أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - كاظم ناصر - لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وماذا ستكون تبعات هذا النجاح؟














المزيد.....

لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وماذا ستكون تبعات هذا النجاح؟


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 25 - 10:41
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا من الدول الصناعية الكبرى الأكثر تطورا، التي كان العالم يلجأ إليها طلبا للمساعدة في أوقات الشدة والكوارث الطبيعية والأزمات الدولية ويستفيد من دعمها المالي والعلمي والتقني، فشلت في تطويق انتشار فيروس كورونا، وأظهرت حالة من الضعف والعجز كانت بمثابة صدمة لشعوبها وشعوب العالم؛ فحتى أمريكا التي كانت حتى وقت قريب تعتبر القوة الأعظم الحامية للعالم الغربي، فشلت في احتواء الوباء، وتعاملت معه بطريقة مشابهة لتلك التي تعاملت معه بها دول العالم الثالث الفقيرة! بينما نجحت الصين بتطويق المرض والحد من انتشاره، وتقوم حاليا بمساعدة الدول الأوروبية وغيرها للسيطرة عليه.
فما هو السر في نجاح الصين وفشل أمريكا وأوروبا في مواجهة هذا الوباء العالمي؟ هناك العديد من العوامل الهامة التي أدت إلى ذلك من أهمها أن الصين تعتمد على نفسها وعلى اكتفائها الذاتي، حيث إنها تمكنت من اكتشاف خطورة الفيروس مبكرا، وأقدمت على أكبر عملية طبية في تاريخ البشرية؛ فقد انتفضت وفرضت حجرا صحيا على منطقة " هوني " التي يقطنها 60 مليون نسمة، وخاصة مدينة "ووهان" مركز الفيروس البالغ عدد سكانها 11 مليون، وامتد الحجر الصحي وشمل مدنها بدرجات متفاوتة، وعملت بسرعة على استدعاء وتوجيه جميع الفرق الطبية المتخصصة في الأوبئة والإسعاف من جميع أنحاء البلاد إلى "هوني " وبصورة خاصة إلى مدينة "ووهان"، وبنت 16مستشفى، كان أحدها عملاقا تم تشييده في عشرة أيام، واستخدمتها للفصل بين مرضى الفيروس والمرضى العاديين.
وفي الوقت ذاته كانت الدواة حريصة على وحدة البلاد، واعتمدت على نفسها في التقنية والمعدات الطبية والأدوية، فهي أكبر منتج في العالم للكمادات والقفازات الطبية، والأدوية، والمعدات الطبية باختلاف أنواعها، والتقنية الطبية الخاصة بالتنفس التي لا غنى عنها في غرف العناية الحثيثة وتعتبر أساسية في علاج المصابين بكرونا، أضف إلى ذلك كون إدارة الدولة الصينية قائمة على مركزية صنع القرار ووحدته، حيث ان قيادات الحزب الشيوعي العليا تتخذ القرار ويعمم ويطبق في كافة أرجاء البلاد، أو في مناطق معينة بسرعة دون الرجوع إلى إجراءات بيروقراطية تؤخر أو تعرقل تنفيذه كما يحدث في الدول الديموقراطية، وكذلك وعي الشعب الصيني وتعاونه، وتطبيقه للقرارات التي اتخذتها الدولة في محاربة الفيروس.
وبالمقارنة بما قامت به الصين فإن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية فشلت في إيقاف انتشار الفيروس حتى الآن لأسباب عديدة من أهمها غياب مركزية ووحدة اتخاذ القرار والممارسات البيروقراطية في قبوله والعمل به، وعدم إعطائها الأهمية اللازمة للوباء في البداية، وتلكؤها وفشلها في التضامن والتعاون والاتفاق على تنسيق جهودها في مواجهته. لكن المفاجأة الكبرى التي أدهشت مواطنيها ودول وشعوب العالم ظهرت جلية في النقص الحاد في كوادرها الطبية، وعدم توفر أجهزة التنفس والأجهزة الأخرى التي تستخدم في التشخيص والعلاج ، والنقص الهائل في الكمامات والقفازات الطبية والملابس الواقية، والفشل في إيجاد دواء فعال، وعجز المستشفيات عن استيعاب أعداد المصابين المتزايدة، مما أرغم الرئيس الأمريكي وقادة إيطاليا وألمانيا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها على اتخاذ إجراءات للحد من التجول وتعطيل الحياة العامة والإنتاج، وكان من الممكن تجنب ذلك لو أنهم تحركوا في الوقت المناسب لمنع حدوث هذه الكارثة.
هذا الانفجار المتسارع في أعداد المصابين في أمريكا وأوروبا، والنقص الحاد سواء في المعدات الطبية أو المستوى المهني لمحاصرة الفيروس، ترك الأمريكيين والأوروبيين في حيرة من أمرهم ويتساءلون: هل وصل العجز بنا أننا لا نستطيع صنع كمامات طبية بالقدر الكافي لمواجهة هذا الظرف؟ وأرغم الدول الأوروبية على طرق باب الصين وغيرها للحصول على معدات ودعم طبي، واستجابت الصين وروسيا وكوبا بتقديم أدوية ولوازم ومهارات طبية لإيطاليا واسبانيا وفرنسا، وانطلق قطار يحمل مساعدات طبية من الصين إلى أوروبا، وأعلن الرئيس الصيني " شي جين بينغ " أن مصير البشرية جميعا مشترك، مؤكدا أنه لا يمكن التغلب على هذا التحدي إلا بالتضامن بين دول العالم، وقال إن الصين مستعدة للتعاون ومساعدة أوروبا وأمريكا ودول العالم لاحتواء الفيروس، مما يعني أنه ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية ينظر العالم إلى الصين طلبا للمساعدة، ولا يوجه أنظاره إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وهو تعبير عميق يشير الى مرحلة جديدة من العلاقات الدولية.
وباء كورونا كشف هشاشة المنظومة الدولية بقيادة أمريكا، ومن المتوقع أن تكون له تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة تغير مفهوم التضامن الدولي، وتؤسس لتغيير النظام العالمي من عالم آحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب تكون فيه الصين أكبر قوة اقتصادية وأحد أقطابه، وربما قطبه الأعظم، ويتراجع دور الولايات المتحدة والغرب في الهيمنة على سياسة واقتصاد العالم.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي بعد كورونا!
- فيروس كورونا كشف تراجع أمريكا علميّا وسياسيا وأخلاقيّا وفضح ...
- نجاح المقاومة الجماهيرية المنظمة للاستيطان الصهيوني... جبل ا ...
- أردوغان وقضية اللاجئين والعلاقات التركية الأوروبية
- حكّام السلام الزائف والتطبيع والاستسلام العرب وفوز نتنياهو ف ...
- المرشح الرئاسي الأمريكي السناتور بيرني ساندرز واللوبي الصهيو ...
- دونالد ترامب ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ... - وافق شنّ ...
- الرفض الشعبي العربي لثقافة الهزيمة
- خطاب الرئيس عباس أمام مجلس الأمن لم يأت بجديد ولن يغير شيئا
- عنصريّة عربيّة – عربيّة وأكاذيب رسميّة عن الأخوّة والمساواة!
- -مؤامرة القرن-... هذا ما أوصلنا إليه أوسلو والانقسام
- الصهاينة يخططون لاحتلال الأردن لكن الشعب العربي الأردني سيقل ...
- أين الشعب العربي؟
- شيوخ سلاطيننا ..... مواعظ عن الدنيا الزائلة والجنة والنار وت ...
- نحن العرب أعداء أنفسنا ... ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ونن ...
- إيران عدوة لإسرائيل وأمريكا، إذا فهي صديقتنا وفي خندق شعبنا ...
- ترامب يزداد عدوانية وابتزازا لنا ومعظم حكامنا يقيمون في بيت ...
- زيارة بوتين لدمشق
- العالم العربي وعام 2020 ومقتل قاسم سليماني
- التعاون العسكري الروسي الصيني الإيراني ضد الهيمنة الأمريكية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - كاظم ناصر - لماذا نجحت الصين وفشلت أمريكا وأروبا في الحرب على كورونا وماذا ستكون تبعات هذا النجاح؟