جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سقطت ورقة التوت ، وانكشفت كل العورات ، والبشرية اليوم أمام مفترق طرق اصبح فيه كورونا الخط الفاصل بين الصح والخطأ والزيف والحقيقة والوهم والواقع … وانكشف العرب ولا نظامهم الصحي المخزي أمام شعوبهم والعالم ، واظهر للدنيا مدى احتقارهم للحياة ، وكم هي رخيصة ولا قيمة لها في حساباتهم !
تجري كل البشرية مراجعة شاملة لكل اخطائها وغفلاتها وإسقاطاتها لتصحح المسير ! الا العرب لا شغل لهم سوى تلقيم البنادق وتزييت المدافع ، والواحد يقتل الآخر في حفل من الجنون قل نظيره في التاريخ ، والضحايا مئات الآلاف والمشردون بالملايين …
حتى كورونا الذي هز العالم وافسد مذاق الحياة لكل سكان الأرض فشل في وقف الاقتتال بين مجانين البلد الواحد … !
كل دول العالم استنفرت علمائها وأطبائها وكل كوادرها الطبية لمواجهة هذا الوباء العالمي ، ويساهم من يساهم في الجهود العلمية للوصول إلى حل لهذه المشكلة … والعرب يوصون بخلط بول البعير بالحليب وتناوله على الريق كعلاج لكورونا … !
اسرائيل دولة صغيرة في مساحتها ونفوسها لكنها عظيمة فعلا بعلمائها تسبق زمنها باشواط ، وتضع قدمها مع بقية الدول المتقدمة الرأس بالرأس على خط الشروع ، وتنافسها في السباق للوصول إلى لقاح ضد كورونا ، ولكل مجتهد نصيب !
أين نحن العرب من كل ذلك ؟ لسنا سوى :
أمة عابرة طارئة على الحياة … زيادة على الملاك ( شيش عوازه ) ، تصوم وتصلي وتنتظر النهاية !
لا مكان لنا في هذا العالم فقد فاتنا القطار ، وتجاوزنا الزمن وأصبحنا خرقا بالية لا تصلح الا لتنظيف المؤخرة … ! لا علماء لنا الا في الدين … يدعوننا إلى مواجهة كورونا بالدعاء والصلاة ولا غيرهما ، ويباركون للشيخ ترامب دعوته الشعب الأمريكي لتخصيص يوم للصلاة ، متصورين ان ترامب غبي مثلهم لا حيلة عنده الا الصلاة … ولا كأن علمائه يستميتون في العمل ليل نهار للوصول إلى علاج لكورونا !
اخيرا :
نحن عبيد مطيعين للقوة التي تسخرنا للاشئ … اكثر من عبوديتنا للقوة التي تسخرنا لاشياء … وهذا سر من اسرار تخلفنا !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