أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - جُرْأة غير مسبوقة!














المزيد.....

جُرْأة غير مسبوقة!


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 23:12
المحور: كتابات ساخرة
    


ظهيرة اليوم، وبينما كنت أنتظر "السرفيس" ليقلّني إلى مقصدي، وإذ بصبيّة جميلة بيدها «مايكرفون» وخلفها شاب يحمل كاميرا تلفزيونية، يتنقّلون بين المارّة والواقفين ويجرون معهم مقابلات. هذا يعتذر عن الإجابة. وهذه تتحدّث بحياء وبكلمات قليلة وتُسرع بالانصراف. وذاك يجيبها بما اكتنزه من عبارات تُرضي السلطان، حفظها عن ظهر قلب لكثرة ما شاهدها على شاشاتنا الوطنية. شعرتُ بفيضٍ من الأسى وأنا أراقب هؤلاء الناس الذين لم يتعوّدوا أن يبوحوا ما بدواخلهم بحرّيّة وشفافيّة منذ عقود. لحظات وتصل هذه الصبية إلى مكان وقوفي وتباغتني بسؤال بعد أن رسمت بسمة مصطنعة على وجهها:
- يعطيك العافية، كما ترى في هذه الأيام ثمة انقلاب في فصول السنة، وسؤالي هل يؤثّر على نفسيتك قدوم الخريف؟
أجبتها دون تردّد محاولاً أن أخلّص لهجتي وكلماتي من آثار الحزن التي تملّكتني:
- من المعروف يا سيدتي، أن الحالة النفسية للمرء تتعلق بالوضع الاقتصادي السياسي الاجتماعي.. وكما ترَين، البلاد تعيش كارثة إنسانية فظيعة؛ حرب، فقر، بطالة، فساد مستشري بشكل مرعب، فلتان عجيب نتيجة غياب القانون، ظلم، قمع، تهميش.. فكيف ستكون نفسية المواطن برأيك يا عزيزتي، سواء بفصل الخريف أو في غيره من الفصول؟!
فما كان منها إلا وأسدلت (المايك) وقالت لي وهي تتأمّلني بابتسامٍ حائر:
- هذه أول مرة أسمع فيها إجابة غير تقليدية، وأَعِدُك، بالرغم من قسوتها وجسارتها، أن أبذل قصارى جهدي لعرضها دون حذف أية كلمة..
----------
هامش: بعد كل هذا الخراب الذي اجتاح سورية، اعتبرت المذيعة بأن قولي فيه جسارة ما بعدها جسارة، لمجرّد أنني ذكرت عدة كلمات (قمع، تهميش..).
يا لهول ما ذكرت!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفي والمسؤول
- القلم
- بين الفكر والسّلوك
- الملعبُ البلديّ والسُّلُّمُ الخشبيّ
- أوّلُ أجرٍ أتقاضاه
- فأر الحقل
- مع عدم الموافقة!
- خطاب رسمي
- من ذكريات «الزمن الجميل!»
- روسيا وتركيا و«الكباش» المعلن والمخفي
- أوَّلُ مهمّةٍ حزبيّة
- هل روسيا «الأمّ الرؤوم» لأصدقائها؟
- سورية إلى أين؟!
- هل الحلفاء أخوة؟!
- «القرضاوي» والمسيحية
- مرةً أخرى عن العلمانية
- ذَكَرُ العجل
- دوامُ الحال، من المُحال..
- المنشور
- جاري والدكتورة


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - جُرْأة غير مسبوقة!