أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - ((صفقة القرن)) ليست مصادفة: إنما هي حصيلة عمل منظم ومخطط لأكثر من مائة عام؟!(1)















المزيد.....

((صفقة القرن)) ليست مصادفة: إنما هي حصيلة عمل منظم ومخطط لأكثر من مائة عام؟!(1)


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 6481 - 2020 / 2 / 3 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ما أعلنه ترامب عن ما يسمى بــ "صفقة القرن" يؤكد لنا مرة تلو الأخرى وبوضوح وجلاء تام ، أن مصائر الشعوب ـ بعد الانفراد الأمريكي ـ ومستقبل أجيالها وأوطانها وثرواتها قد فلت من أيديها مرة أخرى ، وعاد من جديد إلى أيدي القتلة الامبرياليين ، يتلاعبون به ويرسمونه كيف يشاؤون وحسب مقتضيات مصالحهم الاستعمارية ، وبنفس الطريقة الاستعمارية القديمة التي مزقت بها أمم وشعوب كثيرة ، ورسمت بواسطتها حدوداً جديدة لدول تم خلقها من العدم!!

وإعلان ترامب هذا عن "صفقة القرن" وطريقته واسلوبه المسرحي ، يذكرنا بطريقة سلفه البعيد المندوب السامي البريطاني (كـــوكـــس) عندما جلس على كرسي وبيده عصى يخط بها على الرمل ، راسماً بواسطتها حدوداً لدويلات وامارات الخليج العربي الحالية ـ منها ثلاثة حضرت اعلان الصفقة ـ محولاً بعصاه السحرية هذه ، كل (قبيلة وبئر نفط) في الجزيرة العربية إلى (دويلة/ أو إمارة) لها علم ودستور و "مجلس أمة" ونشيد وطني.....الخ!

و "صفقة القرن" في صورتها الخارجية وعملية اخراجها ، لا تختلف كثيراً عن عملية اختراع تلك الدويلات الخليجية ، كما أن صورة (ترامب وصفقته) هنا ، لا تختلف كثيراً عن صورة (كوكس) هناك ، وهو يخترع دول وامارات الخليج العربي الحالية ، والصورتان والعمليتان يجمعهما حبل سري واحد ، هو تلاعب الامبرياليين بمصائر الشعوب وحقائق وجودها التاريخي والقومي!

فلقد أعلن ترامب ـ أواخر الشهر الماضي ـ عن ما يسمى بــ "صفقة القرن" ويده بيد السفاح نتنياهو ، وبحضور نصف أعضاء "دول مجلس التعاون الخليجي" ممثلين بسفراء: الامارات وعمان والبحرين!

وهذا الثلاثي البشع يمثل الشر الدائم في منطقتنا والعالم:
فترامب: هو الوريث الشرعي والأبن النجيب للإمبريالية العالمية!
ونتنياهو: هو الممثل الوحيد للصهيونية العالمية التي احتلت فلسطين ، واختلقت ما يسمى بــ "بدولة إسرائيل" بديلاً لها!
ودويلات الخليج الثلاث: باعتبارها ممثلة للرجعية العربية الطفيلية والتابع الذليل لذلكم الطرفين!

فالطرفان الأولان هما اللذان سيرسمان معاً كارثة جديدة للمنطقة أسموها "صفقة القرن" ، وستمس هذه الصفقة مصائر الفلسطينيين في الصميم ومعهم العرب أجمعين ، كإضافة جديدة إلى شرورهم القديمة التي ملأت أرض العالم وسمائه ، أما الطرف الثالث "الرجعية العربية" فإن دورها سينحصر في التصفيق والتمويل ، لأنها أصغر من أن تكون شريكاً لأولئك الكبار في التخطيط والتنفيذ!

