أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل امليلح - خواطر شعرية: -أيها الغريب-















المزيد.....

خواطر شعرية: -أيها الغريب-


عادل امليلح

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


اسمع أيها الرجل الأحمق!!
يا من يرفض
حطام الذاكرة
يا من يحاول
إخفاء قبحه
بقناع جميل..
أيها الساهر الماهر
في حبكة الليل..
ستضحك أيها الحزين
رغما عنك..
ستلف منفاك كوشاح حريري
وتضعه في جيب سروالك..
ستكسر جدران غرفتك
بمعوال حديدي
غير مكترث للخراب الذي تصنعه..
إسمع أيها الوحيد!!
أيها المنسي مرتين
سترتب فوضاك العزيزة
وتجمع شتات ماضيك
في حقيبة ظهرك
لتمضي إلى حيث لا تريد..
ستقطع فيافي الخلاء
ستنزع خوفك الصغير
وتكشط شرانق الوراثة..
عندما تحس بثقل الفصول
وكي الزمن القارس
في جلدك
في قلبك
في روحك..
كن ما شئت
هزيئا
صريحا
متقبلا
رافضا
لا يهم عندما تمضي هاربا
مطاردا اللاشئ
ستقسم ألا تلتفت أبدا
ألا تسمع نداء الماورائي
ولكنك ستفعل
مع كل قسم..
مجنون أنت أيها الغريب
عندما تعجز
أن تميز نفسك
قسمات وجهك
في صورة التقطتها أمس
في زاوية من زوايا غرفتك
عندما تنظر إلى المرآة
بعين واحدة
ولا ترى نصفك الأخر..
ستنظر إلى الزمن
ولن تراه غير سفاح الوجود
ستمقته
وتلعنه
ثم تصافحه
كأخ عزيز على قلب..
كحبيبة تعود لتقابلها بعد حرب طويلة..
كأم تشتاق لها
عندما تجد نفسك يتيما..
أيها الغريب !!
يا من يبحث عن معناه
في صفحة رواية
في وجه عاشقة
في لوحة معلقة على مدخل متحف
في زهرة الحديقة
ونجمة السماء
في زخمة هواء..
يا من يحاول أن يقرأ رسالة كل نسيم
كل تغريدة عصفور
وأنت ترى في الرياحين
وعرائش الزيتون
وأغصان الزهور
بريق الله
صفاء الخليقة
اللمسات المكتملة..
ستنسى أنك هناك
ستمر أمام الضفاف المقدسة
وتأكل الفواكه المحرمة
دون أن تدري
دون أن تطلب المغفرة
ستغني
وتبكي
ثم ترى صوتك رتيبا
ودمعاتك مجرد قطرات
تافهة أمام صفحة البحر..
ستقول:
مجنون من يحب!!
مجنون من يحلم!!
مجنون من يعرف!!
مجنون من يغامر!!
مجنون من يقامر!!
بحياته..
مجنون هو من يريد أن يكون مختلفا..
ستعترف أمام نفسك
عندما لا يعود بمقدورك
أن تواري عراك..
عندما لا يعود بوسعك
أن تقيس جهلك
وبؤس كلماتك
وخيانة نفسك
ستعرف أيها البشري كم هي ضفاف المنفى كبيرة..
وكم هي السماء بعيدة
عندما تعلق في مسكة التراب
وتلطخ وجهك بحفنة من الطين..
سترى قبحك
وتكسر كل المرايا
التي صدقتها..
ستحظى أيها المنكسر
بصخرة مغرية
لتتشظى
ستحظى بكل المعدات
والجهد
لتحفر قبرك..
ستحظى ببركة جميلة لتغرق نفسك
بجرف جميل لتقفز..
لكل ما تريد..
لأنك تدرك أيها االغريب
أن رحلة البقاء
ليست سهلة..
إن الكلام المدون في الأوراق
ونصائح القدماء
ليست الحقيقة..
يا من تنبعث في قلبه المأسي
الأشواق
ولأمال
يامن يحمل بين يديه
زهرة الخلود..
لتمت أيها الإنسان المزيف
دون شهادة..
دون ترك وصية
دون ندم..
دون صلاة..
أيها المدين
لنبع الماء
بسهرة في ليلة مقمرة
وللحياة
بنصيحة مطرزة على قطعة قماش..
أيها الراحل الحزين..
أيها المسافر حافيا..
في كل خطوة تترك شيئا هناك..
دمعة
قطرة دم
زفرة هواء
كلمة بغيضة..
تمضي على غير عهدك
تتعود الأشواك
ولفحة الشمس
تعتاد همومك..
تغني لها..
تنصت لها..
تشاطرها..
تنتقدها..
تتقاسم معها بعضا من حقيقتك..
تتقاسم معها سجارتك..
خمرتك..
فتضحكان كطفلين
أو شابين يافعان
أو عاشقين متمردين
تتصافحان كتوأمين
ترددان شعار الحياة..
وتلعبان النرد
والشطرنج..
ستتعلم أن تقظها في كل صباح برفق..
أن تمد لها فراشك في كل مساء..
ستقظ النار
حرسا عليها من وحوش الصحراء..
من برودة الليل..
ستعتادها أيها الغريب..
عندما تكون الوحيدة التي تحبك..
الوحيدة التي تمسح دموعك..
الوحيدة التي تزورك..
ستمضي أيها الغريب..
إلى منبسطات البعيدة
ممررا كفك المجروحة
على سنابل القمح..
لتحشر أنفك الحساس بين تجان النراجيس
والاقحوان..
ستتأمل الغسق المحمر..
عصافير المروج..
ستتمايل مع الرياح..
لتحتضنها بين صدرك العاري..
ستحط رحالك على ربوة صغيرة..
وتنسى بعضا مما
قاسيت..
هناك ستخلد ذكراك
ستكتب شيئا
غير مفهوم لك..
لأن معناك..
دلالاتك..
تأويلاتك..
هناك خارج الكلمات..
أيها الغريب
كم سترحل؟؟
كم من أرض بعيد؟؟
كم من جزيرة؟؟
ستمضي..
أيها الغريب!!
كم ستقطع من طريق
وتركب من ربوة
وتعد من زهرة؟؟
أيها الغريب!!
كم ستنسى
كم ستبكي
لمن ستشكي..
تتساءل بحذر
كم تغيرت؟؟
كم نامت لحيتك؟؟
غريبة أسئلتك..
متشابكة تفاصيلك
فضفاضة حقيقتك..
عندما تقول من أنا؟
أنا الغريب!!
أنا إبن نفسي..
صديق كياني..
أنا المحب..
العاشق..
أنا حداد نفسي
أصنع قيودي
وأكسرها..
متى أشاء..
ستنفض عنك غبار المسير..
وتعيد ترميم جدران غرفتك الصغيرة..
صانعا الأبواب والنوافذ..
ستحفظ الطريق..
وتتعلم الذهاب والإياب إلى حيث تريد..
ستحفظ الطرقات الشرفات
سترمم ذكراك..
وترتب فوضاك..
سترى حقيقتك..
وتكتشف بداخلك..
ضفاف السلام
تضاريس السعادة..
وديان الأمل..
فراشات جميلة..
ندءات ساحرة..
ستكتشف أنك إبن نفسك..
نبيا لعالمك..
معلم جهلك..
طبيب آلامك..
عندها لن تحتاج للمرايا..
لن تخاف الرياح..
وشعاع الشمس..
ستفكر كم أنت عظيم..
كم بودك أن تفعل..
ولأن غربتك
وجنونك
وضياعك..
ليسوا سوى صور مزيفة..
ستحس بالوقت..
والطقس..
ستقدر التفاصيل الصغيرة..
ستمتدح القدر..
لتنمو كشجرة
ورافة الظلال..
إنك إبن الأرض..
أيها القديس..
فما عدت غريبا
كما كنت!!



