أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - نادية لطفي؛ الوجه الجميل للفن














المزيد.....

نادية لطفي؛ الوجه الجميل للفن


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 02:32
المحور: الادب والفن
    


الستينات، سينمائياً، كان عقدُ نادية لطفي؛ مرت فيه مثل عاصفة بلبلت أركانه، لكن بفوضى جميلة كشعرها الأشقر، المنسدل على شخصيتها الساحرة ذات الجاذبية الآسرة. هذا مع وجود منافَسة قوية من ممثلات، اعتبرن من إيقونات السينما المصرية، نظير فاتن حمامة وشادية ومريم فخر الدين وسعاد حسني. هذه الأخيرة، على سبيل المثال، مثلت في ذلك العقد ثلاثة وستين فيلماً. كذلك كانت بدايتها الفنية متقاربة مع نادية لطفي، وذلك في نهاية الخمسينات. كونهما من جيل واحد، علينا أن نتوقف قليلاً عندهما كلتاهما، هما من سرقتا النورَ من كواكب سطعن في العقدين السابقين.
سعاد حسني، كانت على عكس نادية لطفي، المتميزة بحُسن لا ينتمي للبيئة المصرية. هذا جعل الأولى قبلة أنظار المخرجين، الذين صاروا يميلون إلى إعطاء أهمية للبيئة المحلية سواءً المدينية أو الريفية. لم يكن التحوّل معزولاً عن التطورات السياسية، المعقبة استيلاء الضباط الانقلابيين على السلطة عام 52، وكانوا بمعظمهم من أولاد الفلاحين. بيد أن هذه الكتلة، المناوئة للطبقة الأرستقراطية بالدرجة الأولى، أسهمت في استمرار وجود الطبقة الوسطى وذلك مع التوسع في مجال التعليم بشكل خاص. الجمال المنتمي للطبقة الأرستقراطية، أو للفئة الأجنبية المعروفة شعبياً ب " الخواجات "، صار المجال يضيق أمامه بلعب أدوار ابنة البلد. فرأينا ممثلات، كنادية لطفي وشادية ومريم فخر الدين وليلى طاهر، يظهرن بشعر مصبوغ بالأسود كي تتلاءم شخصياتهن مع ذلك الدور. بينما سعاد حسني، كان جمالها طبيعياً ومحبباً، بلون شعرها القاتم كما وببشرتها البرونزية فضلاً عن خفة ظلها. مع عدم إهمال حقيقة لا تقل أهمية، وهيَ موهبتها الكبيرة في التمثيل. باسترجاعنا لعقد الستينات، للمقاربة بين أهم ممثلتين يعتبرن من جيل واحد تقريباً، يجب علينا أن نذكر أيضاً حظوة إحداهن ( سعاد حسني ) باهتمام المخرجين الكبار ـ من أمثال صلاح أبو سيف وأحمد بدرخان وهنري بركات. في حين أن الأخرى، ( نادية لطفي )، لا نجد بين قائمة أعمالها السينمائية هكذا مستوى من المخرجين إلا نادراً. في حقيقة الحال، أن انتهاء سعاد حسني لتكون أسطورة السينما المصرية، إنما يعود كذلك لطبيعة نشأتها وصعودها وعلاقاتها الملتبسة بالرجال، ومنهم عبد الحليم حافظ، وأخيراً نهايتها المأسوية والتي رُبطت مع تغوّل الأجهزة الأمنية في عهد مبارك البائد.

*
باولا مصطفى شفيق، بحسب سيرتها الموثقة وهيَ في قمة شهرتها، كانت ثمرة زواج مهندس مصري صعيدي من فتاة بولندية. فيما بعد، فإن نادية لطفي ترأست لسنوات جمعية الصداقة المصرية البولندية. أنهت دراستها، عام 1955، في أحد المعاهد الألمانية بالقاهرة. لكن أحد الإعلاميين، من الذين يبحثون عن الشهرة من خلال قلب الحقائق، استغل شيخوخة نادية لطفي وحالتها الصحية ليأخذ منها كلاماً وهيَ في المستشفى، يُفيد أن والدتها مصرية واسمها فاطمة. كأنما هيَ تهمةٌ، لو أنّ أمها غير مصرية، وفق هكذا عقلية مريضة!
قبل أن تشرع ( Paula ) في رحلتها عبرَ سماء الفن، لتصبح إحدى أشهر نجماته، ساقتها المقادير إلى تجربة زواج قصيرة العُمر. أحبت ضابطاً في سلاح البحرية، وكان ابن جيرانها، ثم اقترنت به وكان عمرها في نحو العشرين. على سبيل المصادفة، وكانت آنذاك أماً لطفل، وقع عليها عينُ المنتج الشهير رمسيس نجيب. كان يبحث عن وجه جديد، ليقدمه في فيلمه " سلطان " كي يقف أمام العملاقين فريد شوقي ورشدي أباظة. وافقت ( Paula ) على العرض، مضحية بسعادتها العائلية. لأنه برفض الزوج لعملها في السينما، تم الطلاق على الأثر. كان ذلك عام 1959، عاماً واحداً بعد الزواج. برغم أن اسم برلنتي عبد الحميد تصدر أفيش فيلم " سلطان "، لكن بطولته النسائية فعلياً كان من نصيب الممثلة الناشئة. وقد لعبت فيه دورَ صحافية، خطيبة لضابط بوليس يطارد مجرماً خطيراً، متحصناً مع عصابته في الجبل. حين طلب المنتج من ( Paula ) أن تختار اسماً فنياً، قفز إلى ذهنها فوراً اسمُ " نادية لطفي "؛ الفتاة المجسَّدة من لدُن سيدة الشاشة، فاتن حمامة، في أحد أشهر أفلامها، " لا أنام "، المأخوذ عن رواية لاحسان عبد القدوس. المستغرب، أن هذا الكاتب سينزّل من مستواه بثورته على المنتج بسبب الاسم ومن ثم برفعه دعوى قضائية مع المطالبة بتعويض ماديّ! لكن ذلك أسبغَ شهرة أكثر على صاحبة الاسم، نادية لطفي، وكانت الصحافة تُشيد في ذلك الوقت بنجاحها في تأدية الدور في فيلمها الأول.
هوَ ذا عقدُ الستينات يستهل إذاً، وتحصل فيه نادية لطفي على أحد أهم أدوار عمرها الفني. إنه المخرج الكبير كمال الشيخ، الملقب " هيتشكوك مصر "، مَن منحها دوراً في فيلمه الجديد ذي الطابع البوليسيّ؛ " حبي الوحيد "، المنتج عام 1960. هنا أيضاً، وقفت الممثلة الناشئة أمام عملاقين، هما عمر الشريف وكمال الشناوي، لتؤدي دور امرأة تحب الأول مع أنها متزوجة من الثاني. على عكس فيلمها الأول، وكان تجارياً يغلب عليه الإثارة والعنف، نجد هذا العمل الجديد على شيء فريد من الفنية إن كان بأجوائه الغرائبية والغامضة أو بالمشاهد الفذة مع موسيقى معبّرة. من جانبها، أتقنت نادية لطفي دورها في الفيلم، كامرأة بريئة تعاني من غيرة رجل لا تحبه، يعتقد أنها ما تزال على علاقة بحبيبها الأول وما لبث أن دبر خطة إجرامية للتخلص منهما كلاهما عندما صادف وجودهم معاً في نفس الفندق بموسم الصيف في الإسكندرية. بعد سبع سنين، ستعود نادية لطفي لتمثل فيلماً يغلب عليه أيضاً تلك الأجواء، " جريمة في الحي الهادئ "، لكنه لم يكن بمستوى الأول؛ وكان من إخراج حسام الدين مصطفى. هنا أيضاً، وقفت أمام النجم الكبير رشدي أباظة. ويمكن القول، أنهما شكلا ثنائياً رائعاً في مجموعة من الأفلام، منها " عدو المرأة "، " عندما نحب "، " الباحثة عن الحب " بالإضافة إلى " سلطان " و" جريمة في الحي الهادئ ".

للبحث صلة ..



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصير الحصرم 77
- المنزل المنحوس
- حديث عن عائشة: الفصل السابع
- حديث عن عائشة: بقية الفصل السادس
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل السادس
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الخامس
- حديث عن عائشة: الفصل الخامس/ 2
- حديث عن عائشة: الفصل الخامس/ 1
- حديث عن عائشة: الفصل الرابع/ 5
- حديث عن عائشة: الفصل الرابع/ 4
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الرابع
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثالث
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثالث
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الثاني
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الثاني
- حديث عن عائشة: بقية الفصل الأول
- حديث عن عائشة: مستهل الفصل الأول
- سارة في توراة السفح: الخاتمة
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 5
- سارة في توراة السفح: الفصل الرابع عشر/ 4


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - نادية لطفي؛ الوجه الجميل للفن