ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 14:52
المحور:
الادب والفن
تعرض هذه الأيام فرقة المسرح القومي باللاذقية مسرحية العائلة الحزينة، من تأليف برانسيلاف نوشيتش، وإعداد وإخراج مجد يونس أحمد. وتمثيل مجموعة من فنّاني المحافظة.
تبدأ حكاية المسرحية بوفاة تاجر كبير تجتمع على إثرها أفراد عائلته وكل من له علاقة قرابة في قصر المرحوم، بانتظار محامي الراحل الذي سيكشف من خلال الوصيّة عن الوريث لكل أملاكه.
وإلى أن يتم الإفراج عن الوصية، ترصد المسرحية انشغال أفراد العائلة وانحصار همّهم بالميراث وحصة كل منهم، وكيفية الحصول عليه. فتندلع الخلافات والصراعات بينهم بسبب الجشع ورغبة كل منهم بالاستحواذ على الميراث بمفرده. إلى أن تنتهي المسرحية بالكشف عن الوصية والتي خصّ بها المرحوم خادمة القصر. فيُصاب الجميع بخيبة الأمل والاكتئاب.
اعتمد المخرج على الكوميديا في هذا النص، ولكن بأسلوبٍ تهريجي هزلي مبالغ به؛ سواء بزعيق الممثلين، أو بحركاتهم الكاريكاتورية، أو بأزيائهم غير المقنعة.. أضاع بسببها البسمة والمتعة التي كان ينتظرها الجمهور.
إننا نقدّر الجهود المبذولة للمسرح القومي على مواظبته في تزيين خشبته بين الحين والآخر بأعمال مسرحية جادّة لإبقاء شعلة الفن المسرحي في حالة اتّقاد، رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
ولكن من المؤسف أن يجلد عشاق المسرح بهذه العرض المقيت. والأنكى من ذلك، أن ثمة فنانين في هذه "الهمروجة" لهم تجربتهم العريقة في المسرح، يهبطون إلى هذا الدرك من الأداء الفجّ والمنفّر. والذي جعل العديد ممّن حضروا المسرحية بالكاد أن يصبروا على مشاهدتها حتى النهاية. وفي دواخلهم نداء استغاثة (متى تنتهي هذه المهزلة؟).
على أمل أن تكون هذه «الفعلة» ما هي إلا كبوة!
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