أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (بيروت... شيما) ما بين التضليل والحقيقة المفقودة














المزيد.....

(بيروت... شيما) ما بين التضليل والحقيقة المفقودة


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6646 - 2020 / 8 / 14 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تباينت ردود الأفعال العربية والدولية حول انفجار (مرفأ بيروت) ما بين التضليل المفتعل الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر الانترنت، على أنها ألعاب نارية؛ لتتطور إلى سيناريو القنابل النووية، ضربة صاروخية وهجوم إرهابي مروع. وبين مروجي نظرية المؤامرة؛ لتتهم كل من أميركا، اسرائيل وحزب الله اللبناني، من قبل شبكات متطرفة تتحين الفرص للصيد في الماء العكر. وفي خضم هذه التجاذبات برز دور القادة اللبنانيون على أنهم مقصرون، وطرف رئيس في هذه الفاجعة لإهمالهم المصلحة الوطنية وتقاعسهم؛ برغم علمهم المبكر بالخطورة التي ستحل في المرفأ.
بالمقابل ألقى الرئيس (عون) باللائمة على المسؤولين الذين خزنوا (نترات الأمنيوم)، وهو بيت القصيد في الكارثة، بطريقة غير آمنة، في مستودع المرفأ المنكوب. ويصر على إنزال العقوبة بهم، وإعلان نتائج التحقيقات بكل شفافية.
هنا اختلط الحابل بالنابل، ليضيع رأس الخيط في الموضوع، ويسأل من يسأل؛ إذاً من هو المقصر الحقيقي؟ وعلى عاتق من تقع المسؤولية التاريخية؟ وفي النهاية من سنحاسب؟!
وجاءت زيارة ماكرون المكوكية لتكشف جوانب من الحقيقة الضائعة، ودوافع الزيارة حين أعلن من بيروت الجريحة أن هذا الخراب والدمار هو فرصة أخيرة للإصلاح السياسي والقضاء على الفساد في لبنان، وهي إشارة ضمنية إلى (القادة اللبنانيين).
برغم مفصلية خطاب ماكرون في هذا التوقيت الحرج للبنان، قرأت ما بين سطوره مسحة استعمارية، وتدخل سافر في السيادة الوطنية اللبنانية، وفي النتيجة ليس لدى ماكرون سوى دروس تعكس عقلية فوقية لا تنفع إلا مع أصحاب العقول الدونية، وليس لديه ما يمكن القيام به سوى التلويح بالأسوأ، وتعزيز مناخ الفتنة الداخلية؛ ليخرج الناس ويناشدونه للتدخل، أي عودة طوعية للوصاية الفرنسية على لبنان.
بقراءة متأنية لهذه السلسلة من السيناريوهات والفبركات السياسية؛ نحاول الاقتراب من حقيقة ما حصل في المرفأ، بعيداً بعض الشيء عن المعلومات المضللة التي ستشكل مخاطر حقيقية على مستقبل لبنان الجريح، بسبب فقدان الدقة في استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين خلال أوقات المحن والأزمات، لاننا - وبحسب تجربتنا الصحفية - تعلمنا أن الأحداث الإخبارية العاجلة هي فترة خصبة لتداول المعلومات المضللة، والفرضيات غير المتأنية لاسيّما على شبكات التواصل الاجتماعي؛ ما يحتم علينا - من باب المهنية - أن نفكر، نسأل، نحلل ونتأكد من مصادرنا المتاحة في تلك الفترة العصيبة والدقيقة لتحرير خبر أو كتابة تقرير قبل أن نتداول أو نشارك بعض المنشورات حول الحدث.
وبعيداً عن كل القراءات السياسية، ودوافعها أقول إن ما حدث يرقى إلى كارثة إنسانية كبرى حلت بلبنان، وشعب لبنان المحب للحياة؛ لتضيف إلى رصيد أيام بيروت الحزينة المنكوبة التي مرت بحروب ومصاعب وأزمات كثيرة؛ صفحة غدر وآلام جديدة لا تعوضها كنوز الدنيا وإن كانت كملك (سليمان) عليه السلام.
أما الأمل الحقيقي لتجاوز هذه المحنة، والكارثة الإنسانية فيبقى في اللبنانيين أنفسهم لأنني عايشتهم عن قرب خلال زياراتي إلى لبنان، ويقينا ستبقى بيروت أختاً لبغداد مهما عصفت بها الأزمات والكوارث، كطائر (الفينيق) ينهض من الرماد، لأن كل محنة مرت على لبنان زادتها صلابة وعزماً على مواصلة الحفاظ على البلاد، والوقوف على قلب رجل واحد، وهذا ما رأيته عقب الانفجار، وهم يلملمون الجراح ويمسحون آثار الدمار عبر (السوشيال ميديا) ومن جميع طبقات المجتمع، ليكون هذا الفعل الشجاع رسالة إلى خفافيش الظلام، فنقول لهم بكل ثقة إنه مهما لبد ليلهم؛ فالنور لا بد أن يقهر الظلام ويكسره.
ستبقى بيروت عصية على الانكسار على مر الزمان، برغم أنوف أعداء الحياة. ستظل شاهداً من شواهد الحياة والجمال والتجدد والأمل في عالم قل نظيره... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيا صوفيا... ايقونة سلام ما بين الشرق والغرب
- قرار ضم (الضفة) ترجمة عملية لصفقة القرن الخيانية
- الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق
- ترامب مُنَظِّر العنصرية، وزاهق روح الإنسانية
- اليوم وغداً يا قفاص العصر (ترامب)
- الصلاة من أجل الإنسانية
- في ظل جائحة كورونا؛ العالم إلى أين؟
- العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا
- (كورونا) والرهاب الصيني المفتعل أمريكياً
- ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق
- مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية
- العراق ينتفض في وجه الفساد
- لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار
- التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي
- الاستقالة دليل على حفظ الأمانة وحب الوطن
- الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني
- امريكا وصناعة العدو الافتراضي لتشكيل المستقبل
- قِممٌ تُعلن الطوارئ، وتزفُّ الفشل والانهزام


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - (بيروت... شيما) ما بين التضليل والحقيقة المفقودة