جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6522 - 2020 / 3 / 24 - 17:19
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
انها حرب كونية … لا معنى ولا شخصية لها !
الحقيقة السوداء التي تمتص رحيق الحياة وسحرها في رشفة واحدة … يبدو الوجود فيها متداخلا مع بعضه البعض ليظهر في سحنة جديدة غريبة متجهمة … تراكمت في سمائه سحب الهموم ، وأمطرت قلقا وكآبة وحزنا ، ويوشك العالم ان يذوب في المجهول … !
لو راينا فلما من أفلام الخيال العلمي قبل مجئ كورونا يصور لنا حياتنا كما هي الان لما صدقه احد ، واعتبره الجميع فلما من وحي خيال مؤلفه يسكنه الوهم والمبالغة فيه …
وعندما تتابع اخبار ماساة الناس الذين يلتهمهم الموت بشهية الحيوان الجشع المفترس ، ويتهيأ للزحف على البقية الباقية منهم لتبين لك مدى ضعف وخور العالم وركاكة حضارته المادية الخالية من دسم الانسانية … حتى يبدو وكأن إيمانك الراسخ في العلم آخذٌ في التداعي ، ويوشك على الانهيار … والخلل في حقيقته ليس في العلم بقدر ما هو في من يوجهه إلى طريق آخر !
فالانسان ما قبل كورونا كان كل تصوره ان عدوه الحقيقي هو الإنسان الاخر ، ولم يضع في حسبانه عدوا غيره … فجهز الجيوش والأسلحة واخترع احدثها وأكثرها فتكا وتدميرا ، ولم يمر خاطر واحد على بال احد بان يأتي يوم ، وتكون فيه هذه القوة مجرد قوة على ورق لا قيمة لها ولا وزن ولا فائدة أمام عدو جديد مطعم ضدها غير مبال بها … لا يليق بها الا ان تكون قوة لفرض حضر التجوال لا اكثر !
يواصل العلماء اليوم الليل بالنهار لاختراع سلاح يوقف هذا المعتدي الغاشم ، والاستعداد للقيام بهجوم مضاد لدحره في معاقله جميعاً … ومن جد وصل !!
أما قبائلنا العربية البدائية الخارجة من قمقم التاريخ ، والمتسولة على اعتاب العصر الحديث ، فليس لها ولا لكهانها مكان تحت الشمس ، فهم ليسوا سوى طابور خامس ساخر ، شامت … يبشر بموت الوجود الذي يشتهونه قريبا ، ويدعون الناس إلى الدعاء ولا شئ غير الدعاء … والتوبة !
سيصدح حتما نشيد الحياة ثانية في اعذب ألحانه ، وستتحول احزاننا لتبدو وكأنها احزان عالم آخر ، وسيندحر الظلام ويبتلعه النسيان … !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