جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 19:13
المحور:
الادب والفن
لقد اختل ميزان كل شئ … خرجت النجوم عن افلاكها ، والكلمات عن منطقها ، والأرض تدور في عكس اتجاهها … !!
والدنيا تتغير بلا توقف ولا رحمة … في اجواء خانقة يضيق فيها الأنسان بالحياة وتضيق به … ! وأعصابنا تنهار عصبا بعد عصب … وتقبض علينا الأحداث من أعناقنا ، فكل الأشياء تحولت إلى أضدادها … تخرق المعقول ، وتستفز اللامعقول … فالصمت لغة ، والكلام صمت ، والفعل … بلا فاعل ، والجريمة … بلا مجرم ! والسجين حر والحر سجين !
فلن اتعجب بعد اليوم لو رأيت أُناساً يسمعون بأعينهم ويرون بآذانهم ، أو ارى الثعلب وقد انتصب حارسا بين الدجاج … أو ان نظاما عالميا جديدا سيتشكل من الدول العظمى تقوده جيبوتي … ! فالحقيقة أفلتت منا تماما ووقعنا في التيه … !
فطوبى للذين يعيشون هذه الأيام بلا عقول ولا احاسيس أو بنصفهما ! ويا سعد من ينجو بنفسه من الجنون !
هل العقيدة إيمان راسخ في القلب والضمير أم حال طارئ يمكن استدعائه متى اقتضت ضرورة الإحساس الواهم بثقل الذنب ، وإخضاعه إلى حركة بيانية ربحية تصعد وتهبط حسب الزمان والمكان ؟! … فتذكُر الإيمان غير الإيمان نفسه ! وشتان بين الاثنين … !
هذا ما يفعله بعض المسلمين هذه الأيام من إظهار تدين مفاجئ منسي ومتكلف في واحدة من اكثر اماراة الضعف البشري نفاقا … ! تعلوا الأصوات بالتكبير ، وطلب الغفران والنجاة … على أنغام ربابة الشيوخ والأخوان من قوى الهدم والخراب … والمروجين لفكرة ان هذا الوباء ما هو الا ابتلاء سماوي ، وعلى الكل القبول به كدرس للتوبة والاستغفار والتضرع للعودة إلى الله … !
اصبح الكذب وجبات يومية متكررة علينا ان نتعود القبول بها كما يعتاد المريض على مرضه المزمن ، وعلينا تنفيذ وصايا الأموات المحنطة التي تستعمر عقولنا منذ مئات السنين ، وثرثرة وكلائهم من اصحاب الشعارات المتهرئة ، والألسن المبرمجة ولغتهم الصفراء … !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