أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - الكذب … في ذكراه !














المزيد.....

الكذب … في ذكراه !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


مالنا نتأفف من الكذب ونعتبره وصمة او سُبة … الا ندري ان حياتنا كلها معفرة في الكذب من الرأس حتى اخمص القدم … كذب في كذب ! اخلاقنا معظمها كذب ، ولا تمت إلى الحقيقة في شئ ، وحتى البعض يقول بان الأديان كلها كذب في كذب ، وأيضا يقال بان الرجل يجب ان يكون كذوبا ، والا فانه سيبقى ماسخا لان الكذب كما يؤكدون ملح الرجولة ، والمرأة لا تستذوق الرجل الا إذا كان مملحا بالقليل منه !
على ان لا يزيد عن حده فينقلب ضده ، فيصبح مبتذلا من كثرة الاستعمال ، ويتحول صاحبه إلى مدمن كذب ، وعندها ستخيب في شفائه كافة الوصفات … !
الأديان يجيز بعضها الكذب كما الإسلام في ثلاث لاداعي إلى ذكرها ، وإلا تحول الأمر عندنا إلى موعظة دينية وهو ما لا نريد ! لونوه فمنه الأبيض والأسود والوردي ، وهو في حقيقته كذب واحد ، وأعطوه يوما ودونوه في سجلات التاريخ … يحتفون به كل عام ويتبادلون النوادر فيه ، ويقولون : ما اجمل الكذب في الربيع ! على الرغم من ارتباط هذه المناسبة بمذبحة مروعة دبرها الاسبان للمسلمين بعد تحريرها منهم ! والغريب ان الصدق لا أعياد سنوية له … !
ويا ليته انحصر في هذا اليوم وكفى المؤمنين شر الكذب ، ولكنه يشاطرنا الحياة ويجري معنا مجرى التنفس … فهو أزلي منذ انطلاقة اول شهيق في هذا الوجود ، وسيستمر إلى الأبد لان لا حياة اجمل بدونه … فهو المنقذ احيانا ، والمضحك احيانا أخرى شرط ان تتناوله باعتدال حبة بعد الأكل ، أو ملعقة قبل النوم … أما الإفراط فيه فقد يرديك مهالك الردى …
وهو احيانا ضروري قد يخلصك من مصير لا تتمناه لنفسك ، يعمل عمل التقية كانه توأمها ، وقد نتعلق به كأمل اخير في النجاة … !
في أيامنا هذه مثلا تتلوى الألسن هامسة بالكذب ليل نهار … الكل يكذب على الكل في دائرة مضحكة ! الحكومة تكذب ، السياسي يكذب ، رجل الدين يكذب ، الرجل العادي يكذب وخصوصا على زوجته ، المرأة تكذب ، وكأن السماء تمطر كذبا ! لهذا انتشر الظلم بين العباد والخيانة الزوجية بين الأزواج … وهكذا … وهكذا
يقولون أيضا إذا كنت كذوبا فكن ذكورا ، وإلا ستقع في المحظور … لهذا في أساليب التحقيق وكشف الحقائق يجبرون المتهم على اعادة إفادته عدة مرات حتى الجزع ، ويبحثون بين أسطرها عما قد يكون نسيه ، ولم يتذكره فيدمغونه في وجهه ، وتظهر الحقيقة عدوة الكذب اللدود … وينتصر الحق المظلوم دوما !
فالكذب قد يكون فنا كما الجنون … ! واحياناً يكذب المرء حتى على نفسه وهذا وارد كثيرا خاصة عندما يريد ان يوهم نفسه بامتلاك شئ يتمناه ولا يناله … يهيم متخيلا حلما عذبا يتصور فيه انه آدم في الجنة ، فيدفع بها إلى عالم ليس لها ، ولم يكن يوما مخصصا لالاعيبها فيقع ضحية اوهامه كما يقع الأعمى في الجب !
ويقول المثل ان للكذب حبل قصير واليكم الحكاية :
يروى أنه كان لتاجر غني من بغداد 10 خدام، وفي أحد الأيام تبين له أن أحدهم قد سرق منه كيساً فيه ألف دينار، أخذ التاجر يفكر كثيراً، ويبحث عن طريقة يكشف فيها السارق، وبعد تفكير عميق أعطى كل واحد من خدمه حبلاً طوله نصف متر، وقال لهم أن يحضروا إليه صبيحة اليوم التالي ومعهم حبلهم لأن السارق سوف يطول حبله 10 سنتيمترات. وفي صبيحة اليوم التالي حضر جميع الخدام، فنظر في حبل كل واحد منهم، فوجد أن جميع الحبال بنفس الطول كما أعطاهم إياها سابقاً ما عدا واحداً كان أقصر بعشر سنتيمترات ، فعرف أنه السارق .
انهي : لم يولد الأنسان الذي لم يكذب في حياته … ولن يولد !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا … مصيره الحتمي إلى زوال !
- كورونا … يطارد الخلق بهراوة الموت والفناء !!
- الدين … سلوك ، وليس عبادة فقط !
- كورونا والدوتشي ترامب … وجهان لبلوة واحدة !
- الإسلاميون … وعقدة الصدق والأمانة !
- هل يصلح العطار ما افسده كورونا ؟!
- ادولف كورونا … لا يمزح !
- كورونا … من زبانية جهنم !
- الشيوخ … فيروسات اشبه بكورونا !
- الأم … في ذكراها !
- إيطاليا تدخل مرحلة طب الحروب … !
- كورونا ليس فيروس الصدفة … !
- ما قبل كورونا ليس كما بعده … !
- دون كورونا … !
- عند الامتحان يكرم المرء أو يهان … !
- لماذا يُعطِّش بعض العرب حروفاً عربية بعينها … ؟
- العرب … إلى أين ؟!
- ذاب الثلج وظهر المرج … !
- نيرون يغني ، وروما تحترق … !!
- كورونا … خراب مستعجل !


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال الاسدي - الكذب … في ذكراه !