيق. إن استخدام تقنيات معقدة لاستنباط قوالب نقدوية مزعومة أو استخدام مصطلحات جديدة في سياقات بالية لا يمكن أن يكون هدفاً في ذاته، ولا أن يطمح إلى نظام علمي دقيق دقة الفكر البنيوي نفسه.
ولقد توزع بناء الكتاب على مستويين: الأفكار النظرية المختصّة بالموضوع يوازيها فعل التطبيق على نصوص "مغاربية" مكتوبة أصلا بالفرنسية. فبالإضافة إلى المقدّمة العامة والقسم الأول المختص بوظائف اللغة – الاعتماد على ياكوبسون – يتناول القسم الثاني "النحو السردي" بالاستناد إلى أفكار "فلاديمير بروب" و"رولان بارت" و"بريمون".
أمّا القسم الثالث فيبحث فيما أسماه "غريماس" بـ "نظام الفاعلين" مستندا إلى أفكار "تزفيتان تودوروف" و"هامون" و"توماشيفسكي" أمّا القسم الرابع والخاص بـ "اللفظي" فيبحث في السرد والوصف والزمن وهو يعتمد على أفكار حول نفس الموضوع لكل من "جيرار جينيت" "بارت" و"هامون" و"جان ريكاردو".
منذ "سوسير" الذي فصل اللغة عن القطبين اللذين تتحرك بينهما: "المتكلم" و"الأشياء"، باتت اللغة موضوعا للعلم بفعل عزلها منهجيا عن هذين القطبين، نفس الشيء قد حصل مع النقد الجديد المتأثر بالبنيوية- وهو يجدد المبادرة السوسيرية- عندما أراد أن يتشكّل كنظرية للأدب، لقد تمّ عزل النص الأدبي عن مؤلفه [المتكلم] وعن العالم الذي يعود إليه [الأشياء] ومن المؤكّد أنّ البنيوية أتاحت تقدّما كبيرا وجديا نحو "موضعة" الإجراءات المستخدمة وأدّت إلى أعمال تهدف إلى الإحاطة بـ "التخييل الأدبي" من وجهة نظر نظامية ودقيقة ذات فعالية عملياتية أكيدة، (تذكر مساهمات "بارت" "بريمون" "شكلوفسكي" "اخنباوم") هذا التصويب الموضوعي وبالتالي المادوي في دراسة العمل التخييلي الأدبي أتاح الفرصة لممارسات وصفية تبقى في مجموعها صالحة إلى الآن.. وقد فرضت الفكرة القائلة بأنّ وصفا لا يمكن أن يكون إلاّ بنيويا أو أن يكون مجرد جداول تعداد..
إنّ إستخدام مفهوم البنية في الأدب أمر مبرّر تماما بما أنّ كلّ العمل المتمثل بالاستخدام الأدبي هو عمل تحويل للمواد الألسنية والثقافية والإيديولوجية والفلسفية.. الخ. وتنظيمها في أنظمة ذوات معنى. إنّ عملا أدبيا ما إنّما هو عشرات البنى وربما مئاتها: الصواتية (الفونولوجية) النحوية، العلمدلالية، الأسلوبية، الطباعية الخ.. وإنّ قسمة الرواية مثلا إلى فصول ما هي إلا عملية بَنْيَنَة Stuneturation وكذلك توزيع القصيدة عنقوديا على الفضاء الأبيض للورقة يتنزل في قصدية البنينة ذاتها. إلاّ أنّه ليست لكل البنى وظيفة جمالية وحين نطرح على النفس تحليلا بنيويا لنص أدبي فالأمر يتعلق باكتشاف بنية ملائمة أو بنى ملائمة أي أنّها لها وظيفة في العمل الفني ولا تعرف في البداية أية بنى ستكون ملائمة وغالبا ما نتصرف خبط عشواء عن طريق محاولات متعاقبة.
إنّ نقطة الانطلاق تبدو مجدية دائما تقريبا إنّما هي "تحليل المضمون" فعلى سبيل المثال يمكن أن نباشر عن طريق التقصّي من النموذج "اللفظي" يمكن أن نضع فهرسا للألفاظ في رواية ما مصحوبا بجدول تواترات سوف يقدم الكلمات التي هي المفاتيح في النص المدروس وسوف يتيح استغلالها مثال/ إنّ غزارة الألفاظ المتعلقة بالحقل العلمدلالي للنار في رواية "الحريق" لـ “محـمد ديب" يمكن أن تتيح دراسة جذر الكلمة هذا غير المعزول لكن المأخوذ ضمن خليط من جذور الكلمات لا بل في التراكيب التعبيرية المتعلقة بحقله. وهكذا فإنّ جذور الكلمات: حرق، حرارة، فرقع، متوهج، اشتعل، توهّج، سعير، كبريتي، تظهر موضوعة النار التي يعلن عنها العنوان، إنّ دراسة محيط جذور الكلمات هذه تحفز ظهور حقل مهم هو حقل: الماء (مطر، نداوة، ضباب، ندى، جدول، ينبوع، رطوبة، وحل..) كما إن جدول التواترات سيظهر أقطاب جذب أخرى عدا ما تمتّ الإشارة إليه. على سبيل المثال: موضوعة الطريق (الترحل) المواجهة لموضوعة (البيت) مثال آخر: الجوع في مقابل الوفرة. ولا شك إن هكذا تحليلات جزئية ستظهر مناطق تشابكات وتجاور واحتكاك تسلط الضوء على سير النظام الكلي للنصوص.
إنه كتاب مهم ومدقق لكل مهتم بالنقد البنيوي الآن. وعلى الرغم من صدوره المبكر نسبيا، إلا إن أطروحات مؤلفاته ومجهوداتهن العلمية الرصينة الواضحة، سواء في النظرية أم في التطبيق، ما تزال صالحة لإثارة الدهشة.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جَهنَّمُ..
- سـِحْـرٌ بابـلـيٌ أو هوروسكوب..
- وأمطرت ليلة القدر شعرا وكلمات..
- الفكرُ العربي إرهاصاتٍ وأعلاماً..
- الغراب والدودة
- الكلام المستعاد: منعطف وتجاوز وصداقات..
- معجزة من تحت الأرض..
- ماطوس..
- هادي الزيادي: موتك كلام فارغ..
- بينَ حُلمٍ ومصيرٍ: خلخلةٌ وتنوعٌ في المشهد الشعريّ العربيّ
- كُنْ غيابَكَ يا قاسمْ..
- الكيخوتي أو فارس الظل الحزين_ مونودراما شعرية
- معجزة_قصيدة يانيس ريتسوس_ترجمة
- قصيد إلى حليمة (1942- 2007)
- رعد عبد القادر الشاعر الذي فوق رأسه شمس..
- الاتصال والتغيير الاجتماعي في الدول النامية
- ستانلي كونيتز: -الكذب خطيئة ضد الشعر لا يمكن اغتفارها أبدا-
- تراثنا العربسلامي: الحداثة والقطيعة..
- الْـجَازْمَانْ الـمـُذْهِل وخطواتُ القطّ الأسود
- الكتابة بريشة التاريخ


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - مدخل إلى التحليل البنيوي للنصوص