أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - تآكل الدولة الوطنية العربية..ونهوض القوى الشعبية!!(1)














المزيد.....

تآكل الدولة الوطنية العربية..ونهوض القوى الشعبية!!(1)


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الدولة العربية الحديثة التي وضعت اتفاقيات سايكس/بيكو حدودها الجغرافية ، وخطت على الرمل عصا السير بيرسي كوكس لبعضها حدودها الدولية قد انتهى عمرها الافتراضي ، وأخذت تترنح الآن وتهتز بعنف تحت قوة الرياح الدولية العاتية واستحقاقات الداخل ومتطلباته الشرعية!
وهذه الرياح الدولية التي لا ترحم ضعيفاً ولا تعين مغرماً ولا تراعي مسكيناً ، أخذت تهب على هذه (الدولة العربية الحديثة) بعنف واقتلعت بعضها من جذورها ، وتكاد تقتلع ما تبقى من هذه النظم العربية البائسة ، التي سميت (دولاً) بخطأ متعمد ، لأن شروط بقاء النظم السياسية في هذا القرن غير شروطه في القرون السابقة!
فهذه النظم العربية التي أسستها الدول الاستعمارية واعطتها استقلالاً شكلياً ، لم تؤسس لتكون كيانات أو دولاً حقيقية ناجحة إنما لتكون أشبه بالمحميات التابعة لها ، ودولاً فاشلة تسقط في أول امتحان سيواجهها!

وإذا كانت بعض هذه النظم السياسية العربية قد نجحت في الماضي عند مواجهتها للاستعمار والإمبريالية العالمية في تحقيق استقلالها الوطني ، فإن نجاحها ذك كان ضمن شروط وبيئة دولية مغايرة للبيئة الدولية الحالية بكل تفاصيلها ، فقد كان هناك الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي وحلف وارسو والحرب الباردة ، تستطيع الدول المُسْتَعْمَرة والضعيفة أن تناور بينهما ، كما أن شعوب تلك النظم كانت تقف معها جنباً إلى جنب ، وفي الطليعة لمحاربة الاستعمار ومقارعته واقتلاعه ، لإنجاز مهمات التحرر الوطني لبلدانها!

أما اليوم فقد اختلفت البيئة الوطنية والدولية عن تلك البيئة التي كانت سائدة في منتصف القرن الماضي اختلافاً جذرياً ، فاليوم هناك هيمنة امبريالية مطلقة على العالم بأسره بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق والمعسكر الاشتراكي ، وهناك شعوب لم تجني من الاستقلال الذي أنجزته بدمائها وناضلت لأجله طويلاً ، إلا الظلم والدكتاتورية وامتهان كرامة الإنسان والبطالة ونهب الثروات والفشل التام في التنمية الوطنية وإقامة العدالة القانونية والمساواة الاجتماعية ، مما سهل لعودة القوى الاستعمارية القديمة لتحكم البلدان العربية التي حررت من قبضتها من جديد بشكل مموه ، وتحت ذرائع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان و "مكافحة الارهاب"!
ولهذا أصبحت هذه النظم السياسية العربية الهشة التكوين والضعيفة بنيوياً ، تحت مطرقة الإمبريالية المهيمنة على العالم ومطالبها وسندان شعوبها ، التي لم تعد تحتمل ذلك الظلم والجوع وهدر الكرامة وضياع حقوقها ، فهبت ـ الشعوب العربية ـ مجتمعة تطالب بحقوقها التي اغتصبت منها على مدى عقود!
*****
فتحت ضربات تلك المطرقة الامبريالية القوية وسندان شعوبها التي هبت لاسترجاع حقوقها ، وبعد أن قطعت تلك النظم العربية كل الخيوط التي كانت تجمعها بشعوبها ، وفككت بيدها لحمتها الوطنية الداخلية ، فقدت الدرع القوي الذي كانت تحتمي به من جهة وفقدت معه استقلالها الوطني من الجهة الأخرى ، فأصبحت كالريشة في مهب الريح ومخترقة من جهاتها الأربع ، من قبل القوى الامبريالية العالمية والقوى الإقليمية الطامحة .. وهي دول عرية كثيرة:
كالعراق ، وليبيا ، واليمن ، ودول الخليج ، وحتى مصر وسورية التي لا زالت تدفع ثمناً باهضاً من دمائها يومياً!

