أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: بقية الفصل الثالث عشر















المزيد.....

حديث عن عائشة: بقية الفصل الثالث عشر


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


3
خمسة أيام مضت على وجود سارة وابنتها في الزبداني، عندما مثلَ صالح فجأةً بين يدي السيدة أديبة. كانت جالسة لوحدها في الترّاس، لما تناهى لسمعها صوتُ السيارة نفسها، التي سبقَ وتعهّدت حمل الضيفتين إلى منزلها. قال لها السائقُ، محاولاً مراعاة مشاعرها ما أمكن: " رابعة ليست على ما يرام، وقد ارتأى الحاج أن تكون أمها وشقيقتها إلى جانبها ". لكن المرأة العجوز أصابها الذعر، فهبت واقفة لتتساءل بصوت مرتعش: " هل جرى لحفيدتي حادثٌ؟ "
" لا، صدقيني ليسَ الأمر كذلك "، أجابَ صالح ثم ما لبث أن أوضحَ رغماً عن رغبته: " سأخبرك بحقيقة حالتها، مع أن الحاج أوصاني بالكتمان. رابعة اعترضت على رغبة شقيقها سلو بتزويجها لشاب أجيرٍ، يعمل عنده في مشغل النول. لما ضغطوا عليها في هذا السبيل، لزمت حجرتها لا تبارحها وامتنعت عن تناول الطعام "
" آه، يا لغزالتي المسكينة بين براثن الذئاب.. أقصد سلو وامرأته، بالطبع! "، هتفت الجدة وهيَ تعود إلى مكانها على الأريكة. ثم رفعت إصبعها، وكأنما المعنيان أمامها، لتقول مهددةً: " الويل لكما لو حصل مكروهٌ للصغيرة، لأنني سأجعلكما تدفعان الثمن غالياً جداً "
" لن يحصل لها شيء، اطمئني بالاً يا حاجة "، أوقف الضيفُ تدفقَ المرأة العجوز المتأثرة. كي يغيّر الموضوعَ، ما عتمَ أن سألها عن سارة وعيشو. فأخبرته أنهما في سوق البلدة، تشتريان حاجات الغداء. لاحظ صالح عند ذلك بلهجة رصينة، وكان ما زال يأمل بتهدئة الجدة: " يا للزمن كيف تغيّرَ، بحيث تضطرين لشراء الخضار واللحوم من السوق بعدما كانت حقولك وحظائرك تكفي لإطعام عشيرة "
" بلى يا ولدي، سوء الحظ لازمني نتيجة ثقتي بالرجال غير الأوفياء ". علّقَ الضيفُ بسعلة خفيفة، هوَ المُعرّف بالحارة كزير نساء: " أحم..! ". ثم تابع نظرات مضيفته، المتجهة إلى أغوار الوادي؛ وكان يشقه في تلك اللحظة قطارٌ قادم من العاصمة، محملاً بالمزيد من المصطافين.

