جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 14:28
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
يواجه العالم اليوم عدو لم يسبق له ان واجه مثله من قبل ! عدو لايؤمن بالمفاوضات ولا بالمواثيق الدولية … لا ننتظر منه هدنة ولا صلح … أما هو او نحن لا حل وسط ! وسوف تبقى الالام ما بقي هذا المعتدي معربدا في متاهة الحياة ملوثا لهوائها … !
عدو غدار يستعمل أسلوب التضليل والاختباء فاعراضه الشريرة لا تظهر على المصاب ، يبدو وكأنه سليم معافى ولا علة فيه ، ولكنه ينقل العدوى إلى اجسام أخرى … أهمها اجساد الطواقم الطبية الضحية الأولى لهذا الوباء اللعين … !
نحن أمام عدو شرس … البس عالمنا ثوب الحداد والخوف والهلع ، رابض معاند يراوح على الحدود ينتظر أذنا بالدخول ! … وعند الاهمال في اتباع ما يلزم من احتياطات الوقاية سيدهمنا هذا الخطر الحقيقي ويتجرأ علينا ، ويصيب ضعيفي المناعة من كبار السن بالخصوص وعندها لات ساعة مندم !
لقد خلط هذا الكورونا كل الأوراق وقلب المفاهيم عاليها سافلها فمن كان لا يهتم بالنظافة أصبحت اليوم من أولى أولوياته ، ومن لا يهتم بالغذاء الصحي والرياضة أخذ يفضلها على اهم مشاغله واهتماماته … نتمنى ان تتحول إلى ثقافة عامة ودائمة … أما القبلة التي كانت تحية تقليدية ، وتعبير عن الحب والتقارب ، وحتى اثارة الغرائز حوّلها كورونا إلى تحية غير صحية وغير مستحبة ، ومؤجلة حتى إشعار آخر !
منذ اليوم الأول لعربدة هذا الفيروس في عالمنا ، والذي اطاح باوهام عريقة ودوخ رؤوساً يابسة متعجرفة ، وادخلنا في طور من القلق والضيق ، استقبله البعض بروح رياضية من المرح ، وتبادلْ النكتة بالنكتة كنوع من تخفيف الضغط ورفع المعنويات الهابطة أصلا … قد يكون هذا صحيحا بشرط ان لا ننحدر في طريق اللامبالاة ، ونهمل الضوابط الصحية ، وقليل من السخرية والمرح والنكتة قد تفيد ولا تضر … !
بعد ان ينكشف تجهم السماء وتشرق الشمس وتصفى الأجواء ، ونواري أيام كورونا السوداء التراب … اخشى ما اخشاه ان الآثار الاقتصادية لما بعد كورونا ستكون صعبة على البعض ، وقد تكون أضرارها اسوء من أيام كورونا ولا نستبعد ان يصل الضيق بالناس نتيجة البطالة والعوز والكساد إلى حصول صعوبات اقتصادية ومعيشية …
لكننا نتمنى في الوقت نفسه ان يتمكن العالم من امتصاص اثار مثل هذه الصدمة بأسرع وقت وبأقل الخسائر والأضرار ، وتجاوزها بشجاعة لكي تعود الأمور إلى طبيعتها قبل مجيئه ، وتصبح هذه المعاناة من الماضي وطي النسيان !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