أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل امليلح - خواطر شعرية: بين السجن والمقبرة














المزيد.....

خواطر شعرية: بين السجن والمقبرة


عادل امليلح

الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 21:04
المحور: الادب والفن
    


بين السجن والمقبرة!!
إبريق شاي، وآنية زيت، وخبزة..
فطوري، غذائي وعشائي.
في البيت ذي النافذة الوحيدة..
حصيرة رثة
وثوب طاوعه الزمن
مصباح باهت في الأعلى
وكومة كتب، وأوراق مبعثرة...
أشياء رخيصة هنا وهناك
هي كل ما أملك
هي زادي الأبدي..
في الركن الأيمن
على طاولة خشبية قديمة
أمارس القراءة
أمارس الكتابة
على أنغام فيروز الأثيرية
الناي والعود، والكمنجات
فهو ركن عزائي..
أما الثلاثة الأخرى
فلا تخصني
هناك!! تدور الملحمة
بين تربص العناكب وطيش الذباب
لكن..
يسمح لي أن أشاهد!!
أن أصفق على رقصة الموت الملولبة.
في هذا البيت الكئيب
من أنا؟
أنا الصوفي، الذي يتعبد تمثال الليل
للقدر أتبتل
وأصلي للسهر
هنا في ساعة ما، قبل الفجر
يغادرني الضجر
فتصرخ الشياطين صرختها الأخيرة
فتلعنني..
وترتل الملائكة ترانيمها الخالدة
فتباركني..
هنا، إن كنت من المحظوظين
إذا أتقنت ترتيل التعويذة
وضبطت الساعة
يمكن!!
أن، تمنحك الآلهة نورها
وهنا!!
يمكن للخيال أن يسلبك الحقيقة
فتركب على جناحي الحصان الأسطوري
ليمخر بك عباب السماء
وتهاب صولجانا ذهبيا
ويوضع على رأسك تاجا ماسيا
من طرف حارس الفناء..
وهنا أيضا!!
يمكن للإنسان أن يتشظى
فيعتنقه الجنون
ويركبه الخرف.
أو يتهاوى على سفح الحقيقة
فتبتلعه ظلمة اليأس
أو يضيع في السراديب الملتوية..
بعد الفجر
يصيح الديك
فتسكن الدنيا
ونسابق شعاع الشمس الأول
إلى المعابد والأضرحة
لنتحول إلى تماثيل حجرية!!
فيرشنا المغتربون بعرائش الزيتون
من قوارير الفضة
بالماء المقدس..
ويصلي لنا التائهون
لنباركهم..
هنا يتزاحم المستلبون
أمام المقصلة
ساعين خلف قدرهم المحتوم
يحملون أكاليل الأزهار الملونة
وأطباق متخمة
وجرار ماء الموج..
هنا يصعدون وينزلون على سلم الأشياء..
ويرددون أهازيج الموت الموقرة
بين الضروب حينًا
وحينا في المقبرة..
أما نحن، فاعتدنا
إبريق شاي، وآنية زيت، وخبزة.
المعناة أمنا
من أثدادها أرضعتنا
في بيوتها البئيسة تربينا..
لكنها!!
علمتنا؛ ألا ننافق
أن نقدس
ونستقيم على سكة الفضيلة..
نحن الذين نعانق الكلمات
ما عدنا نخاف تمرد الجوع
ما عادا يرهبنا..
نحن الذين نشاغب مع القلم
ومع الكتب نمارس نوع من الرهبنة..
لكننا، كم وكم نتوق..
إلى ثورة العقل
لنعصي الآلهة
ونختلس الفاكهة المرة
من شجرة الخلد المباركة..
ونحن أيضا
رواد مقاهي وحانات، فضاءات العزلة
هنا، نشعر بالغربة، فنصرخ كالأطفال
لكننا أيضا نغني!!
نبادل السجائر بأكواب القهوة السوداء
نرتجف النبيذ الرخيص في حذر..
نتصفح الجرائد
ونلتقي الأصدقاء
نصفق للقاء ونلعن الصدف..
نحكي عن ساعة ما قبل الفجر
ونعيق البوم، عن المتسكعين
وعن داء "هلين" و "قارون"..
لكن لا شيء يتغير هنا..
نفس الأمكنة، ونفس الكلمات
نفس الرائحة، ونفس النسمات
إذا لم تصدقونني!!
إسألوا هذا الطيف الذي يسكنياني
راهبة السماء التي همست لي..
إسألوا الجدران والمقاعد
فكلانا، يتبادل الأدوار..
بين السجن والمقبرة.



#عادل_امليلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية تجديد تاريخ المغرب عند عبد الله العروي
- خواطر شعرية: تخبرني أنني هنا
- الربيع العربي، التمرين الأول والدروس المستفاذة
- خواطر شعرية: بين ثنايا قلبي تقبع مرارة كل هذا الوجود
- العطش المعرفي اي واقع في المحتمع العربي
- التنمية الترابية بالمغرب ملاحظات منهجية
- الأستاذ الجامعي بالمغرب، من الوظيفة التربوية إلى الممارسة ال ...
- هل يعاني المغرب من مأزق إجتماعي أم أزمة ضمير سياسي؟
- ما هو التنوير؟
- المرجة والحراث


المزيد.....




- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل امليلح - خواطر شعرية: بين السجن والمقبرة