***
لم يكن في وسع السيدة أديبة مقاومة القلق، ما دفعها لمرافقة المرأتين إلى المدينة. كانت هذه المرة الأولى، تغادر فيها الزبداني بعد عودتها إليها في عام انتهاء الحرب العظمى. مضت ستة أعوام على ذلك، وعليها كان أن تلقي نظراتها عبرَ نافذة السيارة كي تلحظ ما طرأ من تطور على الشام؛ بالأخص، مع سيطرة الفرنسيين على البلاد. قالت معلقة على ما تراه: " أينَ رقيّ الأوروبيين المزعوم، الذي وعدونا به يوم احتلوا سورية، وكل ما تبصره عيني ليسَ سوى عمائر عثمانية؟ "
" صبراً يا حاجة، فإن وجودهم هنا لم يتجاوز الأربعة أعوام. بينما الأتراك مكثوا أربعة قرون، لا ردهم الله! "، عقّبَ عليها صالح وكان من المتحمسين للدعاية الفرنسية. عيشو، وكانت معتادة على التبسط معه منذ صغرها، ضربت يدها على كتفه قائلة وهيَ تضحك: " لو أن خلّو قطعَ علينا الطريق الآنَ، سأنقل له كلامك كي يسلمك لجماعته الثوار "
" أيّ ثوار، بالله عليكِ؟ إنهم مجرد قطاع طرق، ولعل خلّو الوحيد بينهم من يستحق صفة الثائر "، رد صالح بنبرة مماثلة. عند ذلك احتدم الجدل بينه وبين قريبته، حتى لحظة وصول السيارة إلى مدخل الزقاق. وكانت سارة ملتزمة الصمت طوال الطريق، وذلك لما عانته من قلق على ابنتها الصغيرة. هُرعت حالما دلفت من العربة إلى حث الخطى باتجاه المنزل، غافلةً عن شكر صالح لما تجشمه من جهد. وقد نابت عيشو عن والدتها في شكر الرجل، وما لبثت أن سارت وهيَ تسند الجدة من تحت إبطها.
" لقد دمروا حياتي، أماه.. كتبوا كتابي دونَ أن يهتموا برأيي "، قالتها رابعة فورَ دخول الأم إلى الحجرة. وما أسرعَ صوتها أن اختنق، لتغرق مجدداً في عبراتها. حاولت أمها تهدئتها، بالقول: " الكتاب باطلٌ، لأن الشريعة الإسلامية تشترط موافقة المعنية به ". ثم تابعت: " الآن عليكِ تناول الطعام والشراب، لتستعيدي قواك. دعي الموضوع عليّ وعلى شقيقتك عيشو، كذلك سأحمل موسي على الوقوف معنا بوجه تلك الأفعى. أما الطرطور سلو، فإن لي حساباً معه فيما بعد ".
وكانت سارة قد انتبهت لالتزام الحاج حجرته، وكيفَ لم يخرج منها برغم سماعه جلبة وصولهم. قدّرت عندئذٍ أنه لا يرغب بمواجهتها، كونه على الأرجح يلوم نفسه على الرضوخ لإرادة سلو: كانت خبيرة بطبع رجلها بعد عقود مديدة من العشرة، وأنه يُضحي ضحيةَ تأنيب الذات جراء قرار اتخذه عن طريق الخطأ أو لمجرد العناد. ولطالما عانى على خلفية مقاطعته لقريبه، عليكي آغا الصغير، وحمّل نفسه وزرَ رحيل الرجل إلى الوطن ومن ثم وفاته في الوباء مع معظم أفراد أسرته. كذلك الأمر في موضوع زواج شقيقته الراحلة، زَري، الذي صارَ وبالاً على حياتها.

4
في الأيام التالية، هدأ خاطرُ رابعة وخرجت من حجرتها إلى مشاغل المنزل. لكن طمأنينتها، كانت أشبه بخروف العيد، الذي يُسمّن إلى حين وقت التضحية به. هذا حصل سريعاً، فلم ينقضِ الصيف إلا وكانت تجلس على الأسكي بجانب برو؛ عريسين، تلفهما مظاهر البهجة برفقة الموسيقى والطرب والرقص. لقد قبلت بنصيبها مرغمة، كونها بالأساس مُحبطة من الحبيب: توقعت من بَدو أن يطرق بابَ البيت كي يطلب يدها، غير عالمة بما كان من تدبير امرأة شقيقها. لكن النساء الثلاثة، المشكلات حصنها العائليّ، أيقظنها في حينه من حلم اليقظة، ليفهمنها أن من المحال أن يحصل ذلك لفتاة قد كتب الشيخ كتابها على رجل آخر.
صار كل شيء في العالم قاتماً في عينيّ رابعة، ثم انتقل السواد إلى قلبها. منذئذٍ أضحت إنسانة أخرى، شرسة وعدوانية وأنانية. أول من امتُحن بأخلاقها الجديدة، هم أفراد أسرة الزوج، الذين عاشت في كنفهم بعدَ العرس مباشرةً. فما مضى نحو الشهر، حتى عادت وحيدةً إلى دار والديها. عند ذلك ارتأى الحاج حسن أن تقيم ابنته وصهره في حجرة من منزل المرحومة زَري، ولو بشكل مؤقت. لكن إقامتهما امتدت في ذلك المنزل، وهناك رزقا بابنة. وكانت البنت صورة عن الأم، بشعرها المائل للون الأرجوان وقسماتها الفاتنة. هذه، كانت بالنسبة لرابعة أول طاقة أمل تفتح على الحياة عقبَ زواجها برجل لن تحبه أبداً. فلم يكن بلا مغزى، أن تُطلق على الابنة اسمَ " حياة ". بدَوره، سيرزق بَدو في العام التالي بابنةٍ ذات جمال نادر، وكان ذلك عقبَ زواجه من فتاة من ريف القلمون؛ ثمة، أين خدمَ في مخفر للدرك.

