أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - لماذا البعض يكره الخنزير ؟














المزيد.....

لماذا البعض يكره الخنزير ؟


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 6576 - 2020 / 5 / 28 - 05:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يبدو هذا السؤال غريباً بعض الشيء أو غير ذا معنى عند البعض الآخر أو حتى غبياً


و لكن عند التدقيق في تفاصيل و حيثيات هذا السؤال سنجد بالفعل صورة نمطية ترسبت في الذهنية اليهودية الشرقية و من ثم وجدت صداها في أماكن أُخرى من الشرق الأوسط و العالم


( علاقة النص الديني بالصورة النمطية )


قد يعتقد البعض واهماً بأن النص الديني اليهودي هو السبب في الكراهية الشديدة لهذا الحيوان بسبب التحريم
و لكن على هذا البعض أن يعلم إن التحريم النصي اليهودي شمل عشرات الآلاف من الكائنات دون أن يكون هناك سبب وجيه لكراهيتها و نشر الشائعات حولها

فلماذا يختص الخنزير دون سواه بالكراهية ؟

القصة بأختصار تتعلق بالذاكرة الجمعية لليهود في إسرائيل و العالم ، فلليهود ذكرى سيئة جداً و أليمة مع هذا الحيوان دون أن يكون للخنزير نفسه دخل فيها

القصة تعود إلى سنة ٧٠ أو ٧١ أو ٧٢ م

في هذا التاريخ دخل الفيلق الروماني العاشر المظفر إلى أورشليم و لعن سلسفيلها و جعل عاليها واطئها و أعزة أهلها أذلة و دمر الهيكل ونهب المتاع و أستوطن الضياع

يومها حكم على اليهود وهم يتشتتون حول أصقاع العالم إلى حين بأن يشاهدوا رايات الفيلق الروماني العاشر ترفرف في قدس أقداسهم الذي صار اثراً بعد عين و كذا على أسوار مدينتهم التي غادروها بعيون باكية و قلوب منكسرة

و كانت راية الفيلق العاشر المظفر يومذاك
عبارة عن رأس خنزير بري

* الخنزير البري : رمز الشجاعة عند الرومان

أما الشعار هو
مثلث يتوسطه خنزير بري و تعلوه أحرف الفيلق
LEGXX
و هو إختصار لعبارة
Legio XX Valeria Victrix
اللاتينية
و التي تعني
الفيلق العاشر المظفر
و الفيلق العاشر تم تأسيسه سنة 25 م من قبل القائد اوكتافيان
و هو نفس الفيلق المقتحم لأورشليم

هذا الحدث لم يكن هيناً البتة
بل كان لابد من التعبير عنه بكل الرمزيات الممكنة لإستنهاض مشاعر الهوية و الإنتماء


(( شعار الفيلق الروماني في السردية اليهودية ))


قصة ترد في كتاب المكابيين الثاني في الفصل 6 و العدد 18
و المكابيين لمن لا يعلم كتاب عن سيرة بطل اليهود القومي يهوذا المكابي يقع في جزئين 1 و 2 دون أن يكون الثاني مكمل للأول بل سرد للقصة من مصدرين مختلفين

و ترد في هذا الكتاب بعض من تشنيعات انتيوكس بحق اليهود

حيث أجبر أحد كتبة اليهود الأبرار الذين بلغوا من العمر عتيا ، مئة إلا عشر أو يزيد و المدعو بأسم لعازر بأكل لحم الخنزير نكاية بشرع اليهود و استحقاراً لهم
فأبى أكل ذلك اللحم و القاه من فيه فقتله الرومان ضرباً
ثم يحكي في الفصل 7
عن عائلة يهودية قتلت تقطيعاً و طبخت لحومهم في قدور لأنهم رفضوا أكل الخنزير !

و في المكابين 1 الفصل 1 و العدد 50
يذكر عن جرائم الرومان بحق اليهود - حسب قول الكاتب -
وَيَبْتَنُوا مَذَابِحَ وَهَيَاكِلَ وَمَعَابِدَ لِلأَصْنَامِ وَيَذْبَحُوا الْخَنَازِيرَ وَالْحَيَوَانَاتِ النَّجِسَةَ

و لعل هذه الأحداث
الحقيقية منها و الأسطورية قد تم صياغتها لتعزيز مفاهيم القومية و الإنتماء الصميمي للأرض و التقاليد الموروثة و رفض الغزاة و ثقافتهم الهيلينية الدخيلة

فصارت الرمزيات في هذا الصدد تتعدى البشر لتصل إلى عالم الحيوان



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية 2
- تاريخ تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية
- الحجاب من بلاد ما بين النهرين إلى الجزيرة العربية
- العقوبات الجسدية في الأديان الإبراهيمية
- تطبيق النموذج السويسري في العراق
- المظاهرات الشبابية
- عبيد من نكون ؟
- ابواق الإخوان و مرسي
- صدفة خير من ألف ميعاد
- مجلس السمر
- أصول شرائع الأطعمة
- بين شاروكين الآكادي و موشيه العبراني
- الحيوان المفترى عليه
- خمر الجنة
- الحرية لعلوش جرمانة
- الأستاذ عزير ابن الله عليه الصلاة والسلام 2
- ردا على السيد فؤاد النمري المحترم
- ليس دفاعا عن عبد الصمد ولكن ..
- خواطر في طمطمانيات التوبة 30 - 3 ( الأخيرة )
- خواطر في طمطمانيات التوبة 30 - 2


المزيد.....




- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - لماذا البعض يكره الخنزير ؟