جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 14:52
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
عندما صور لنا الكاتب الأسباني سرڤانتس شخصية دون كيشوت التي استلها من وحي خياله وهو قابع في السجن … ضحكنا على هذه الشخصية الخرقاء الغارقة في اوهام الخيال ، والباحثة عن شئ لا وجود له الا في مخيلتها لمقاتلته وتحقيق حلمها في الفروسية ، ولم تجد أمامها الا طواحين الهواء لتبارزها … !
وهكذا فعل صاحبها … وافرغ رغبته المكبوتة في ان يكون فارسا من فرسان المائدة المستديرة في القرون الوسطى !
ولم نكن ندري ان القدر يرسم لنا اياما وليالياً اشبه بتلك التي كان دون كيشوت يقضيها محبوسا في منزله لا عمل عنده الا الأكل والشرب وقراءة روايات عن الفرسان ، وشجاعتهم الأسطورية … حالما محلقا في عالم الخيال اللامحدود … ومن ثم النوم !
واليوم نحن وكل سكان الأرض وكأننا نغلق على أنفسنا أرحام امهاتنا ملاذنا الآمن الأول والأخير … هربا من مخلوق مسخ لا تشعر به الا حين يقذف بك في العناية المركزة ، ويبدء وليمته في التهام جهازك التنفسي متلذذا في حفل شواء باربكيو barbecue في الهواء الطلق مصحوبا بتبادل انخاب النصر مع شركائه من الدونات من مافيا الكورونا !
تذكرت هذه الرواية وبطلها وربطتها بحال الدنيا اليوم ، وكيف ان هذا العالم الأحمر منه والأصفر والأسود والأبيض … الرأسمالي والشيوعي وما بينهما لا يقاتل شيئا حقيقيا اكثر من قتاله لطواحين الهواء … فأين الجيوش وأسلحتها الفتاكة من مخلوق اصغر من ان يرى حتى ؟
على الأقل قاتل دون كيشوت شيئأ ماديا أمامه ولو خرافيا … وماذا نحن مقاتلون ؟
أما نحن العرب فلا توجد عندي ذرة نور من امل في إصلاح أو ترميم حالنا لنلحق بأثر الركب البعيد … !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