***
الزوج برو، أمل من ناحيته أن تنشغل امرأته بابنتهما، فتخفف من ثقل تحاملها عليه. بطيبته وبساطة خلقه، كان يستوعب اندفاع رابعة لافتعال المشاكل عند كل سانحة. ما هوّن عليه نوعاً، وجود الحاج حسن إلى جانبه. هذا، دأب على القول لصهره، محاولاً إيجادَ عذرٍ للابنة الجامحة العواطف: " لقد تزوجتها وهيَ طفلةٌ بعدُ، لكن الزمن كفيلٌ بتهدئتها بالأخص بعدما صارت أماً ". قبلاً، فاتحَ برو معلّمه في ذات الشأن. بيد أن سلو لم يَزِد عن التعليق مع قهقهة متهكّمة: " لا تقل لي، أنها تضربك أيضاً! ". بقيَ في نظره مجرد أجير، ولم يفِ بوعده له أن يعلمه أسرار الصنعة كي يغدو معلماً في المستقبل. امرأة سلو، كان يصلها بالطبع وأولاً بأول، ما يجري بين الزوجين، وكانت تُسعد بذلك وتتفكّه به في أوان السهرات مع أقاربها.
مع سكنى برو في الزقاق، علاوة على عمله في النول، اكتسبَ صداقات جديدة. وغدا أقربَ أولاد الحارة إليه سميُّهُ، برو طنبورفان، الذي سبقَ أن أحيا حفلة عرسه. وعن طريقه، تعرّفَ بقريبه " عُمَرو "؛ ابن عبده خالد، وكان شاباً أعزبَ بعدُ ويعمل ناطوراً في البستان. كانوا يقضون الوقت بلعب طاولة الزهر، أو بالورق، وغالباً في منزل الشاب؛ إذ علمنا أن كلاً من الصديقين الآخرين كان يقيم في حجرةٍ واحدة مع أسرته. وهوَ ذا أحدهم، الطنبورفان، ينقل ذات سهرة لصديقيه خبرَ اندلاع ثورة كردية كبيرة في الوطن: " يقال أن قائدها هوَ أحد أخلاف مولانا النقشبندي، وقد سيطرَ على رقعة واسعة تمتد بين ولايتي ماردين وأورفة "
" ماذا يبغي من وراء حركته، ياو؟ ألم يدرك مدى قوة الأتراك، التي استعادوها مؤخراً، فهزموا الفرنسيين واليونانيين والأرمن؟ "، تساءل رجلُ رابعة. وكان ردُ ناقل الخبر، عرضَ صحيفة محلية فيها تفاصيل عن الثورة المذكورة مع صور لزعماء متورطين فيها. ثلاثتهم لم يكونوا على معرفة بالعربية قراءة وكتابة، لكن لاحوا فخورين بأن الصحافة تنقل أخبار ما يجري في كردستان. أسهبوا في النقاش بحماسة، كونهم كالكثيرين من أبناء الحي ما انفكوا مرتبطين عاطفياً بالموطن الأول، رغم ما علموه عن انفصال سورية نهائياً عن الدولة التركية بموجب اتفاقيات دولية.
" أمن الممكن أن نشهد هجرة جديدة من الوطن إلى الشام، لو فشلت الثورة؟ "، طرحَ عُمَرو هذا السؤال. تعهّد قريبه الجوابَ، موضحاً أن ذلك أمرٌ محتمل ولو أن ثمة حدوداً بين البلدين محروسة جيداً من لدُن الجندرمة. برو طنبورفان، لعله كان آخر مَن هاجر من الوطن وذلك قبل رسم الخريطة الجديدة للبلدين المستحدثين؛ سورية وتركيا.
من ناحية أخرى، وبالنظر إلى أن زوجة برو صديقة حميمة لابنة الطنبورفان، لم يكن غريباً أن يفضي الرجلان لبعضهما البعض بهمومهما العائلية. أكثر من مرة، أبدى والدُ نظيرة ندمه بشأن زواجها، قائلاً أن آدم لم يكن بالرجل المناسب لها: " إنها كانت بحاجة لرجل شديد الإرادة، يشكم اندفاعها العاطفيّ ويلزمها حدها ". في ذلك العام نفسه، انفجر في الحارة خبرُ فضيحة مدوية، كانت نظيرة بطلتها: لقد هربت مع زوج شقيقة آدم، الذي كان من وجهة نظرها هوَ ذلك الرجل المناسب، الموصوف!

5
انتفاضة أخرى، اشتعلت في العام 1925 وكأنما كانت صدىً للثورة الكردية. إنها الثورة السورية الكبرى، وقد انطلقت من جبل الدروز، الذي كان في السابق مهد انتفاضات مماثلة ضد العثمانيين ومن ثم المصريين. آخر مرة شهد فيها الجبلُ انتفاضة عارمة، كان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، وكانت بالأساس موجهة ضد الملاكين المحليين. وقد استنجد هؤلاء بأحد زعماء كرد الشام، عبد الرحمن باشا اليوسف، فأرسل رجاله لقمع الانتفاضة مع عناصر الجندرمة. أما الآن، وبحسَب تسارع أنباء انتشار الثورة، يبدو أن ثمة تعاوناً وثيقاً بين رجال الدروز وعصابات الكرد، الناشطة في الغوطة والريف. هذه العصابات، كانت مدعومة من لدُن بعض وجهاء الحارة؛ كعمر آغا شمدين وعلي زلفو آغا. كذلك كان حال الكثير من أعيان الأحياء الأخرى الدمشقية، المشجعين شبابها على الالتحاق بالثورة، فضلاً عن زعماء أحزاب وطنية تأسست في أعقاب الانتداب الفرنسي.
العام المنصرم، شهد أيضاً ولادة تنظيم سياسي ذي تسمية غير مألوفة في ذلك الزمن؛ " الحزب الشيوعيّ لسورية ولبنان ". في بادئ الأمر، ظن أفراد الفئة المثقفة أن التنظيم يُبشر بالمذهب الشيعيّ، ثم رويداً تعرفوا على أفكاره الأقرب إلى نظريات الاشتراكية والفوضوية. عقدٌ من الأعوام سيمضي، قبل أن يتسلم زعامة الحزب شابٌ من الحي، من آل " قوطرش "، وكان والده مشاركاً في معركة ميسلون بصفة قائد المدفعية. في العقد الذي تلاه، الأربعينات، سيؤسس شاب آخر من الحي، من آل " بوظو " الوجهاء، تنظيماً ليبرالياً تحت مسمى " حزب الشعب ". هكذا أخذ حي الأكراد يخرج من شرنقة العزلة، ليساهم بنشاط في جميع أوجه الحياة في دمشق من سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية.

