أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - «عدّاء الطائرة الورقية» ولأجلكِ، ألف مرّة أخرى..














المزيد.....

«عدّاء الطائرة الورقية» ولأجلكِ، ألف مرّة أخرى..


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


إلى من مضى عليه دهر ولم يذرف دمعة.
إلى من تكلّست مشاعره وتبلّدت أحاسيسه وأصبح قلبه كالجلمود.
إلى من يرغب أن تغتسل وجنتاه بالدموع..
أنصحه بقراءة «عدّاء الطائرة الورقية» للروائي الأفغاني خالد حسيني.

من المعروف في علم النفس، أن الشخص الضعيف، الجبان، الذي يتعرّض إلى موقف يكتنفه الذنب والعار والمذلّة والنَّدامة، يمكن أن يسعى بكل جوارحه لمحْوِ آثار ذلك الموقف، وكل ما يتعلق به. حتى لو كذِبَ واتَّهم أكثر الناس نبلاً وإنسانيةً وقرباً منه، وسبّب لهم الأذى والتشرّد وحتى الموت.. المهمّ أن يبعدوا عن ناظريه ويتخلّص من تذكّر عاره الذي يعذّبه ليلاً نهاراً. هذا ما أرادت قوله هذه الرواية العظيمة.
ما يلفت الانتباه في الرواية هو شخصية الأب. فهو يتمتع بكاريزما مهيبة ساحرة. شهم، صنديد، شجاع، عزيز النفس، ملحد عن ثقافة.. وكل هذه الصفات، لم يرثْها ابنه (أمير) بطل الرواية. لقد أبدع الكاتب في تصوير العوالم الداخلية لهذا الولد المهزوز، معرّجاً بين الحين والآخر إلى الظروف التي جعلت منه بهذه السلبية. على نقيض صديق عمره (حسان) هذا القدّيس النادر في خصاله، المعجون بالوفاء والتضحية، الذي يتمتع بالجرأة والقوة والمهارة والصدق.. هذه الصفات النبيلة كانت السبب في ابتعاد أمير عنه سنين طويلة، لكي ينجو من كلّ ما يذكّره بضعفه وجُبْنه ونذالته.
نَدَمُ (أمير) الشديد بقي يلاحقه وينهشه كلما تذكّر صديقه، بل شقيقه (حسان). بالرغم من هجرته إلى أمريكا وابتعاده آلاف الأميال عن أفغانستان لينسى، ولكن هيهات!. إلى أن يعقد العزم ويقرر العودة للتكفير عن ذنوبه مهما كانت الأثمان.. لتبدأ رحلة عذابه الجديدة والمريرة.
الرواية حافلة بالمواقف الإنسانية المؤثرة التي تفطر القلوب. تصوّر الفقر والبؤس والخراب في أفغانستان الجريحة من ويلات الحروب. ومن تعسّف حركة "طالبان" المتشدّدة، التي حوّلت الحياة إلى جحيم لا يطاق من خلال تطبيقها للشريعة الإسلامية "السمحاء". إليكم هذه العبارة التي وردت على لسان بطل الرواية لتُدركوا كم هي الحياة قاسية في أفغانستان: «في كابول، الماء الساخنة كالآباء، عُملة نادرة».

العيب الوحيد في قراءة الرواية هو أنها مترجمة من قِبل شخص (منار فياض). لا يتقن العربية بقواعدها جيداً؛ إذ إن العديد من العبارات ركيكة، ملوّثة بالأخطاء النحوية وحتى الإملائية. والكثير من الكلمات الأفغانية أوردها كما هي دون تعريب وكأنه يجهل معناها.. بالإضافة إلى بعض الكلمات التي تشير إلى مأكولات أو أسماء أدوات أو مناطق.. غير معروفة للقارئ، كان مفيداً لو شرح معناها في الهامش. ولعلَّ العيب الأكبر هو تداخل (حوار الشخصيات مع الوصف) إذ بعد أن تقرأ العبارة وتنتهي منها، لتعرف هل ما قرأته هو (سؤال أو جواب أو وصف).
ومع كل هذه الهنّات، تبقى هذه الرواية التي يمكن تصنيفها بأنها رومانسية بامتياز، إحدى أجمل الروايات التي قرأتها مؤخراً. وجعلتني في مفاصل عديدة منها، أمسح دموعي خِلسةً عن أهل بيتي، وأتشاغل بتدخين سيجارة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الكندرجي»
- «سجينة طهران»
- الوكْفُ والمِزْراب
- سكْسوكة
- المَهْزوز
- الحُبُّ في زمن «الكورونا»
- قراءة في رواية «الواجهة»
- كهف أفلاطون والديمقراطية السورية
- حبيبتي حزينة!
- يا للهول! إنهم يتناسخون!
- العُنْفُ حلٌّ أحياناً
- الشَّمس
- «الكباش» الروسي التركي إلى أين؟
- لكلّ حصان كبْوة!
- براءَةُ الخصام
- أُمْنِيّة استثنائيّة
- «الأُمّ»
- عزف منفرد
- مَنْسَف لحم
- في حَضْرَةِ الغياب


المزيد.....




- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضيا اسكندر - «عدّاء الطائرة الورقية» ولأجلكِ، ألف مرّة أخرى..