#عادل_امليلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من جغرافية المجال الى جغرافية التراب: قضايا التجديد!!-
- كورونا الويل!!
- -روح الموسم-
- خواطر شعرية: -البحر يا أمي-
- رسالة وداع إلى سيدة أصبحت من الماضي
- في أحضانٍ عاهرة
- اليسار بين وعي الفرد وثقافة التنظيم
- المنظومة التربوية المغربية، وضرورة بناء منظومات تربوية جهوية
- وجهة نظر حول النموذج التنموي الجديد في المغرب
- السقاع والغيمة
- حرق العلَّم الوطني أية دلالات؟
- خواطر شعرية: بين السجن والمقبرة
- قضية تجديد تاريخ المغرب عند عبد الله العروي
- خواطر شعرية: تخبرني أنني هنا
- الربيع العربي، التمرين الأول والدروس المستفاذة
- خواطر شعرية: بين ثنايا قلبي تقبع مرارة كل هذا الوجود
- العطش المعرفي اي واقع في المحتمع العربي
- التنمية الترابية بالمغرب ملاحظات منهجية
- الأستاذ الجامعي بالمغرب، من الوظيفة التربوية إلى الممارسة ال ...
- هل يعاني المغرب من مأزق إجتماعي أم أزمة ضمير سياسي؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل امليلح - خواطر شعرية: -أيها الغريب-