***
أحداث الثورة، طغت على فضيحة هروب نظيرة مع علي عَرَبي؛ زوج شقيقة آدم. مع ذلك، أصيبت والدة الهاربة بالانهيار، ولم تعُد تغادر مسكنها. كانت تلقي باللوم على نفسها، بالقول أنها بالغت في تدليل الفتاة، كونها وحيدتها، ما أدى إلى فساد أخلاقها. الزوج، وكان إنساناً واقعياً ومتعقلاً، حاول التخفيفَ عن امرأته: " نشكر الله أنها لم تنجب من زوجها، وفي هذه الحالة نحمله على تطليقها بالمعروف "
" سيطلقها حتماً، بما أنه رجلٌ شريف. لكن في وسعه اللجوء إلى القاضي، لاسترداد المهر "
" ما هذا الكلام الغريب، يا امرأة؟ يطالب بالمهر، بعدما تمتعَ ثلاثة أعوام كاملة بفتاة مثل الوردة! "
" بودي أن أوضح لك، لكن ربما الأفضل أن تسمع ذلك بنفسك لدى القاضي "
" أتلعبين بأعصابي، من خلال هذا اللغز الجديد؟ "
" بل إنها الحقيقة، وعليّ الآنَ التصريحَ بها ما دمتَ مصراً على معرفتها: نظيرة، بقيت في خلال تلك الأعوام تتمنع على آدم بمختلف الحجج والأحابيل. ظني أنها ما فتأت عذراء، وكانت مصممة منذ البدء ألا تمنح نفسها إلا لمن عشقته "
" يا للعار، يا للعار.. مثلما كنتُ أنشدُ على الطنبور حكايات العشق الكردية، فقد حان الوقتُ كي ينشدون حكاية نظيرة وعلي! "، قالها الأب بنبرة ساخرة مريرة.
كان الرجلُ في أعماقه يحترم مسلك ابنته، وذلك لتأصل الخلق الجبليّ فيه وعدم تأثره إلا قليلاً بروح المدينة المحافظة. هذا الأمر، بحَسَب ما جدّ في قادم الأيام، كان لمصلحة الابنة الهاربة: إذ عادت نظيرة فظهرت في حضرة والدها، غبَّ حصولها على الطلاق، فرمت نفسها تحت رجليه طالبةً العفو والمغفرة. علي عَرَبي، لم يقل عن حبيبته جسارةً، فما كان أسرعه في المثول بين يدي الطنبورفان كي يعرض عليه أن يصبح صهره. فعلَ ذلك، عقبَ تطليقه حواء وكانت ابنتهما الوحيدة قد بلغت الثالثة من عمرها. هذه المرأة المسكينة، لم تلبث أن عثرت على زوج جديد ضمن ملابسات غريبة.
ذات مساء، وكانت سماء المدينة مخترقة بالطلقات وأصوات انفجار القنابل، كان صالح يقود سيارته على الجادة في طريقه لنوبة الليل. لحظ عندئذٍ مرورَ امرأة طويلة القامة، ملتحفة بالخمار الأسود. أعجبه قوامها؛ فلما حاذى موقفها، عرفها من خلال ابنتها الصغيرة. توقفَ على الأثر، ولما صارت المرأة بإزاء السيارة، خاطبها بنبرة القريب: " إلى أين، يا حواء؟ ". ردت في حياء، أنها سائرة إلى منزل أسرتها. فأعرب عن استعداده لإيصالها، قائلاً أن المنزل في طريقه. أثناء المسير، سأل حواء عن أحوالها وكيفَ تتدبر أمورها. هزت رأسها، ثم أجابت باقتضاب وتسليم: " نحمد الله على كل شيء ". وإذا به، مدفوعاً بعاطفة جامحة، يعرض عليها الزواجَ: " لو كنتِ تقبلين بالعيش مع ضرة، سأعتبر بدَوري طفلتك كأنها ابنتي ". ابتسمت حواء من تحت الخمار، واعتقدت أن قريبها سكرانٌ. لكن بعد أيام، استدعاها شقيقها آدم ليبث لها خبرَ طلب صالح يدها.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن عائشة: الفصل الثالث عشر/ 2
- حديث عن عائشة: الفصل الثالث عشر/ 1
- مدام بوفاري، في فيلم لكمال الشيخ
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثاني عشر
- حديث عن عائشة: الفصل الثاني عشر/ 2
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثاني عشر
- جريمة كاملة
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الحادي عشر
- فردوس الفقراء
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الحادي عشر
- جريمة مجانية
- حديث عن عائشة: بقية الفصل العاشر
- حديث عن عائشة: الفصل العاشر/ 2
- حديث عن عائشة: الفصل العاشر/ 1
- حديث عن عائشة: بقية الفصل التاسع
- حديث عن عائشة: الفصل التاسع/ 3
- صراع على العيش
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل التاسع
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثامن
- حديث عن عائشة: الفصل الثامن/ 2


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: بقية الفصل الثالث عشر