أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - العلمانيون في سوريا بين المعرفة والأيديولوجيا















المزيد.....

العلمانيون في سوريا بين المعرفة والأيديولوجيا


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 04:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف التاريخ خطّان فكريان ظهرا بعد انقسام المجتمع إلى طبقات متضاربة المصالح .
- خط معرفي حمله بادئ الأمر أنبياء ورسل ومصلحين أرادوا الخير لكل الناس,ومع تطور العلم والعقل هبط الوحي من السماء إلى الأرض ليحمله هذه المرة مثقفون علمانيون تبلور فكرهم بشكل تام عبر قرن الأنوار الأوروبي
- خط أيديولوجي يخدم فئات بعينها ويدافع عن مصالحها على حساب بقية الفئات الاجتماعية.
الملفت للانتباه خلال المائتي عام الأخيرة من عمر البشرية كيف مشي التاريخ بالمقلوب على رأسه بدلا من قدميه ! لنشهد سيطرة الأيديولوجيي على المعرفي وهو بيت القصيد في هذه المقالة المتواضعة والمستمدة من واقعنا السوري الأليم.
لم يعد خافيا على احد الصراع الحاد بين الاسلاميين والعلمانيين حتى كتابة هذه السطور الذي يأخذ طابعا ايديلوجيا حدا أساء للثورة السورية وتناغم مع الدور الخارجي بسوء او بحسن نية مع الدور الخارجي – سيان -
كان من المفروض بداهة أن تتعاون الجهتان مع بعضهما على أرضية مساندة هذا الشعب الصابر على جروحه في مخيماته وتحت أشجار الزيتون في عز الشتاء, بدلا من ذلك أعطت الجهتان حجة للقيمين على المجتمع الدولي بأن سوريا لا تستحق الحرية. ولأبدأ بنقد الجهة التي أنتمي اليها .
بداية أعرِّف نفسي بأنني أنتمي إلى العلمانيين السورين، فالعلمانية بكل اتجاهاتها اقرب إلى الحقيقة المعرفية من بقية التيارات الفلسفية في المجتمع ولقد وصلت إلى هذه النتيجة من خلال دراستي الجامعية في فرع العلوم الطبيعية الذي ساعدني على تجاوز تربيتي الدينية لأعود إلى قريتي وكلي ثقة بأن الإنسان خلق الله وليس العكس وهذا يعني بداهة ضرب مبدأ الدين والفكر المثالي عموما الذي يرى بأقدمية الوعي على الوجود.
بعد انتهائي من دراسة العلوم الطبيعية وربما بسببها غرقت في مستنقع السياسة داخل بلدي لتكون لي ملاحظة أخرى مختلفة عن رفاقي الماركسيين العلمانيين بعد اندلاع ثورته تتلخص على الشكل التالي : العلمانية معرفة ومن يمتلكها حاليا لا تتجاوز نسبته 5% في المجتمع وقد نحتاج إلى مائة عام أخرى لتصبح نسبة من درس العلوم الطبيعية وتوّصل إلى الفهم المادي للتاريخ مثلي حوالي 50% وحتى ذلك الوقت يجب الانطلاق من السياسة لخدمة هذا الشعب وخدمته هي في إقامة نظام ديمقراطي تعددي ساد في بلادنا ايام الخمسينات جرت فيه انتخابات نيابية بشكلين:
- انتخابات عامة من اجل تشكيل جمعية تأسيسية مهمتها إقرار دستور جديد للبلاد. يتم العمل فيه عبر التوافق بين الكتل المنتخبة.
- انتخابات نيابية من اجل تشكيل وزارة على قاعدة الأكثرية والأقلية. وقد تعاونت كل الدول المحيطة بسوريا لتصريف ذلك الحكم خوفا من أن يكون محط اشعاع حضاري لا يريده حكامها المستبدون ولا من يسندهم في الخارج، والعودة الى ذلك الآن أصعب بكثير على ما اعتقد.
لكنني بكل أسف اصطدمت مع غالبية رفاقي المصّرين على فهم سياسي للعلمنة تجاوزه الزمن. رفاقي العلمانيون مازالوا يتمسكون بأولوية النصوص على الوقائع رغم ادعائهم العكس ويصرون على علمانية فرنسية قديمة تحصر الدين في الجانب الروحي فقط وتمنع تشكل الأحزاب على أساس ديني،هنا تكمن المشكلة بيني وبين رفاق الأمس. الدين من وجهة نظري لا يزال له حضور في وجدان البشرية حتى في البلدان المتحضرة فما بالك بالبلدان المتخلفة أمثال بلدنا، والدين عموما بكل تفرعاته يدعو الى رفع الظلم عن الإنسان من قبل أخيه الإنسان. الله في قلب كل مؤمن نقي فكرة محورها التضرع اليه من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية على الأرض
أنا استغرب من سيصدقنا أننا ديمقراطيين أن كنا لا نقف إلى جانب أي تشكيل سياسي ديني أو قومي يعترف بالأخر ويحترم رأيه ويعمل ضمن عقد اجتماعي نتج عنه دستور داخل بلده ويخضع لعقوبات القانون اذا تجاوز ذلك ؟!
بالطبع أنا أشارك رفاقي العلمانيين في الخوف من المتطرفين الاسلاميين الذين يريدون إقامة دولة دينية مرجعيتها السماء لا الأرض سواء حملوا السلاح أم لم يحملوه من أجلها.. اخوان مسلمين أم اخوان دواعشيين وأقّر معهم أن الاخوان في سوريا جماعة انتهازية وتستعمل الدين لأغراض سياسية من اجل الوصول إلى السلطة وأقر أيضاً أن الاستبداد الديني أسوأ بكثير من الاستبداد العلماني لكن دعوتنا إلى دولة علمانية تخدمهم من حيث لا ندري ليظهروا وكأنهم الأوصياء على الدين الاسلامي.
