أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - وأمطرت ليلة القدر شعرا وكلمات..















المزيد.....

وأمطرت ليلة القدر شعرا وكلمات..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


جمعتني أمسية السبت الماضي المصادف للثامن عشر من شهر تموز يوليو الجاري بنخبة من شواعر وشعراء ولاية سوسة البهية لقراءة الشعر وللاستماع إليه صحبة جمهور محب ذواق للقصيدة، وقد ضمهم فناء مسرح "آرينا" في ضاحية حمَّام سوسة، وكان الفضاء جميلا شاعريا راقيا، كيف لا وهو بإدارة الفنان المخرج المسرحي هشام الفقيه، فإليه نوجه التحية.
"ليلة القدر تمطر كلمات".. هذا هو العنوان العريض لهذه الأمسية التي تدشن موسمها الرابع على التوالي ولو بشكل متأخر وفي خارج توقيت إطلاقها الرسمي فمن العنوان واضح إنها كانت احدى أنشطة الثقافة لشهر رمضان الكريم الفائت وما أكثرها في تونس في الشهر الفضيل وها قد مضت ليلة القدر وتأجل الشعر قولا فيها بسبب هبوط جائحة كورونا علينا كالقدر، لكن منظم خيمة الإبداع هذه الشاعر والناقد عمر دغرير أبى إلا أن يفي بوعده لليلة القدر شعرا وكلمات ليحقق نسختها الرابعة في دورة استثنائية رغم الصعاب، وهكذا تداعى إليه هذا الجمع الكريم من المبدعين والمبدعات لتأثيث أمسية رائعة ستبقى في البال بهجة وفرحا وكانت للكثير منا أول نشاط ثقافي عام له بعد أربعة أشهر من الغلق التام رغم أن خطر الكورونا ما زال قائما.
ابتدأت الأمسية بكلمة تقديمية من لدن الشاعر عمر دغرير الذي افتتح الأجواء بقراءة من ديوانه الخامس الصادر حديثا بعنوان "ما لم تسقط من العمر لم تعد خضراء"، وكذلك ضوَّعَ علينا مسك الختام من نفس الديوان، والذي تفوق في إدارة اللقاء على أحسن ما يرام وأضفى جوا من الحميمية والألفة على المكان فكان المنبر مفتوحا لأكثر من تجربة ولأكثر من جيل حيث حضرت القصيدة الموزونة والحرة وقصيدة النثر وقصيد الهايكو وشعر الومضة والقصيدة بالعامية وقصائد باللغة الفرنسية وقد نالت جميعها استحسان الجمهور. وقد أحسن المنظمون فعلا عندما قسموا الأمسية إلى قسمين زمنيين تفصل بينهما استراحة لتناول المرطبات على أن يعود الشعراء أنفسهم مرة ثانية لتلاوة المزيد من أشعارهم، وهذا ما كان، مع كامل الاهتمام والإصغاء من قبل الجمهور المتابع.
افتتح القراءات الشاعر والروائي محمد الصغير القاسمي بقصيدة معبرة، وأعقبته الشاعرة لطيفة الميساوي بقصائد عدة، ليتتالى من بعدهما قراءةً على المنبر كلٌ من: ضحى نويصر، عائشة المؤدب، رمال بورخيص، أحمد السلطاني، أنور بن حسين، العيدي الهمامي، سلوى اللطيف، خالد البكري، سهام شكيوة، نادية الشتيوي، عمر دغرير، حكمت الحاج، ذاكر بن حمودة، والشاعر الشاب الذي يحضر لأول مرة محمود الوسلاتي (مع حفظ الألقاب والتسلسل في قسمي النشاط).
حضر الأمسية لفيف من فناني ومثقفي الولاية على غرار الكاتبة الروائية عفاف الشتيوي والمترجمة هندة بودالي والأستاذ معز الفقيه والفنانة التشكيلية عايدة عمار وفنان المسرح المتألق دوما عادل قيقة والأستاذ الأديب عبد الرحمن الزواري المثقف والوالي السابق والمخرج المسرحي هشام الفقيه وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم في عجالة فليعذرون.
كما حضر اللقاء أعضاء من "الجمعية التونسية الإنجليزية للتربية والسياحة والثقافة الاجتماعية" بسوسة في لفتة معبرة، مما أضفى على الأجواء عبقا شبابيا مطلوبا، وربما ليذكرنا مرة بعد مرة بضعف إقبال جمعيات المجتمع المدني بشكل عام على فعاليات الشعر وأنشطته.
أما بالنسبة لي كشاعر فقد كانت هذه الأمسية فرصة كبيرة للالتقاء بجمهور طالما تقت إليه خلال الأشهر الفارطة. وهكذا تلوت عليهم في القسم الأول من السهرة قصيدتي بعنوان "تجهيز الآلات ووضع الرموز"، بينما قرأت في قسمها الثاني ثلاثة قصائد قصيرة على شكل حكايا "بارودية"، هي: الحبل، الغراب والدودة، وحمامة الحسين المطوقة.
وللمستزيد في الاطلاع على قصيدتي في أمسية "ليلة القدر تمطر كلمات" فما عليه إلا أن يطرق الرابط التالي:
https://docdro.id/EoXfVrR
أو أن يتابع نصها أدناه:

تجهيز الآلات ووضع الرموز
شعر: حكمت الحاج
-------------------
لا تمسسها بعدُ
فهكذا هي الوردة
وهكذا هو اسمها الآتي
والمصير والديوم
وكل شيء
كل شيء هو الملكوت
هو البحر
وجمال النحو
هو المجد بحذافيره الكاملة
لا تمسسها
وصِلْ بماستها القديمة همسها
ففولاذها في الجهة البرية اليمنى
يتقصى غبرة الأفلاك
ويطرق بؤرة الريح
توكأ يا أنت بتاج الشقيقة إنها
تكتفي خارج المحراب شعرا وعقائد من هذا كله
وعندها الكلام وغيره ومناسبات الوجدان
ذهبت وأتت بنخل عليه ذنوب كثيرة
وسعفة من ثياب الملاحدة
إلى م تكون ناصرة الشموس وأولادها نفسهم
هم المستقبل المغري بالشعاع
إلى م ترصع جبهة الباب
إلى م يفر تراب الحيوان ليمص من الإبرة دبرها
ويطهر توريث الضلالة الدائم
هل آلمك الجحيم بنقشه
وحاكى الموت أعمالك التي تحتك
فهل هي من باقي الجليد
أم إنسانة التصوير وترى أن النفس كتب
والأبن - حيث يعيشون - دخان؟
لا بالموت فحسب
بل بالسماح للأنقاض والفضائل
وباحتساب الميتة السابقة
الشمس حتى ومن كفر الرمل حديد
وتختصر قوة الضيف ولا تنسى عملها
والسموم باهرة وهي نداء الرب
ونداء الذوات المؤجلة
سبلهم طقيقة بوسائل دفنهم
مثل نفوذ المستنقعات/
الوردة حتى زوجها اليائس لا يصل
وأعداؤه لا يصلون
واللجام الأسود لا يصل
بل ينام أسفل السور
ويطلق صرخة العارفين بريبة أبصارهم/
لا تضئ محبوبة نفسك برنين كامل واحترس
ذاك ظلام التيجان يعمق لحدك البسيط
المجرد البسيط
فهل تصدق إن ذلك يحدث
من أجل السلو والأحجية الناقصـــــــة؟
ما بين أنساقك العجيبة المعطلة عن المساس
وبين مزيج القبور والكلمات
ثم تفكر ساعة
فإذا الفضاء مرتب على وزن أغنية لا تلتئم
عندما الله بالغيوم
وتحت أبخرة القياس سيضطجع/
أحلامك ضفادع ولا تعلم
توكأ إذن بجذور الدردار
حيث رسالتنا ختم البياض
تأمل عاليا بالسماء ترى
أجنحة القرابين تتحرك باتجاه الخطيئة
ليس لنا خبز ليكون لنا ذبيح
ليس لنا موت ليكون لنا نشور
نحن شيء أسفل الكلام
رواقنا كاب وشعائرنا لانهائية
وتحت عنوان جاء الفتح
فتح الناس رسائلهم الموجهة إلى طائر المستنقع الذي
لا يكل من قراءة رأس المال
نحن يا سيدي مجرد أنصاف عمي يلبسون حماسة الحديد
تأملاتنا ضحلة
يتعلمون فينا مدح الأنوثة ويفرطون في التمشيط
وعلينا أن نؤمن بكل ذلك
وليس من الأسباب غير روح تقودها الأساطير إلى التفكك
مع بعض أوزان ذوي العرافة
من دونها الثروات بدد/
نحن نزلنا قرب التماثيل
وسورنا مروحة الليل بالشذى
ورأينا حتى على الليل باهظ هو البرهان
لقد بدأت مرحلة الجذوة الآن
ستفتح بوابات المدلهين بنا
سيخيطون لنا أثوابا لننضو عنا ملال الغانيات
سنجلس على قناني المخاطبة الحامزة
لنرى إلى كم من منزل سينار بشمعدان النسب
لنرى إلى كم وردة راياتها مفتوحة أمام الرماح
لنرى إلى كم شقيق يذبح هاهنا على الطست أعزاءه /
هذه إوزة ذاهبة إلى الأمهات
وتلك أعضاء بشرية تزم
وتلك أيضا جغرافيا جلست بين المعزين
وتسعل في صمت
من يحفل بهذا الحداد البذيء
من يكمش لبلاب الأرقام
من الآن يهب ويثب وكفه عالية
تنيرها حمى الفضة؟
هذا برنس حواء تحمله الملائكة
إذ وقفت أمام فراشات الرب
وكن سبعة يدثرهن شتاء من أصابع حفية بالتمر
ويأتي حارس الورد ليأمر فهد النهد
أن يكون نصفه ظل ونصفه نهر
أما النهر فيمكن درسه عبر الأشرعة
وأما الظل فمن أثر السيوف الحزيزة
هل آلمك الجمال بنقشه
حين هوى على ركبتيه ليفرغ قوتــه فيك؟
سنرى ماذا يكون من يد الرب
تشرشح طفولة الفقه المجيد
هؤلاء هم صائدو مدارج نيسابور
يهبطون قعر دمائنا كالحجارة
لا تمسسها بعد فهكذا هي الوردة
تبتئس وتقف
وهكذا هو اسمها تأتي وتذهب
وهي مِلْكُ اليمين
ولا يبقى منها سوى عطرها.
-----------------------
نص القصيدة الكامل والتي ألقيت في الأمسية الشعرية "ليلة القدر تمطر كلمات" على مسرح "آرينا" بولاية سوسة / تونس، وذلك يوم 18 تموز 2020
وللمزيد، إليكم الرابط إلى منشور الفيسبووك مدعما بالصور والفيديو:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=951479921942745&id=100012422385303



