أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: بقية الفصل العاشر















المزيد.....

حديث عن عائشة: بقية الفصل العاشر


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


3
شهراً قبل نشوب معركة ميسلون، التي اشترك فيها زوجها خلّو، وضعت عيشو طفلتها الثالثة. والدتها، وكانت قد بلغت الخمسين ذلك العام، هيَ من تولت كالعادة وظيفةَ القابلة. كان الطقس يميل إلى السخونة، وكذلك الجو السياسيّ في البلد. بعد تنصيب الأمير البدويّ ملكاً على سورية، بناءً على توصية المؤتمر الوطنيّ العام، وجد نفسه مرغماً على ترك البلد والهرب إلى حمى شقيقه، حاكم إمارة شرق الأردن. قبيل هروبه، الذي صدم مشاعر السوريين بشدة، قام بحل الجيش إذعاناً لأحد شروط إنذار الجنرال الفرنسيّ، غورو. برغم ذلك، أعلن هذا الأخير نيته الزحف على دمشق بحجة أن جوابَ الملك الصوريّ وصله متأخراً بضع ساعات.
إرضاءً أيضاً للفرنسيين، كان الملك فيصل قد وضع خاتمه وتوقيعه على قرار المحكمة، القاضي بإعدام حمو جمّو. وكان قاطع الطريق قد ألقيَ القبضُ عليه في نهاية ربيع العام 1920، غبَّ وقوعه مع أفراد عصابته في كمين محكم وذلك في مضيقٍ جبليّ بالقرب من قرية معلولا، المسيحية. علاوة على زعيم العصابة، حُكم مساعده بالشنق، فيما نال آخرون أحكاماً ثقيلة بالسجن. يُقال، أن الملك فيصل كان يود تخفيف الحكم على حمو جمّو، لكن رئيس ديوانه أخبره بأن قاطع الطريق سبقَ أن تزوج من شقيقتين. مهما يكن أمرُ صحة هكذا خبر من عدمه، ستثبت الأيام القادمة مجانية الأعطية الملكية للفرنسيين، الذين سيزحفون نحو الشام بقواتهم المتجمعة في لبنان كي يطبقوا على الأرض ما سبقَ أن تم تخطيطه على خارطة اتفاقية سايكس بيكو.

***
كان خلّو في أثناء ولادة امرأته يقضي الوقتَ مع حميه في المضافة، لأن المخاضَ جدّ في منتصف النهار. كونه أملَ أن يُرزق صبياً هذه المرة، لاحَ في غاية التوتر. دأبَ على إرسال ابن حميه الصغير، " مصطفى "، إلى المنزل كي يستخبر عن آخر المستجدات. في خلال ذلك، تبادل مع الحاج حسن الحديثَ عن الوضع العام. أكثر من مرة، سلا أمرَ الطفل المأمول في اندفاعه لمناقشة الموجودين في المضافة عما دعاه " الاستعمار "؛ وهيَ مفردة، كثر استعمالها في الآونة الأخيرة من لدُن رجال السياسة والصحافة. احد هؤلاء، لم يكن سوى صديقه ومرؤوسه سابقاً، أحمد ملا، وكانا يلتقيان بشكلٍ دوريّ. ذات مرة، اصطحبه الرجل إلى مقر صحيفته ، " أبو نواس "، ذات الطابع السياسيّ الساخر. وكان المقر كائناً في درب ضيق، متفرّع عن ساحة المرجة. ثم عاد خلّو يومئذٍ إلى الحي، مزوداً بأعداد من الجريدة كي يوزعها على من بمقدورهم القراءة.
لم تكن الشمس قد غربت بعدُ، حينَ آبَ ابنُ الزعيم ليخبر الصهرَ بإنجاب امرأته طفلةً. خلّو، المتلقي الخبرَ همساً على لسان الزعيم ـ مثلما جرت العادة ـ أرسل بصره إلى ناحية الزقاق، مغمغماً بنبرة منكسرة نوعاً: " كل ما يرزقنا به الله، خيرٌ.. ".

***
في حجرة نومها، كان عيشو مستلقية وهيَ شبه غائبة عن الوعي. والدتها، كانت قد أنهت قبل قليل قطع السرة لفصل الطفلة عن المشيمة. مع ازدياد بكاء وليدتها، فتحت الأم عينيها وما لبثت أن مدت يديها في إعياء كي تتناولها وتضعها على صدرها. لاحَ أنها ستكون سمراء، حال شقيقتيها. في الحجرة، كان ثمة امرأة عليكي آغا الكبير والسيدة شملكان، فضلاً عن الحماة. مراعاة لمشاعر هذه الأخيرة، التي أعتقل ابنها البكر حديثاً، لم يعبّر أحدٌ عن الفرحة بخلاص عيشو. ذلك أن النساء يعتبرن كل ولادة بمثابة حياة جديدة للأم أيضاً، بما أنها اجتازت بحراً متلاطماً من الأخطار. لكن في كل الأحوال، لم يكن أحد من الحاضرات لتزغرد؛ كون الأمر يتعلق بطفلة ثالثة، بينما الآمال انصبت قبلاً على أنّ المولد سيكون صبياً.
فاتي، كانت ملتزمة عرينها مع طفلها، المقترب من إكمال ثلاثة أعوام. كانت تُدرك أنه سيكون وحيدها، بالنظر لما نم إلى علمها عن الحكم بالإعدام على أبيه. كذلك وصلها الخبر الآخر، عن تشديد الملك على الحكم على خلفية زواج قاطع الطريق من شقيقتين. منذئذٍ لم تعُد الحماة تطيق رؤيتها، وكأنما تحمّلها مسئولية عدم شمول الابن بتخفيف الحكم. وكان من المفترض أن تُنقض هذه النظرة، مع تأكّد الحكم بالإعدام على ابن بوغا؛ مساعد حمو جمّو. لكن فاتي كانت تعي أن حماتها تكرهها لناحية أخرى، تتعلق بقرب محاسبة الابن في العالم الآخر على سيئة لا تغتفر؛ ونعني بالطبع، جمعه لشقيقتين تحت سقف الزوجية.
" لو أنهما كانتا تتمتعان بالجمال، على الأقل "، كذلك عبّرت الحماة بصوتٍ عال عندما علّقت على خبر الحكم بالإعدام على ابنها البكر. كانت الأم تبغي، ولا شك، أن تسمع المعنية كلمتها. لذلك أضافت، وكانت تتكلم مع والدة عيشو بمناسبة حضورها لأجل الولادة: " لولا الطفل البريء، لكنتُ رميتها إلى الشارع كي تنضم إلى شقيقتها في ذلك الماخور! ".

4
في ظهيرة يوم ربيعيّ، وفي المنزل المقابل لدار قاطع الطريق المعتقل، كانت زوجته السابقة، خاني، تتناول الغداء مع حَني وابن عمها نورو. هذا الأخير، كان ما ينفك يُعتبر خطيباً لضيفة الدار برغم مرور أشهر طويلة على تعارفهما. لكنه تخلى عن كسله، ولم يعُد يعيشُ عالةً على الأقارب كما في سالف الأيام. لقد تم قبوله في سلك الفرسان، ومُنح أول ترقية أيضاً. بوساطة من ابن عمه، زوج حَني، مع أحد الآمرين، تم نقله إلى القشلة الكائنة خلف مسجد سعيد باشا. بهذه الحالة، كان من المفترض أن يتم عقد القران سريعاً.
" إنه يفكر بالإقامة في بيت مستقل، وهذا يتطلبُ المزيدَ من الاقتصاد في المصروف وبعض الوقت أيضاً "، قالت لها حَني ذات مرة بنبرة تتصنع الإشفاق. غير أن فاتي ما كانت تحتاج للعجلة، كونها مرتاحة في مكان إقامتها. وهيَ ذي تلوحُ مفتوحة الشهية على أثر سماعها الخبرَ الجديد، المتعلق بالحكم على حمو جمّو. وكانت حكيمةَ في ظنّها، حينَ لم تفتح الموضوع أمام الخطيب المفترض؛ كيلا يشعر بالغيرة. في حقيقة الحال، أنه نورو مَن نقل الخبر إلى ابنة عمه، كون قشلته العسكرية تتلقى أحكام الإعدام من القيادة ومن ثم تنشرها على العناصر.
" مبارك لشقيقتك، هَدي، حصولها على الطلاق أخيراً "، قالت خاني لصديقتها وكانتا ترشفان الشاي لوحدهما بعد الغداء.
" لقد تخلصت من مَمو اللئيم، وأيضاً من أمه المبتلية بالخرف المبكر. عقبى أن تحتفلا قريباً بعرسيكما! "
" هكذا بسرعة؟ "، قالتها خاني ضاحكةً. أومأت الأخرى برأسها إلى ناحية حجرة ابن العم، قبل أن ترد بالقول: " لم لا، الرجل جاهز تقريباً. ثم أنك خلصتِ بدَورك من حمو جمّو، وغداً سينسى الناس سيرته "
" لماذا التزمت شقيقتك حجرتها، ولم تشاركنا الطعامَ؟ "، تساءلت خاني مغيّرةً الحديث عن عمد. كان يضايقها أن تُنبشَ سيرتها مع قاطع الطريق، بله وهيَ في منزل عريس المستقبل.
" إنها في بداية أشهر العدّة، ولا يجوز أن تظهرَ حتى لأولاد عمها، الذين هم بمثابة أخوتها "، أجابت حَني مبتسمة.
تتمة هذا الحديث، جدَّ في منزل مَن تعتبره صاحبةُ العدّة، عريسها المأمول.

***
سنوات التقشف، المعقّبة نشوبَ الحرب العظمى، كانت قد ولّت مع ذكرياتها البغيضة؛ على الأقل هنا، في منزل زعيم الحي. على سفرة الغداء، كان ثمة ركامٌ من الرز الناصع كالفضة، تنبثق منه أطرافُ الدجاج، المشوية حتى الاحمرار. أشهى الخبز، كان يلفظه تنورُ الدار والذي تتعهّد شؤونه غالباً سارة بنفسها. المزيد من النعم، كان المنزل يتموّن بها من مطبخ والدتها في الزبداني، الذي نفضَ بدَوره غبارَ سنوات الحرب وعاد تقريباً إلى سابق عهده لناحية الغنى والرخاء والسِعة.
عقبَ الغداء، انتقل الحاج حسن وزوجته إلى الإيوان كون الطقس ما يفتأ معتدلاً في نهاية الربيع. من الحديقة، تناهت أصوات الأولاد الصغار مع تغريد الطيور. أصغر الأولاد، جمّو، كان في الثالثة من عُمره، يليه مستو وكان يكبره بعامين ثم فَدو وهوَ في السادسة. رابعة، ذات العشرة أعوام، كانت إذاك في حجرة النوم، مشغولة بتفقد ملابسها الجديدة؛ لأنها وعدت بقضاء جانب من الصيف في بلدة الجدة.
تناول الزوجان مع الشاي الحديثَ عن الخبر الأكثر جدّة، المتعلق بصدور حكم الإعدام على حمو جمّو. قالت سارة: " سأمرّ على عيشو للاطمئنان على حملها، وفي الوقت نفسه أواسي حماتها ".
" إنها امرأة جَلِدَة وقوية الشكيمة، لذلك أظن أنها ستتجاوز هذه المحنة "، علّق الحاج.
" المثل يقول: هَمّ البنات إلى الممات.. لكن في الحقيقة، أنهم الأولاد من ينطبق عليهم ذلك المثل "
" كأني بك تخفين خبراً عن أحد أولادنا، أليسَ صحيحاً؟ "، علّقَ الرجل مضيّقاً عينيه.
" بلى يا حاج، وها أنا ذا أخبرك به: سلو طلبَ مني إعلامك نيته الزواج من ابنة سنجو، بمجرد إنهائها أشهر العدّة "
" يا له من ولد فاسد، سلو هذا.. طلقَ صاحبةَ الحُسن والنسب كي يتزوج من امرأة مطلقة، وفوق ذلك، قبيحة ومن بيتٍ ذي سمعة سيئة. يقيناً إنني سأتبرأ منه، لو ركبَ رأسه وتزوجها "، نطقها الحاج في شدة وما لبث أن نهض واقفاً. ثم أضافَ، بينما يُصلح العمامة على رأسه: " أبلغيه ذلك، لو كان يهمه فعلاً رضا الوالدين ولم يُضِع رشده نهائياً ". شيعته سارة بنظرة أسى، مرددة في داخلها: " رضا الوالدين..! ".

5
حاراً للغاية، كان يومُ دخول الفرنسيين للشام مع عرباتٍ مجنزرة ومركبات تجر المدافع الثقيلة، تغطيهم الطائرات المحلقة على انخفاض منخفض لبث الرعب في آخر جيوب المقاومة ودفع أفرادها للاستسلام أو الهرب. عرب الشيخ الشعلان، الذين ادّعوا أمام وزير الدفاع، يوسف العظمة، أنهم سيؤمنون مؤخرة جيشه، ما لبثوا أن كمنوا للمنسحبين وصاروا يجردونهم من سلاحهم. لم يكتفوا بذلك، وإنما شاركوا فيما بعد في حفل استقبال الفاتح الفرنسيّ، غورو، في محطة الحجاز ثم رافقوا سيارته إلى مبنى السرايا الحكوميّ. في حقيقة الحال، أن الجيش كان منحلاً قبل شهر من وقوع المعركة على أطراف دمشق، وذلك انصياعاً من الملك فيصل لشروط الغزاة. معظم من شاركوا في معركة ميسلون، كانوا متطوعين، بالأخص من الحي الكرديّ: خلّو، كان أحدهم، وشهد بعينه خيانة عرب الشعلان. ستة أعوام على الأثر، وسيسقط رجلُ عيشو مضرجاً بدمه مع جميع أفراد عصابته، وذلك بفعل خيانة مماثلة؛ وهذه المرة من جانب بعض بني جلدته.
كان خلّو أثناء الانسحاب لا يعرف موضع قدميه، بفعل دخان القذائف الفرنسية، التي حصدت المقاومين في ذلك السهل الخالي من أماكن طبيعية محصنة. لم يكن يود الوقوع في الأسر، وفضل أن يرمي بندقيته أرضاً على أن يسلبها منه الخونة. إنه كذلك، حينَ وضع أحدهم يده على كتفه. وإذا هوَ صديقه، أحمد ملا، وكان مظهره أبعد ما يكون عن المشارك في الحرب. كان يرتدي سترة، برز من جيبها العلويّ ورق وقلم ستيلو. لكن بالكاد عرفه بسبب الغبار، المغطي وجهه وهيئته جميعاً. صوته الأليف، عرّف عن شخصه: " ثمة سيارة تنتظرني مع سائقها، أرجو ألا تكون قد تعرضتْ للقصف "، قالها فيما كان يدفع صديقه المقاتل أمامه. ثم أضافَ، أنها سيارة تخص صحيفته. ما أسرع أن بدت السيارة عن بُعد، وكانت مخفية تحت أغصان شجرة توت وارفة. فتحَ لهما السائقُ البابَ، ومكثَ هنيهة يتطلع حوله بانتباه قبل أن يدير المحرك.

***
نزل خبرُ دخول الفرنسيين إلى الشام كالصاعقة على رؤوس سكانها، وظن كثيرون منهم أنه سيتبع ذلك حدوث مجازر؛ أو بالقليل مجاعة عامة، كتلك التي حصلت في أوان الحرب العظمى. لكن كانت ظنونٌ مبالغٌ فيها. إنما استمرت الفوضى لشهر آخر، تخللها فرض حالة الطوارئ، إلى أن أعتاد الناس على الوضع الجديد. في الأثناء، كانت تعليمات الجهات الرسمية تترى إلى مكتب زعيم الحي، منها ما كان يشدد على ضرورة جمع السلاح وتسليمه إلى أقرب مخفر للدرك. في مساء أحد الأيام، كانت المضافة غاصة بوجهاء الحارة فضلاً عن أعضاء مجلس الحي. وقد فاجأهم الزعيمُ بخبر تقديمه التماساً للإحالة على التقاعد، قائلاً أن الوقتَ حانَ كي يستريح من أعباء الوظيفة. فهم غالبيةُ الحاضرين الدافعَ الحقَ وراء طلبه التقاعد، وهوَ عدم رغبته في التعاون مع من يدعوهم " أحفادَ الصليبيين ". في ذلك العام، كان الحاج حسن قد بلغ الخامسة والستين.
بيد أن دخول الفرنسيين، في المقابل، كان له في نظر الحاج حسنةٌ لا تُنكر. ذلك أن ابنه، سلو، أجّل عقد قرانه بسبب الأحداث المستطيرة. ثم ما عتمَ أن صار يمر على أبيه في المضافة، وكأن شيئاً لم يحصل على خلفية قراره الاقتران بابنة سنجو. علّقت سارة على الموضوع يوماً، قائلة لابنتها الكبيرة: " ينقصها عرسٌ، صاحبةُ شارب الشيطان! "
" ابن عمها، نورو، تضامن أيضاً معها وأعلن عن تأجيل زفافه "، قالت عيشو ضاحكة.
" لن يتزوج أبداً من خاني، وتذكّري كلامي هذا. إنه يتسلى بها، حسب "
" ولِمَ لا يفعل ذلك ابنك؛ أم أنه أقل كرامة من شخصٍ تافه كنورو؟ "
" آه، ليت لدي الشجاعة لأقول كلماتك في وجهه، علّه يشعر قليلاً بالخجل. لكنني أعرفُ طبعه، وأنه لن يغفر لي ذلك أبداً "، قالتها سارة متأوهة.
عند الانتهاء من الحديث، وكان النهارُ يودع الشمسَ الغاربة، سمعتا كلتاهما وقعَ أقدام في الممشى الترابيّ، المتصل بين باب الدار وأرض الديار. وما لبثت حليمة، ابنة زَري، أن بانت للمرأتين الجالستين في الإيوان: " أبلغتُ خالي أن والدتي مريضة جداً، فطلبَ مني أن تأتيا معي لرؤيتها "، غمغمت بنطقها المتعثر بينما عيناها ترفان دونَ توقف.
لكنهما ما وجدتا سوى جثة، راقدة على فراش في زاوية حجرة النوم الوحيدة، الرثة. سبب الموت، مثلما تبيّن فيما بعد، كان نوبة اختناق بفعل الربو؛ وكانت زَري تعاني منه ربما نتيجة علّة الصرع، التي جاءتها في سن متأخرة نوعاً. صبيح، ابنها الوحيد، وكان في سنّ السادسة، بدا حائراً غير واعٍ لسكون والدته الأبديّ: ستون عاماً بعد هذا التاريخ، وسيقضي الابنُ نحبه أيضاً بنوبة ربو. غير أن الأمرَ عندئذٍ لن يتعلق بالصرع، بل بالإفراط في تدخين التبغ. وكان من الممكن إنقاذه، كما أفاد الطبيب، لو أن أولاده نقلوه إلى المستشفى.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عن عائشة: الفصل العاشر/ 2
- حديث عن عائشة: الفصل العاشر/ 1
- حديث عن عائشة: بقية الفصل التاسع
- حديث عن عائشة: الفصل التاسع/ 3
- صراع على العيش
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل التاسع
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثامن
- حديث عن عائشة: الفصل الثامن/ 2
- حديث عن عائشة: الفصل الثامن/ 1
- مزحة، جريمة مزدوجة ومتورطون ثلاثة
- نادية لطفي؛ الوجه الجميل للفن/ 2
- نادية لطفي؛ الوجه الجميل للفن
- عصير الحصرم 77
- المنزل المنحوس
- حديث عن عائشة: الفصل السابع
- حديث عن عائشة: بقية الفصل السادس
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل السادس
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الخامس
- حديث عن عائشة: الفصل الخامس/ 2
- حديث عن عائشة: الفصل الخامس/ 1


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - حديث عن عائشة: بقية الفصل العاشر