أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - إغتيال الهاشمي وخلفيات الوضع الطائفي المُتأزم في العراق ....!!!!!















المزيد.....

إغتيال الهاشمي وخلفيات الوضع الطائفي المُتأزم في العراق ....!!!!!


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارإغتيال المسؤول الامني العراقي هشام الهاشمي وهو الخبير في شؤون الارهاب والتنظيمات القاعدية موجة من الفوضى السياسية والامنية والطائفية فيما توالت معظم الاتهامات من مُختلف وسائل الاعلام الخليحية والغربية وحتى من بعض الصحف ووسائل الاعلام العراقي , نحو بعض فصائل الحشد الشعبي ولا سيما الموالية منها لايران والحرس الثوري , .. ورغم أنه من المُستبعد أن تكون بعض فصائل الحشد الشعبي الموالية منها لإيران وراء هذا الاغتيال , إلا أن الجهات الغربية والامريكية والخليجية وجدت في هذا الاغتيال فرصة ذهبية لمزيد من تعميق الفتن المذهبية والتمزق الطائفي والصراعات الداخلية حتى ضمن المكون المذهبي الواحد بالعراق ...وكما نعلم فقد بدأء الصراع الطائفي والتمزق المذهبي في العراق بالاساس وعلى نحوٍ مُتصاعد منذ الاحتلال البريطاني والامريكي للعراق عام 2003 , ولا سيما مع قيام الحاكم الامريكي بول بريمر إثر سقوط نظام صدام حسين بحل الجيش العراقي وجميع المُؤسسات الامنية والسياسية والاقتصادية والحكومية للدولة العراقية تمهيداً ليس فقط لتدمير الدولة والبنى التحتية والسيطرة طويلة الامد على العراق وثروته النفطية , بل أيضا بهدف إبقاء المنطقة والعراق مُمزقاً الى الابد من خلال أرساء نظام المحاصصة الطائفية والعرقية في تركيبة الدولة العراقية بين السنة والشيعة والاكراد ... وهنا ساهم بكل أسف الجانب الايراني وحلفائه من القوى الشيعية في العراق وبمشاركة من المرجعية الدينية للسيستاني في قبول هذا النظام المُدمر .. فقد ساهم جميعهم بجهل وربما بقصد أو عن دون قصد في تأسيس حكم المحاصصة الطائفية على أمل زيادة النفوذ الايراني في العراق بمرور الزمن .. وكذلك (ولا سيما من من قبل أنصار مرجعية السيستاني) لإضعاف النفوذ الامريكي في العراق .
ولكن وللاسف لم تكن لا هذه الحسابات الايرانية ولا توقعات مرجعية السيستاني صحيحة بل كانت في نهاية الامر سيئة ومُدمرة .
فقد نجح الاحتلال الامريكي للاسف من خلال التقسيم السياسي الطائفي للدولة العراقية في توتير المشاعر الطائفية بسهولة بين شرائح المجتمع العراقي والتي لم تكن ظاهرة بالاصل على نحوٍ ملموس بين السنة والشيعة قبل هذا الاحتلال الذي عمل بأقصى جهده لزرع الطائفية والكراهية بين هذين المكونين في العراق مُستغلاً في ذلك ليس فقط الجهل والتخلف , بل أيضاً العمل على إحداث شبكات تفجير وتخريب واغتيالات يقوم بها بعض المرتزقة في مختلف المناطق المزدحمة سكانياً تستهدف قتل الآلاف من العراقيين , بحيث يتم تصويرها على أنها عمليات انتحارية أو اغتيالات يقوم بها الشيعة في المناطق ذات الاغلبية السنية أو يقوم بها السنة في المناطق ذات الاغلبية الشيعية .
ولكن الامور لم تنتهي في العراق عند هذا الحد , بل عمد الجانب الايراني من خلال الحرس الثوري الايراني وبمشاركة من مرجعية السيستاني الدينية التي دعت الى الجهاد الشعبي في وجه التمدد الداعشي الاجرامي بما في ذلك الاتفاق مع بعض القوى السياسية الشيعية النافذة في السلطة وذلك بإحداث ما يُعرف بفصائل الحشد الشعبي الشيعية لمقاومة تنظيم داعش الذي انتشر في العراق على نحوٍ مفاجئ مع سيطرته الكاملة على مدينة الموصل وكامل مُحافظة نينوى عام 2014 بعد مهزلة عسكرية فاضحة من قبل بعض ضباط الجيش الذين سلموا المواقع العسكرية في المدينة لتنظيم داعش دون قتال ليتمدد هذا التنظيم بعدها الى محافظات صلاح الدين والانبار وديالى ويصل الى مشارف بغداد .
وقد تسبب إحداث فصائل الحشد الشعبي الشيعية في العراق والتي وصلت الى ما يزيد عن ستين فصيلا في تعقيد الوضع الطائفي في العراق وكذلك بدء الانقسام والتنافس الشيعي على نطاق واسع .. فهذه الفصائل المُتنافسة من الحشد الشعبي يرأسها العديد من الشيوخ واصحاب العمائم من الشخصيات الدينية الشيعية المُتنافسةعلى النفوذ والسلطة والموالية بجزء رئيسي منها إما لايران والحرس الثوري تحت إشراف الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس , أو موالية بقسمها الآخر للمرجعية الدينية في النجف (السيستاني) والتي ترفض بدورها أن تتبع مرجعية ولاية الفقيه في إيران .. وهنا عمدت بعض الدول الخليجية الى المزيد من التدخل وتشجيع الانقسام والتحريض الطائفي المُباشر وفي دعم وتمويل تنظيم داعش بتوجيه أمريكي ودعم قطري المُتحالف بقوة مع الحكم الاخواني في تركيا .
وحيث أن الصراع والتمزق الطائفي في العراق قد إرتبط إرتباطاً وثيقاً بوجود الطائفية السياسية في النظام الرسمي للدولة العراقية .. لذا فقد أصبح من المستحيل أن يكون هنالك مخرجاً لازمات العراق الداخلية (ولا حتى على المدى البعيد) سواء كانت إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية او بتفشي النهب والفساد , سوى بوضع حدٍ لنظام المحاصصة الطائفية الذي يتمتع بحماية النظام السياسي الطائفي .. وهذا ما أدى في نهاية الامرالى تفجر الاحتجاجات والغضب الجماهيري في صيف 2019 التي لم يشهد لها العراق مثيلاً والتي اختلفت في طبيعتها عن إحتجاجات عام 2013 , فقد شارك فيها جميع المكونات الطائفية في العراق التي توحدت في مواجهة الحكومة, وشارك فيه الملايين من المحرومين إحتجاجاً على الفقر والبطالة والغلاء وتردي الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وسكن وخدمات صحية .... الخ ... وبدلاً من استجابة الحكومة والقوات العراقية لهذه المطالب تم قمع الجماهير المحرومة والغاضبة بقوة من قبل القوات العراقية بمشاركة من بعض فصائل الحشد الشعبية التي تدخلت في قمع المُتظاهرين لاسيما بعد تعالي الهتافات المُعادية لايران ليسقط ما يربو من 350 قتيل و17 ألف جريح وآلاف المعتقلين على نحوٍ تعسفي وتم خلالها إحراق القنصلية الايرانية في النجف والاعتداء على بعض مقار الحشد الشعبي الموالية للحرس الثوري الايراني .. وهنا وبدلاً من دعم هذه الاحتجاجات الطبقية والمطالب الشعبية, تم تصوير تلك المظاهرات الغاضبة من قبل بعض وسائل الاعلام على أنها فقط مُؤامرة أمريكية وليست بسبب الفقر والحرمان والبطالة وتردي الاوضاع المعيشية والخدمات الاساسية .

والخلاصة التي يُمكن الوصول اليها هنا أن العراق قد دخل مؤخراً مع تكليف مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة وهو المحسوب على النفوذ الامريكي , ثم اغتيال المسؤول الامني الكبير هشام الهاشمي وتحويل السفارة الامريكية في بغداد الى ثكنة كبيرة وقاعدة عسكرية مُحصنة.. قد دخل في نفق طائفي عميق ومُظلم مع انتشار الفساد والمُحاصصات الطائفية والمُساومات والمهاترات والتحالفات السياسية الانتهازية والتي من أهم دوافعها هو الاستحواذ على السلطة وممارسة النهب والفساد الذي لاحدود له .
ومن المُرشح أن يزاد هذا الوضع تعقيداً وخطورة وتدهوراً يوماً بعد يوم ... وهو وضع بدأ بلا شك منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية في الولايات المُتحدة الامريكية ....!!!!
- لماذا ثورة الغضب تجتاح معظم الولايات والمدن الامريكية ...؟؟؟
- ذكرى النكبة ويوم القدس العالمي وصفقة القرن ....!!!!
- لماذا يُفرخ تنظيم داعش وينشط من جديد ....!!!!
- الاسلام السياسي ... بين اليمين السني واليسار الشيعي والتطرف ...
- مراجعة لابد منها ....!!!!
- عاصفة العنف في شوارع بيروت .. والمخاض العسير لولادة الحكومة ...
- مع نهاية العقد الثاني من هذا القرن .. أين يتجه العالم وماهو ...
- الحراك الثوري في لبنان في خطاب السيد حسن نصرالله
- مهزلة تشكيل الحكومة اللبنانية والانتفاضة الشعبية المُتواصلة ...
- لبنان بين خيارين ...!!!
- محاولات تشويه الحراك الثوري في الشارع اللبناني وشعار - كلن ي ...
- ملاحظات تُلخص جوانب الانتفاضة والاعتصام السلمي في الشارع الل ...
- لماذا يهاجم بعض المثقفين العرب انتفاضة الشارع اللبناني في كو ...
- الازمة اللبنانية .... إنتفاضة عابرة أم ثورة للتغيير السياسي ...
- مصر ... وإشكالية النزول العفوي الى الشارع ....!!!
- هل الاسلام السياسي المقاوم قادر على قيادة حركة التحرر الوطني ...
- بريطانيا ... حرب برلمانية حول الخروج من الاتحاد الاوروبي ... ...
- محور المقا ومة .... النجاحات والاخطاء وآفاق المستقبل
- تركيا ومعركة ادلب


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - إغتيال الهاشمي وخلفيات الوضع الطائفي المُتأزم في العراق ....!!!!!