ولهذا أصبحت الدولة العربية الوطنية الحديثة تتآكل من الداخل وتفقد مقومات وجودها كدول الواحدة تلو الأخرى ، وتتحول تدريجياً إلى نظم سياسية فاشلة ، تريد مجرد البقاء في السلطة وليس دولاً وطنية وكيان وطني راسخ ، فلجأت إلى مستعمرها القديم لتحتمي به من شعوبها ، وتفتح له جميع أبوابها لإقامة قواعده العسكرية في أراضيها وبتمويل منها ، دون أن يتحمل هو درهماً واحداً من تكاليف تلك القواعد!
*****
فالدولة أية دولة ، حينما تصل إلى هذه الحالة المرضية يتغطى جسمها كله بالشروخ والشقوق ، فتدخل من خلالها إلى روحها وجسدها الديدان والحشرات وفايروسات الظلم والعجز والفساد الشامل ، الذي سيوصلها حتماً إلى حافة موت سريري ، فتتخلى طوعاً أو بالأصح تعجز عن أداء دورها كدولة وطنية ، وبالتالي غير قادرة على حماية شعبها وثرواته الوطنية وحدوده الدولية واستقلاله الوطني ، فتأخذ مقومات وجودها كدولة بالتأكل التدريجي ، فتنهض القوى الشعبية لتسد جميع هذه الفراغات التي لم تعد الدولة قادرة على ملئها!
لكن هذا النهوض الشعبي سيأخذ عدة وجوه بعضها إيجابية وأخرى سلبية.. وقد تكون على الوجه التالي:
أولاً: بروز قوى وطنية ومقاومة شعبية!
ثانياً: قوى رجعية وفاشية دينية مقاتلة!
ثالثاً: عصابات السلب والنهب والقتل!
[يتبع]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((صفقة القرن)): حصيلة عمل منظم لأكثر من مائة عام!!.....(2 وا ...
- ((صفقة القرن)) ليست مصادفة: إنما هي حصيلة عمل منظم ومخطط لأك ...
- ((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (2-2) والأخير .
- ((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (1-2)
- أســطـــورة أفـــريـــــقــيــة*!!
- للثورات الشعبية شروطها الموضوعية؟! .... (النسبة الاجتماعية ا ...
- الانتفاضات الشعبية دائماً: مطلبية في بدايتها ، سياسية في وسط ...
- من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: (( ...
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 ب).. المشروع ...
- الحكمة الجزائرية : قفوا لهم (اسبوعياً) بالمرصاد!!
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 أ).. المشروع ...
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(2 ب)..جذور الم ...
- الكيان ، تركيا ، إيران : مشاريع في الميزان؟!(2 أ)
- الكيان ، تركيا ، إيران: مشاريع في الميزان؟!...(1)
- جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟
- ثوار الخليج النجباء/ على جدار الأحداث/9
- أهي الحرب العالمية الثالثة.. ونحن لا نعرف؟/على جدار الأحداث/ ...
- أس؟؟ئلة بريئة جداً؟؟/على جدار الأحداث/7
- حقائق التاريخ وأكاذيب البشر؟!: على جدار الأحداث/6
- على جدار الأحداث/5 :الإعلام الخليجي : يمهد الأرض للطائفية؟!


المزيد.....




- ترددت أصداء الصراخ بطهران.. إيران: 90% من قتلى الغارات الإسر ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: حروب نتنياهو واستراتيجية -الك ...
- مقتدى الصدر يوجه بإطلاق موكب لتقديم المساعدات لإيران وخدمة ح ...
- مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي بمعا ...
- وكالة -سي إن إن-: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرا ...
- خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذري ...
- من غزة لإيران.. إسرائيل توسع رقعة الحرب
- إيران وإسرائيل.. حرب الخيارات المفتوحة
- رصد إعصارين في سوتشي وهطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة
- وكالة مهر: الجيش الإيراني يصدر تحذيرا لإخلاء مناطق واسعة في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - تآكل الدولة الوطنية العربية..ونهوض القوى الشعبية!!(1)