انفلونزا الخنازير وشراء الذمم

تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 6537 - 2020 / 4 / 14 - 21:22
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

-----------------------------------

عام 2004 أصدرت منظمة الصحة العالمية الخطوات اللازمة التي يجب على كل دولة تطبيقها في حالة الجائحة أو الوباء العالمي.

عام 2009 كانت هناك ضجة صحية في العالم بسبب وباء يدعى خطأً بانفلونزا الخنازير, التسمية العلمية
H1N1_subtyp
هذا النوع من الأنفلونزا يشابه نوع الأنفلونزا الأسبانية عام 1918 التي تعرف بأسم الحمى الأسبانية,
حيث كان عدد الضحايا بين عشرين وخمسين مليون أنسان.

بدأت انفلونزا الخنازير حسب المعلومات ب 2 مصاب في أميريكا بأماكن مختلفة, ثم أنتشر,
وأنتقل ألى المكسيك وأنتشر هناك أيضا والحكومة المكسيكية أعلنت عن وفاة 159 مواطن في الأسبوع الأول,
ولاحقا تراجعت الحكومة عن هذا الرقم للأسفل بكثيروقالت بأن عدد الوفيات 26 فقط.....هكذا قالت الأخبار حينها.
وطبعا بدأت منظمة الصحة العالمية بالتحذير وبلسان رئيستها آنذاك الدكتورة
Margaret Chan
بأنه وباء عالمي وخطر على الأنسانية.

ثم سمعنا بسرعة غير طبيعية عن وجود تلقيح أو تطعيم ضد هذا المرض,
وأسرعت الحكومات كالحكومة الألمانية بشراء أطنان من ذلك التطعيم.
وأيضا بسرعة غير طبيعية وصلنا الخبر بفضل صحفيين أبطال حقاً, بأنه يوجد نوعين من الدواء,
دواء لعامة الشعب المسكين الرخيص, ودواء بعدد محدود للطبقة الحاكمة المختارة الغنية النبيلة التي تستحق حياة أفضل,
أما بقية الشعب لا تملك تأهيل لحياة أفضل. دواء للشعب يحتوي على المادة الضارة
Pandemrix
التي تسبب أعراض خطرة وخصوصا للأطفال كالصداع وألم العضلات والشعور بالتعب المستمر.
ودواء للحكومة لا يحتوي على تلك المادة, ثم خرجت أنجيلا ميركل بكل سذاجة معلنة بأنها ستتناول من دواء الشعب.

الأمر لم يقف عند هذا الحد, حيث قامت الحكومة الألمانية بشراء أدوية فوراً بحوالي 600 مليون يورو,
ثم تبعتها فرنسا أو بريطانيا بشراء أدوية بحوالي 1,2 مليار يورو.
هذه المبالغ التي تم صرفها لم يرافقها جدول الأدوية, أي أسم الدواء والسعر وكمية الدواء.
ثم أتضح أن مرض انفلونزا الخنازير ليس بتلك الخطورة.

مع ذلك ملأ الخوف والأرتباك العالم وتم أتخاذ أجراءات كثيرة منها منع أستيراد لحم الخنزير من أميريكا والمكسيك,
في حين لم يتم أثبات أنتقال الفايروس من الخنزير الى الأنسان, بل لم يتم في المختبرات عزل الفايروس من الخنزير.

هنا يجب ذكر بعض الكلمات بما يخص المؤامرة.
للأسف طبيعة البشر تميل الى التسمية النهائية والحكم الأخير لكي ينتهي الموضوع, وهذا يعود الى طبيعة الدماغ,
فالدماغ يأخذ أي قضية ويقوم بتحليلها لغاية أن ينتهي من القضية لكي يستقر, الدماغ يميل للهدوء أو الأستقرار.
الحكم بأنها مؤامرة هو في الواقع قرار نهائي وحكم أخير, ومن بعده ينتهي الدماغ من التحليل فيهدء ويستقر
وكذلك من يقف ضد حكم المؤامرة, فهذا أيضا قرار أو حكم أخير, ومن بعده ينتهي الدماغ من التحليل فيهدء ويستقر أيضاً.
في الحالتين أرى جانب سلبي غير منصف.
حين تعطي حكم المؤامرة, هذا الحكم سيكون على مجموعة ليست قليلة من البشر,
أي أنك بالتأكد سوف تتهم البعض...من هم أبرياء...بالمشاركة الأجرامية
والعكس كذلك, حين تقف ضد فكرة المؤامرة تماما, فهذا سيكون أيضا حكم على مجموعة من البشر,
في هذه الحالة ستعطي براءة للبعض....من هو مذنب....بالمشاركة الأجرامية.

شخصيا أفضّل تعبير المصالح...أدارة مصنع الأدوية الفلاني تتخذ القرار الفلاني,
فتكون الأدارة هي المذنبة...ومن الممكن هنا أيضا يرفض أحد أعضاء الأدارة فيقتلوه
هنا تم فرض مصالح لا أكثر....لو قلنا عليها مؤامرة
ما ذنب العامل المسؤول على المولدة الكهربائية التي توفر الكهرباء للمصنع؟؟
ما ذنب عضو الأدارة الذي رفض وقتلوه وحشرناه أيضا في حكم المؤامرة؟؟
وأذا جزمنا وقلنا أنها ليست مؤامرة...سنعطي وثيقة براءة للجميع بما فيهم أعضاء الأدارة المجرمين.


معلومة أخرى تدعم تعبير المصالح بدل تعبير المؤامرة, وزير الدفاع السابق
Donald Rumsfeld
المعروف بدوره في مصائب كثيرة منها الحرب العراقية الأيرانية,
فقد كان صاحبنا هذا يملك صكوك مساهمة وفي نفس الوقت رئيس مجلس الرقابة للشركة التي أخترعت أو طورت الدواء
Tamiflu
المضاد لانفلونزا الخنازير, فمن الطبيعي يدعم فكرة جائحة انفلونزا الخنازير
ويحرّك الحكومة الأميريكية على شراء هذا الدواء ومن المحتمل, هو من قام بتوقيع الصفقة.

ثم جاء فحص شنيع من
British Medical Journal
و
Initiative Bureau of Investigative Journalism
وكانت نتيجة الفحص, بأن من كتب الخطوات الصادرة من منظمة الصحة العالمية عام 2004 التي ذكرتها في أول سطر من المقال,
كانو من المدفوع لهم من قبل شركات الأدوية الكبيرة,
على الأقل ثلاثة علماء, من الذين شاركوا بكتابة تلك الخطوات, كانو يستلمون مبالغ من الشركتين
GlaxoSmithKline
و
Roche
اللتان ينتجان نوعين من الأدوية
Relenza
و
Tamiflu
المضادة لمرض انفلونزا الخنازير. حصيلة هذه المصالح هي
أن شركات الأدوية الكبيرة حصلت على صفقات تجارية بمقدار 5,8 مليار يورو والدول جلست على أطنان من الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطرة.
وبعد فترة من الزمن يتم أهداء تلك الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطرة ألى دول العالم الثالث ويذكر في الأخبار بأنهم
قدّموا لنا مساعدات أنسانية بملايين الدولارات.

تحياتي ومودتي

تولام

#تولام_سيرف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات