أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - هادي الزيادي: موتك كلام فارغ..














المزيد.....

هادي الزيادي: موتك كلام فارغ..


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6538 - 2020 / 4 / 15 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


توفي في بغداد يوم الثلاثاء المصادف للرابع عشر من شهر نيسان أبريل 2020 صديقي الكاتب والناقد والإعلامي العراقي "هادي الزيادي"، وهو أصيل قضاء "الحيّ" بمحافظة "واسط"، وعمل لسنوات في الصحافة الثقافية متابعا وناشطا ومشاركا.
تعرفت إلى هادي الزيادي لأول مرة في إحدى جولاتي صباح الجمعة في سوق الكتب بشارع المتنبي. وقد كنت يومها واقفا مع أحد الباعة من ذوي المعرفة الوافية بما يبيعه من كتب على قارعة الشارع حيث كان يشرح لي بعض فضائل كتاب كنت مترددا في اقتنائه لعدم إلمامي ببعض من أفكار مؤلفه عندما قدم الراحل وانضم إلينا في وقفتنا وسرعان ما استلم أطراف الحديث وشرع يستعرض بمهارة أهم أفكار الكتاب. بعد أقل من ساعة وجدت نفسي مع هادي الزيادي في زاوية من "مقهى حسن عجمي" الكائن في منطقة "الحيدرخانة" والقريب من شارع المتنبي، متحلقين حول استكانتي شاي، متحدثين بإسهاب عن شؤون شتى وعلى رأسها أحاديث عن التراث العربي وعن قبر الشاعر أبي الطيب المتنبي الذي ما زال شاخصا في ناحية "دير العاقول" بمحافظة "واسط" التي كان الراحل دائم الحديث عنها والتنويه بها ماضيا وحاضرا.
كانت علاقتي مع الراحل هادي الزيادي ما يمكن لي أن أسميه العلاقة الهادئة الناعمة الخافتة مثل هدوء روحه ونعومة حديثه. ولا أذكر على مدى لقاءاتنا التي تكررت بانتظام حتى غادرت أرض الوطن أنه قد احتد في حوار أو ارتفع صوته في نقاش ذات يوم. أما الجدال والتجاذب فلم يكونا من طبعه أبدا. وكنت أحب منه أناقته الكلاسيكية وحقيبته الأثيرة لديه والعامرة دوما بما يفاجئك من كتب نادرة ومخطوطات قيمة ومقالات بقلمه كان يطلعني على بعض منها قبل نشرها فيستأنس ببعض من رأيي بكل تواضع المحبين والعارفين.
عندما أعددت كتابي الشعري الثالث للنشر في بغداد حينها، حكيت له مرارا عن تلك التجربة ودواعي خوضها، وضفافها القائمة بين الموروث والمعاصر الحديث، أعجبه العنوان أولا "الكلام المستعاد"، وأعجبته الخلفيات والأفكار للقصائد المتضمنة، بينما كان في ريبة من جدوى كتابة قصيدة النثر خاصة في هكذا مشروع. وراح في غمرة انغماسنا في تتبع المنطوق اليومي لعامة الناس وعلاقة ذلك بالقصيدة العربية الحديثة يتحفني بين يوم وآخر بما يتيسر له من تعاليق أو شروح أو هوامش على مصنفات من كتب التراث على غرار رسائل إخوان الصفا أو كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي أو الكتاب الغريب الفصول والغايات لأبي العلاء المعري.
كان شاعرنا العظيم أبو الطيب المتنبي دفين دير العاقول يقول: لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم تسعد الحال. وهكذا فلقد حاولت تكريم صديقي الزيادي ورد جزء من جمائله علي بقصيدة قصيرة ظهرت في كتابي الشعري "الكلام المستعاد" حملت اسمه عنوانا، وتعبيرته الشخصية التي كانت لا تفارقه حول أفضلية الكلام، متنا شعريا. وعندما تم نشر الكتاب عام 1994 ببغداد هنأني الراحل بكل فرح وتشجيع بل ونشر عني وعن كتابي مقالا جميلا هادئا منمقا بروحه اللطيفة ومحبته الغامرة، ومن فرط تواضعه لم يشر هادي الزيادي إلى القصيدة التي حملت اسمه وهو يستعرض ديواني الشعري المشار إليه في مقاله.
دعني يا هادي الزيادي يا صديقي المثقف الهاديء أن ألوح لك بالوداع اليوم وأنا بعيد عنك وعن بغداد وعن واسط وعن دير العاقول وعن مرقد إمام الشعر المتنبي، ودعني أذكرك بقصيدتي إليك ضمن "الكلام المستعاد" لعل من شأنها أن تعيد عبر الزمن تلك اللحظة التي قرأتها لك في مقهى حسن عجمي لأول مرة منذ سنوات طويلة:
قصيدة/
قناع هادي الزيادي..
"الكلام صنفان،
كلام فارغ،
وكلام مليان كلام فارغ".
--------------
من الديوان ص 86



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بينَ حُلمٍ ومصيرٍ: خلخلةٌ وتنوعٌ في المشهد الشعريّ العربيّ
- كُنْ غيابَكَ يا قاسمْ..
- الكيخوتي أو فارس الظل الحزين_ مونودراما شعرية
- معجزة_قصيدة يانيس ريتسوس_ترجمة
- قصيد إلى حليمة (1942- 2007)
- رعد عبد القادر الشاعر الذي فوق رأسه شمس..
- الاتصال والتغيير الاجتماعي في الدول النامية
- ستانلي كونيتز: -الكذب خطيئة ضد الشعر لا يمكن اغتفارها أبدا-
- تراثنا العربسلامي: الحداثة والقطيعة..
- الْـجَازْمَانْ الـمـُذْهِل وخطواتُ القطّ الأسود
- الكتابة بريشة التاريخ
- سلطة الممثل هي جوهر العمل المسرحي: نحو مسرح فقير..
- ثلاثون عاما على بغدادات..
- الشعر والموقف في مهرجان الشعر العربي الرابع بالقيروان
- في الشعر الحر وشعر النثر
- الحراك السلمي وكفاح اللاعنف: الشعب يريد إسقاط النظام..
- بانتْ سعادُ
- السينما والفيلسوف: الفكرة واللقطة
- يسارية متطرفة برواية عن الإسلام، ويميني متطرف يؤيد التطهير ا ...
- نقرأ من أجل غد أفضل.. حوار مع مسيري هذه التظاهرة الثقافية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - هادي الزيادي: موتك كلام فارغ..