الأصدقاء.. قصة قصيرة جداً

عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 21 - 14:38
المحور: الادب والفن
    

تتناثر وريقات الأوراد في كل الأتجاهات في حديقة الروز هذه في مدينة كارديف.. كأن هذه الوريقات تصّر الاّ أن توزع عطرها حول الجهات الأربع.. تتمايل الأغصان الآن مع نسمات الهواء العليل، وها هم خمسة يسمّون أنفسهم من الأصدقاء راحوا يجلسون في حديقة صغيرة مُلحقة بحديقة الروز الكبيرة.. كانت هذه الحديقة الصغيرة تُزرع كلّ عام بصفوف من ورد الجوري المسمى بنبضات القلب وذكريات جميلة، وقلب من ذهب وغيرها، فتتلّون أوراق الورد وتتراقص أغصانه وتطير حوله الفراشات كل ربيع الاّ هذا الربيع.. فهو يجيء في زمن جائحة الكورونا.. فالفلاحون لا يعملون كما كانوا قبلا. ولكنهم الأصدقاء الذين تركوا زوجاتهم في البيوت يطبخن وحدهن ويغسلن صحون الطعام، وراحوا هم وحدهم يجلسون على مصاطب خشبية طُبعت عليها أسماء رجال من أهل ويلز من الذين تبرعوا بها ليرتاح عليها المتعبون من الناس.. لم يعلم هؤلاء أن أصدقاء الصدفة قد تواعدوا هنا اليوم ليخوضوا في حديث سياسي يثير عند البعض ذكريات يريدون هم أن ينسوها.. سواه ذلك الذي يبحث عن الترفيه والضحك الرخيص راح يقاطعهم جميعا بين فترة وأخرى ليذكرّهم أن صديقهم الغائب الحيران قد عقد زواجه الثالث قبل شهر وأنه يقول أنكم أن لم تتزوجوا بثانية فأنتم لن تعيشوا حياتكم الحلوة أبدا.. ضحك أحدهم.. وسكت الآخر.. وراحوا جميعهم يتلصّصون على مجموعة بنات رحن يتضاحكن وهن يستمعن الى موسيقى البوب العالية.. الصديق الذي يريد أن يتذاكى على صحبه.. عدّل من هندامه.. وأسند ظهره على مصطبة ثم قال.. قل لي كيف نتزوج بأكثر من واحدة في بلاد أهل ويلز..؟ هل سيسمح القانون بذلك؟.. ضحك الآخرون.. وقال له صديقه الذي يبغي الترفيه كل وقت أنه سينقل كل كلمة قالها لزوجته.. فهي التي تعرف الجواب الصحيح... سكت الجميع للحظات.
.عندما أقترب منهم شرطي طويل القامة.. غاضب الوجه.. تذكّروا أنهم اليوم قد خاضوا في المحرّمات..

#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل