ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 22:52
المحور:
الادب والفن
قالوا لها بشماتة:
«أمنيتك الأخيرة يا "مناضلة" قبل أن نلفَّ الحبلَ على عنقك؟»
اختلجتْ أهدابُها في انفعالٍ وحيرة
وأشارت برأسها وعينيها إلى رضيعِها في حضن أخته.
فَكّوا وثاقَها
جلستْ على درج منصّة الإعدام.
واندسَّ الطفلُ في حضنها.
انسدلتْ خصلاتٌ من شعرها الأشعث، ودمعتان على وجه الطفل الباحث عن صدر أمّه بلهفة.
أخرجتْ ثديَها فوثب حليبه على الوجه الجائع قبل أن يلتقمه.
والأمُّ تبتسم مغمضةَ العينين.
بعد دقيقتين، أمَرَ السَّيّافُ إبعادَه.
تلمَّظَ الطفل بقايا الحليب بلسانه.
عادتِ الأمُّ إلى المنصّة وابتسامةٌ سعيدةٌ تمرح على شفتيها.
كان القائد يتابع المشهدَ من شرفته. صرخ بالعسس وقد أبرق في عينيه فزعٌ خاطف:
«هيه، حذارِ! راقِبوا هذا الطفل حينما يكبر!»
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