ياسادتي الاسلام أكبر وأقدم من الاخوان المسلمين بكثير. الاسلام دين أخلاقي ينظر إلى الفقراء بوصفهم جزء أصيل من الله وهو جزء أصيل منهم فهو يقوم على خدمتهم وحين تخدم الله فأنت بذلك تخدم الفقراء، من ذلك المنطلق جاءت شريعته السمحة ذات نزعة انسانية عميقة تتمحور حول العدالة الاجتماعية وحق الفقراء في أن يكون لهم نصيب من أموال الأغنياء. ذلك البعد الأخلاقي للاسلام أملى عليه تحريم الربا وهو الذي وقف بوجه الغرب الحداثي عندما استعمروا البلدان الاسلامية فقد مثّل لهم شوكة يجب نزعها كي يتمكنوا من زيادة أرباحهم، حداثة الغرب تهمها المصالح حتى ولو أدت إلى قذف ملايين الأطنان من الجبنة بالأنهار كي لا تنخفض أرباحهم اما قيم وأخلاق الاسلام فهي ترى بذلك عملا مشينا مادام هناك الكثير من الجياع يمكن تقديمها لهم بدلا من قذفها بالأنهار. لكن الاخوان المسلمين ليسوا امتدادا للإسلام الأول ولا يمثلون الفقراء ولا يحرصون على مصالحهم وهم تشكلوا في فترة الانحطاط وتحويل الدين الاسلامي من دين للعقل إلى دين للايمان ومرجعيتهم سيد قطب وحسن البنا والمودودي وليس عمار بن ياسر وابي ذر الغفاري وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وعلي بن ابي طالب. قد يكون جواب رفاقي أن المسيطر في الشارع الاسلامي الان هم أصحاب مقولة الحاكمية لله وغالبية المسلمين تتبعهم. حتى ولو كان الأمر كذلك فيجب الا نتعامل برد الفعل بل علينا أن نعمل بدأب مع المسلمين لتبصيرهم بدينهم كونه دين العقل، دين احترام الآخر, دين من شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن وليس دين من بّدل دينه فاقتلوه - سأستشهد بمثال من واقعنا في الثورة السورية حتى بعد سيطرة الجهاديين الحربجيين المدعومين من قبل البترودولار الاسلامي ففي اوج عظمتهم وُجِد الشيخ جودت سعيد والشيخ المرحوم معشوق الخزنوي وأنصارهما المصرين على عمل سياسي لمصلحة الثورة كما تأمرهم تعاليم دينهم فهل يجب أن نقول لهم اهتموا يا مشايخنا بالجانب الروحي للاسلام واتركوا السياسة لنا ؟!.
أريد أن أصارح رفاقي العلمانيين بأن تجميع أنفسهم على أرضية معرفيه عمل صحيح ومبرر لكنني أرى أن العمل السياسي مع الجميع اهم منه الآن على أرضية الدعوة إلى دولة مدنية ديمقراطية تتسع للجميع بدلا من الدعوة إلى دولة علمانية نربط فيها بين المواطنة والعلمانية .
ختاما اعترف أن جزء كبير من علمانيين بلادي وصلوا إلى تلك المعرفة بمساعدة الفلسفة الماركسية،والفلسفة الماركسية هي التي حاولت الترويج لجعل ايديولوجيا الطبقة العاملة جزء من المعرفة لأن مصلحة الطبقة العاملة تنسجم مع تطور المجتمع ككل لكن خطأ النظرية - الذي دفعنا ثمنه غاليا - انها أولت الطبقي على الإنساني بدعايتها لديكتاتورية البروليتاريا كونها ديكتاتورية على قلة وديمقراطية لغالبية أبناء الشعب كما ادّعت ولو أنها أولت الانساني على الطبقي أو على الأقل حاولت الجمع بينهما لكانت آلامنا كعلمانيين حاليا اقل. انه درس مفيد لنا اذا أردنا ان نستمر في العمل من اجل غد أفضل للجميع .
كامل عباس – اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار السوري بين الإصلاح والثورة *
- رد هيئة العمل الليبرالي على مقال الدكتور حسام الدين درويش
- تقرير سنوي صادر عن هيئة العمل اللبرالي في اللاذقية
- فيروس كورونا
- هل سيكون فيروس كورونا أرحم بالشعب السوري وثورته من المجتمع ا ...
- عن الدور السلبي للحلم الاشتراكي من سوريا الى أمريكا
- هل ستكون طبخة العرب بعد حرب غزة من حصى أم من عدس ؟
- حماس ترشق إسرائيل بحذائها
- القائد الضرورة باراك أوباما
- إعلان دمشق وإشاعة الأمل
- الدعوة إلى تجاوز الرأسمالية لمصلحة من ؟؟!!
- قمة مراهقة النوع البشري
- صناعة السيارات
- من هم اللبراليون الجدد في سوريا ؟
- صناعة العطور
- من سيظفر بالإدارة الأمريكية القادمة : أهل القوة أم أهل العقل ...
- إعلان دمشق وحرية التعبير
- التعدد الثقافي اللبناني من منظور عباس بيضون
- ثقافة البيئة في سوريا بين العلم والأيديولوجيا
- القاعدة فكرا وتنظيما


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - العلمانيون في سوريا بين المعرفة والأيديولوجيا