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرُ العربي إرهاصاتٍ وأعلاماً..
- الغراب والدودة
- الكلام المستعاد: منعطف وتجاوز وصداقات..
- معجزة من تحت الأرض..
- ماطوس..
- هادي الزيادي: موتك كلام فارغ..
- بينَ حُلمٍ ومصيرٍ: خلخلةٌ وتنوعٌ في المشهد الشعريّ العربيّ
- كُنْ غيابَكَ يا قاسمْ..
- الكيخوتي أو فارس الظل الحزين_ مونودراما شعرية
- معجزة_قصيدة يانيس ريتسوس_ترجمة
- قصيد إلى حليمة (1942- 2007)
- رعد عبد القادر الشاعر الذي فوق رأسه شمس..
- الاتصال والتغيير الاجتماعي في الدول النامية
- ستانلي كونيتز: -الكذب خطيئة ضد الشعر لا يمكن اغتفارها أبدا-
- تراثنا العربسلامي: الحداثة والقطيعة..
- الْـجَازْمَانْ الـمـُذْهِل وخطواتُ القطّ الأسود
- الكتابة بريشة التاريخ
- سلطة الممثل هي جوهر العمل المسرحي: نحو مسرح فقير..
- ثلاثون عاما على بغدادات..
- الشعر والموقف في مهرجان الشعر العربي الرابع بالقيروان


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - وأمطرت ليلة القدر شعرا وكلمات..