أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - كاظم ناصر - فيروس كورونا أجج الصراع الأمريكي الصيني على زعامة العالم














المزيد.....

فيروس كورونا أجج الصراع الأمريكي الصيني على زعامة العالم


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 10:07
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


من المتوقع أن يذكر التاريخ أن وباء كورونا الذي أرعب شعوب العالم، وأشعرها بضعفها وهشاشة وجودها وعدم استعدادها لمواجهة الكوارث الطبيعية، قد ساهم إلى حد كبير في إيجاد حقائق اقتصادية وسياسية واجتماعية وأخلاقية جديدة، وأدى إلى تغيير موازين القوى الدولية، وإلى تراجع مكانة الغرب ودور الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة، ومهد الطريق للصين لتصبح القوة الأعظم في العالم.
فيروس كورونا كشف جوانب ضعف الولايات المتحدة الأمريكية السياسية والعلمية والصناعية والأخلاقية، ومهد الطريق أمام الصين للقفز إلى الصدارة؛ فبناء على المعطيات التي أظهرها، وبالمقارنة بين الدولتين الصين وأمريكا، اتضح للعالم أن الصين الدولة التي يبلغ عدد سكانها مليارا وثلاثمائة مليون إنسان صنعت ما يشبه المعجزة خلال الثلاثين عاما الماضية؛ فقد نجحت نجاحا هائلا في بناء الإنسان، وتطوير الاقتصاد والتعليم والبحث العلمي والصحة والصناعة والزراعة والبنية التحتية، وتحولت من دولة فقيرة كان انتاجها المحلي الإجمالي 268,327 مليار" 268,327000,000" في عام 1980، إلى دولة صناعية حديثة قفز إنتاجها المحلي الإجمالي في عام 2020 إلى" 17,100,063,000,000,"تريليون دولار، واصبح اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الاقتصاد الأمريكي، ومنتجاتها التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، وتقنيها وصناعاتها المتطورة تملؤ أسواق مدن وبلدات العالم، وشركاتها تعمل مع القطاعين العام والخاص وتساهم في تطوير الصناعة والزراعة والعلوم في عدد كبير من الدول، ونجحت في محاصرة وباء كورونا، ومدت يد العون بإرسال أدوية وفرق طبية إلى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والإفريقية، وعرضت المساعدة على الولايات المتحدة، وتحدت الحصار الأمريكي وأرسلت مساعدات طبية عاجلة لإيران، وأعلنت عن استعدادها لمساعدة دول العالم في الحرب على الوباء، ونالت مباركة وإعجاب شعوب العالم على موقفها الإنساني الأخلاقي.
ومقارنة مع الصين فإن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن الكثير من التزاماتها الدولية، وفقدت مصداقيتها كحامية للديموقراطية وأصبحت من حماة دول الطغيان والاستبداد في العالم العربي وغيره من بقاع العالم، وقتلت ملايين الأبرياء، وخسرت تريليونات الدولارات في حروف فاشلة في مناطق مختلفة، وساءت علاقاتها مع حلفائها الأوروبيين والعديد من الدول الفاعلة في الساحة الدولية، وزاد الطين بلة، خاصة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي يبذل قصارى جهده لابتزاز دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية، وأثار التفرقة العنصرية في الداخل الأمريكي، ورفع شعار" أمريكا أولا " الذي يزدريه ويرفضه العالم ويعتبره تعديا على حقوق ومصالح الشعوب الأخرى، وفقد مصداقيته كقائد لدولة عظمى، وفشلت إدارته في التعامل مع وباء كورونا الذي كشف أن بلاده تعاني من تراجع في الصناعة والعناية الصحية والبحث العلمي، وعاجزة عن إيجاد علاج له ووقف انتشاره، ومستشفياتها لا تملك ما يكفي من اللوازم الطبية الأساسية والتقنية لفحص المواطنين وعلاجهم. والآن تحاصر إدارته إيران وتحرم شعبها حتى من الأدوية والمعدات الطبية الضرورية لعلاج كورونا، وأخيرا وليس آخرا حاولت الصاق فيروس كورونا بالصين في محاولة لتشويه سمعتها ومصداقيتها الدولية وما تقوم به من جهود تشكر عليها في مساعدة دول العالم في التصدي للوباء.
ترامب الذي يصر على منح كورونا الجنسية الصينية، وحاول جاهدا هو وإدارته تشويه سمعة الصين، واستخف بأخطار الوباء بعد اكتشافه، اضطر صاغرا أن يتصل تلفونيا بالرئيس الصيني لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات، والاستفادة من الإجراءات التي اتخذتها الصين لمحاصة الفيروس ومنع انتشاره.
كورونا عمق الصراع الدائر بين الصين وأمريكا على زعامة العالم؛ الدولة التي تريد ان تتزعم العالم يجب أن تكون قدوة بحداثتها وعدالتها وممارساتها الأخلاقية وحرصها على أمن ومصالح الشعوب؛ أمريكا لم تفعل ذلك، خاصة تحت إدارة ترامب الذي تنقصه الخبرة السياسية، ويعامل دول العالم بعقلية التاجر الذي لا يهمه إلا الكسب المادي؛ والصين ليست دولة ملائكية، ولها نقاط ضعفها وقوتها وأهدافها؛ لكن ما حققته من تقدم هائل خلال الثلاثين عاما الماضية، وما تقدمه من مساعدات للدول الفقيرة، ووقوفها إلى جانب دول العالم في محاربة كورونا أكسبها المزيد من المصداقية العالمية، وسيساعدها ذلك في تحقيق هدفها لتصبح دولة عظمى في مرحلة ما بعد كورونا، وقد تعمل هي والهند معا لنقل مصادر القوة من أمريكا وأوروبا إلى أسيا!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وما ...
- العالم العربي بعد كورونا!
- فيروس كورونا كشف تراجع أمريكا علميّا وسياسيا وأخلاقيّا وفضح ...
- نجاح المقاومة الجماهيرية المنظمة للاستيطان الصهيوني... جبل ا ...
- أردوغان وقضية اللاجئين والعلاقات التركية الأوروبية
- حكّام السلام الزائف والتطبيع والاستسلام العرب وفوز نتنياهو ف ...
- المرشح الرئاسي الأمريكي السناتور بيرني ساندرز واللوبي الصهيو ...
- دونالد ترامب ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ... - وافق شنّ ...
- الرفض الشعبي العربي لثقافة الهزيمة
- خطاب الرئيس عباس أمام مجلس الأمن لم يأت بجديد ولن يغير شيئا
- عنصريّة عربيّة – عربيّة وأكاذيب رسميّة عن الأخوّة والمساواة!
- -مؤامرة القرن-... هذا ما أوصلنا إليه أوسلو والانقسام
- الصهاينة يخططون لاحتلال الأردن لكن الشعب العربي الأردني سيقل ...
- أين الشعب العربي؟
- شيوخ سلاطيننا ..... مواعظ عن الدنيا الزائلة والجنة والنار وت ...
- نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونن ...
- إيران عدوة لإسرائيل وأمريكا، إذا فهي صديقتنا وفي خندق شعبنا ...
- ترامب يزداد عدوانية وابتزازا لنا ومعظم حكامنا يقيمون في بيت ...
- زيارة بوتين لدمشق
- العالم العربي وعام 2020 ومقتل قاسم سليماني


المزيد.....




- اكتشف العجائب السرية المخفية تحت الأرض في تركيا
- -حرب صامتة- بين إيران وإسرائيل.. 800 هجوم و-القبة- تعمل بنشا ...
- شاهد: رفح على حافة كارثة صحية.. ظروف إنسانية مزرية وانتشار ل ...
- بمعدل سنوي.. التضخم في تركيا يرتفع إلى 69.8 بالمئة
- عائلة مثليّ بريطاني تتهم السلطات القطرية باستدراجه عبر تطبيق ...
- تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة مسالمة برعت في العم ...
- جندي أوكراني يتمرد ويحتجز اثنين من زملائه وأطباء رهائن في خي ...
- فرنسا.. وقفة تضامنية مع فلسطين أمام جامعة السوربون
- الإمارات.. المركز الوطني للأرصاد يوضح حالة الطقس في البلاد
- -فاينانشال تايمز-: مجموعة الـ 7 توقفت عن مناقشة مصادرة الأصو ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - كاظم ناصر - فيروس كورونا أجج الصراع الأمريكي الصيني على زعامة العالم