دروس من الفايروس

عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 6536 - 2020 / 4 / 13 - 17:48
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

أكثر من أربعة اشهر تمّر على أزمة فايروس الكورونا الكوفيد 19، ولم يتوقع أحد أن يهاجم هذا الفايروس الأنسان الاّ بعض الراسخين في العلم من الذين نشروا وحذرّوا من وباء أنفلونزا قادم بعد السارس والسيرس (فايروسات كورونا) أصاب الأنسان قبل عقدين من زمن أو ما يقرب على ذلك.. فما هي الدروس التي تعلّمناها حتى الآن من أزمة فايروس الكوفيد 19..؟
1. أن العالم بدوله المتحضرة المتقدمة الصناعية الأولى لم تكن مستعدة لهذا الفايروس ولما يسببّه من مضاعفات على صحة البشر.. وأذا كان هناك أستعداد ما فأنه ليس كافيا كما لم يكن متساويا أو متوازنا مع ما سببّه الفايروس من أصابات ومضاعفات ووفيات.. حتى بلغ عدد الأصابات بما يقرب من المليونين من البشر، وعدد الوفيات بما يزيد على التسعين ألف أنسان في أوربا وحدها وحتى الثاني عشر من شهر نيسان 2020. كما ان النظم الصحية بأختلافها النظيمي العام لم تكن متشابهة في ردود أفعالها تجاه الفايروس.. مما نتج عنه قلة عدد الوفيات مثلا جراء الكوفيد 19 في ألمانيا مقارنة مع أيطاليا أو أسبانيا أو بريطانيا على سبيل المثال..
2. أن مواجهة الأزمات العالمية الكبرى لن تكون بجهد دولة بعينها لوحدها مهما كانت قوية هذه الدولة.. فلابد من تعاون الدول جميعها خاصة منها المتقدمة الصناعية المتحضرة من خلال برامجها العلمية وعلمائها وأختصاصييها لوضع خطة العمل الكفيلة بدرء الأزمات والتعامل معها.
3. كما أن التعاون الدولي لا يمكن أن يكون الاّ في ظلّ نظام عالمي يعترف بحق الأنسان في الحياة، بل وحقه في أن يعيش حياة هانئة ضمن النظام الذي يختاره.. وبالتيجة فلابد من تعاون دولي على الصعيد الأقتصادي أيضا بما يضمن أستمرارية قوى الأنتاج والأقتصاد والمال بالعمل بأقصى طاقتها لتوفير ما يلزم لمجابهة الأزمات وضمان النجاح فعلا في أيجاد الحلول السريعة للحد من الآثار التي تخلّفها أزمات صحية أو بيئية أو طبيعية.
أن الحروب في عالم اليوم وما ينتج عنها من قتل وتهجير للبشر، وتدمير للحجر، أنما تعتبر أهم عامل تهديد لقدرة العالم المعاصر على مجابهة أزمات الحاضر والمستقبل.. أن عالم ما بعد فايروس الكورونا أو الكوفيد19 لابد من أن يكون عالما جديدا تسعى فيه الدول الصناعية المتقدمة للتعاون مع بعضها لوضع استراتيجية عالمية تواجه أزمة الحاضر الناشئة عن المرض-الوباء الفايروسي ولمواجهة ما قد تعاني منه البشرية من أزمات أخرى متوقعة مستقبلا، دون أن ننسى أن ما يحصل اليوم في أي بقعة في الأرض، أنما يؤثر على الأرض كلها ولو بصيغة تأثير غير مباشرة وغير آنية أحيانا.

#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل