أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل امليلح - خواطر شعرية: بين ثنايا قلبي تقبع مرارة كل هذا الوجود















المزيد.....

خواطر شعرية: بين ثنايا قلبي تقبع مرارة كل هذا الوجود


عادل امليلح

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


بين ثنايا قلبي
تقبع مرارة كل هذا الوجود..
وفي متاهة حطامه
بحثت عن اناي وعن اجزاء مني
لتشكيل قصة لم تروى بعد
وايضا لم تعش من قبل
إنها صورة من ظلال مقفرة
قد ترى وقد لاترى
في داخلي كل روافد هذا العبث
أحقادا بدون هوية
وسعادة غامرة ترفض أن تعاش.
بداخلي أيضا هذا الموت
لكنه بدون سكرات..
خوفي وشكي وحقيقتي.. من انا ومن لست انا
كلاينا نناضل طمعا في رغيف خبز بارد
ورجفة من قهوة لا لون لها
ومن رماد، تنبعث اجزائي كما تختفي
وفي فراغي لامعنى لي كليا او جزئيا
لأنني استغلت غفلة السماء
وانسببت مع قطرات الندى
باحثا عن سر يتوارى فيه ظل حارس الفناء
فهناك وفي شتات ابدي
يراودني شعور بالضياع
الوحدة هي عزاء الضائعين
ففيها روعتهم وفيها بعض أسرارهم
الموت هو محكمة الدنيا، ولكنه ظالم مستبد
ولو جرب أن يحيا مثلنا
أن يعانق بانكسارات قلبه، هذا العبث
لضحك وتساءل:
من انا؟
هو مثلنا يتخفى خلف عباءة
ويشتكي الزمن والطقس معا
ولكنه لايستطيع أن يحب
فالحب هو المنفى، وربوة المنتحرين
ومقبرة العاشقين الذين استبدهم التعب
والمنهزمين امام سكة الجمود.
لست اهوى الكلام لأرى ما بداخلي
غير أني امام مرآة تخشى اشعة الضوء
على مقعد خشبي اتعبه الدهر
وأمام شمعة تعشق نفحات النسيم
يتجلى لي شبحي هناك
ويهددني إن أنا أطلت النظر الى وجهه بالقتل
بطريقة ما يخاف نظراتي
وأنا اكرهه كما يكرهني
كنا صديقين مقربين فيما مضى، وكنا سنبقى صديقين..
لولا رسالة قيل أنها سماوية فرقتنا..
ولست اهوى الكتابة لأنفث عني غبار الذاكرة
ولا لأن أخبر أحدا سيكون هناك بمن اكون
فطالما خانني حبر قلمي
وكانت كل كتاباتي خالية من كل معنى
وكانت حياتي كسجين بين جدران
فلم اعش كما كان ينبغي
ولم تتسنى لي الفرصة لأقول بعض الكلمات
وحدها وقاحتي كانت اكثر مني جرأة
غنيت لها أغنية
فرمتني بحقيبتها الحجرية
فكادت تقتلني..
كم بكيت أمام أعتاب المقصلة
وأمام فوهة البندقية.. وحبل المشنقة
محتجا بتأخير إعدامي
ومطالبا بحقي في السكون الأبدي
لكن القاضي لم يوقع رخصة الموت
والعقيد لم يعطي الأمر للرماة
لأنه أضاع سجارة
وحاروا في اثباث ذنبي..
واعيد بي الى السجن
لأكتب الفصول المتبقية
من ملحمة دامت بعض الزمن
وأرسم الوشاح البنفسجي لسيدة حبلى
لاعيد ترميم تلك الفوضى
التي استعصتهم..
ولحسن حظي وجدت اقربائي هناك
فتحت ذراعي.. وذرفت دموع الشوق
فالهبتني سياط القربى
ولم تشملني رحمة السماء
حينما بكيت بمرارة تحت شجرة الكستناء
حينها أدركت انه لم يعد لي في الوجود من أحد
حملت نفسي في يدي
ورحلت بعيدا
الى عالم مليء بالحمقى بالكافرين، والتائهين مثلي
وبينهم وجدت السلام
رحبوا بي وطافت بي صباياهم
مرددة اناشيد الغفران
ولدهشتي وجدت الاله هناك سعيدا
فخفت من الانتقام
لكنه طمنني وبسط لي يداه
ثم رحل..
ففي عالم للمؤمنين لم ارى الله
ولكن رأيت الشيطان يشيد صروحه
باعمدة من رخام..
كانت دعوات المؤمنين تزكيه في كل آن
على المأذين وامام ضفاف الانهار
كان الشيطان هناك صبيا يصرخ من شدة الجوع
وكان رجلا يلعب النرد،
وشيخا كهلا يتعبد تمثالا من الخشب
وتارة شابا يافعا وأخرى امرأة حسناء..
اجازوا لي الصراخ والعبادة
لكنهم منعوني من لعب النرد
فتركت الصراخ والعبادة معا
واصبحت ساقيا نبيذ في مجالس النساء
وفي المساء كانوا ياتون افواجا
فكم كنت احب المساء..
لان فيه يتكاسل الزيف
وتتشضى حقيقة الشيطان ليبدو قبيحا..
لكن يصبح صريحا
وحينما يثمل يتذكر خطياه
تمرده ونضاله في سبيل الإرادة
ويقرأ على مسامعنا رسالته الوجودية
يحكي لنا عن عوالم قدسية فضية
يشكوا عزلته، ومنفاه..
لست ممن يهوى ألام الاخرين
لأن آلامي اثقلت كاهلي
ولأن الحياة غاصت بي في حفر القذارة تلك
كان صعبا علي أن اتخيل نفسي على هيئة ذبابة
ففي داخلي نداء فراشة فتية
تحلم بالطيران بعيدا
وهذا الحلم الصغير الذي يكابد في مشقة
ستائر وتعاويذ الكهنة..
هذه الصرخة الجميلة
التي لم تجد طريقها بعد لتعتنق زخمة هواء
وهذا النهر الوراف بمائه العذب الذي يغازلني..
في كل ليلة انام انا، وهم لاينامون.
بين ثنايا قلبي
تقبع مرارة كل هذا الوجود
ولأن يتمي ولد معي، وحركتي عرقلت مسيري
بقيت هناك عالقا
لا هو مكر الحسنوات ولا حافز الوهم
زحزحني من هناك
وددت، ولكنني لا استطيع
لا لأن حياتي كانت خطأ
بل لأن كل شيء هناك خطأ
الناس والكون والزمن..
حتى الجغرافيا خانتانا هناك
لأنها اعتقدت اننا سنضحي من اجل حفنة تراب وكوب ماء مصفى..
اعتقدت انها بالولادة ستفرض شروطها علينا
لكنني كفرت بالجغرافيا والتاريخ معا
لأنني لم اجد فيهما هويتي
ففي أسدية زهرة البزلاء
وتحت ورقة شجرة الزيتون
بين خدشات السيول في الصخور...
يمكننا ان نجد رسالة الوجود كاملة
حملت الزهرة وورقة الزيتون
وعصرت في آنية قديمة روحهما
لاعيد تشكيل هويتي
لأعيد جمع اجزاء أناي وكينونتي..
كانت لقمة العيش اقوى مما تخيلت
وفي كل مرة امد يدي هائما بالتقاطها
تتدحرج بعيدا
فأشتاط غيظا
ثم اقفز، ومع كل قفزة تسقط احلامي
تتشضى أطراف طفولتي
ثم يخاطبني نداء الهوية الشجي
يرثي حالي ويربث على كتفي لاحس بدفء يده
ينتابني حنين ابوي دفين
حاولت في كم من مرة
أن أحدثه عن احلامي
وهذا الطفل الصغير الذي يسكنياني
لكنه رفض أن يستمع لي
فخنقته بمعلقة عسل أسود
ودفنته على أطراف مزبلة المدينة
إن الحرية والإنسان
توأمان أبديا
اما الهوية فهي الوجه الحقيقي للعبودية
ونسخة من نسخ الموت...
هناك امام عزلتي ووحدتي
جالسا على مقعدي القديم
أحاول إخاطة هذا القماش الكستنائي
ارتب هذه الخييطات الملونة
بعدما اضعت ابرتي
ونسيت ادوات الطرز في بلد العراء.
وعندما نجحت في احاكة جوارب سيدة غنية
كسبت احترام الفقراء
وعندما نجحت في احاكة جوارب سيدة فقيرة
كسبت سخط الأغنياء
تركت مفردات الفقر والغنى
ووضعت السخط والاحترام جانبا
ثم مارست الحب مع السيدتين معا..
ففي جواربي تركت هناك سحري
وبعض من قصص حبي..
منتظرا أن تنقشع الغيوم
ويتوقف تهاطل الثلج
الاغني أغنية الربيع
فالربيع ليس فصلي لأن كل ايامي خريف
ولأن براعمي لم تنمو بعد لتزهر في فصل الربيع
بين ثنايا قلبي
تقع مرارة كل هذا الوجود
ولأن الوجود اكبر مني
فهو يعرفني ويعرف اسراري
وفيه بدايتي ونهايتي
فيه رسوماتي وكتباتي..
فيه أنا والذي ليس أنا..
وفيه كلماتي واشعاري
فهو اخي وامي وابي..
وهو ماضي وحاضري ومستقبلي
فبين ثنايا قلبي
تقبع مرارة كل هذا الوجود.





















#عادل_امليلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطش المعرفي اي واقع في المحتمع العربي
- التنمية الترابية بالمغرب ملاحظات منهجية
- الأستاذ الجامعي بالمغرب، من الوظيفة التربوية إلى الممارسة ال ...
- هل يعاني المغرب من مأزق إجتماعي أم أزمة ضمير سياسي؟
- ما هو التنوير؟
- المرجة والحراث


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل امليلح - خواطر شعرية: بين ثنايا قلبي تقبع مرارة كل هذا الوجود