وفي هذا المقال الذي يتكلم عن "صفقة القرن" هذه في أبعادها التاريخية والمستقبلية ، سوف لن يتكلم عنها وعن بنودها السرية أو المعلنة منها ، إنما سيتكلم عنها باعتبارها محطة جديدة ومسار جديد من مسارات "القضية الفلسطينية" ، يبعدها عن جميع الصور والحلول التي طرحت لها كانت متصورة عنها!
وهذه المحطة هي واحدة من محطات القضية الفلسطينية ، وليست جديدة تماماً أو مقحمة عليها بصورة مفاجئة ، لكنها كانت ضمن الأجندة السرية للقضية والمخفية حتى عن أصحابها الفلسطينيين ، وهي محطة ضمن محطات كثيرة وسياسات مختلفة ، كانت ستوصل القضية حتما وبالنتيجة إلى "صفقة القرن" هذه ، وسواء بترامب هذا أو بغيره ، بعد أن تخلت القيادة الفلسطينية عن البندقية والثورة ، وأصبحت تبحث عن الدولة من خلال مساومات وتنازلات ، بدأت ولم تنتهي ولن تنتهي أبداً!!
*****
فــ "صفقة القرن" لم تأتي اعتباطاً أو نتيجة للظروف شديدة التعقيد التي تمر بها الأمة العربية في ظروفها الراهنة ، ولا لأن ترامب امبريالي مسعور وشديد الولاء لــ "إسرائيل" ، أو أنه يحاول بهذه الصفقة كسب الانتخابات القادمة له ولقرينه السفاح نتنياهو ـ كما يتوهم البعض ـ إنما هي عمل واع ومدروس ومنظم ومبرمج وفق برنامج قديم ، وضع على شكل مراحل متتالية منذ أيام "بريطانيا العظمى" وامبراطوريتها التي "لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها" ، ليصل بالقضية الفلسطينية إلى هذه المحطة السريالية والا معقولة ، والتي تسمى "صفقة القرن"!
فقد صمم ذلك البرنامج ـ كما أسلفنا ـ على شكل محطات ومراحل تاريخية محددة ، ما إن تنتهي مرحلة من ذلك البرنامج حتى تبدأ أخرى ، وصولاً إلى الهدف النهائي المرسوم للقضية الفلسطينية ، والذي بدأ منذ منذ أكثر من قرن ـ أي منذ وعد بلفور ـ من الزمان تقريباً ، وكانت له محطة أولى بدأت منها تبعتها سلسلة محطات كثيرة لحقتها ، ونحن الآن ربما في المحطة ما قبل الأخيرة منها!
ففي كل مرحلة من تلك المراحل التي مر بها هذا المشروع الكبير ، كانت هناك محطة يتوقف عندها زمناً لكي يرسخ دعائمها ويثبت مقومات بقائها ، و "صفقة القرن" واحدة من تلك المحطات الكثيرة وبالتأكيد سوف لن تكون آخرها ، إنما هناك محطات كثيرة قادمة لها.. علينا انتظارها!!
وبالتأكيد أيضاً أن "حكمائنا ومفكرينا العظام" :
سيقولون ـ كالعادة ـ عما سنقوله ونكتبه هنا هذه "نظرية المؤامرة" بعينها ، لكن دعونا نمشي مع (نظرية المؤامرة) هذه إلى نهايتها ، وحسب تسلسل المحطات المنفذة منها والتي قطعتها القضية الفلسطينية منذ بدايتها إلى اليوم ، ثم نحكم عليها في نهاية المطاف ، لأي نظرية تنتمي!!
*****
إن مسار ومحطات القضية الفلسطينية وإن كان بعضها سيبدو ذكره تقليدياً ومكرراً ، لكن المرور عليه هذه المرة ووضعه في مكانه الفاعل من تاريخ القضية الفلسطينية ، سيعطيه أيضاً دوره التاريخي ومفاعيله المفصلية التي قربت تاريخ ويوم تنفيذ "صفقة القرن" هذه ، في الظروف العامة السائدة حالياً في المنطقة ، وليس في غيرها .... ولنبدأ بالمحطة الأولى من محطات القضية:

المحطة الأولى:
في العام 1897 عقد المؤتمر الصهيوني الأول بقيادة (تيودور هيرتزل) (في بازل/ سويسرا) لتنظيم وتفعيل الحركة الصهيونية ، وللبحث في امكانية إيجاد "وطن قومي لليهود"!
ولم يعين ذلك المؤتمر في حينه المنطقة الجغرافية التي يريد المؤتمرون إنشاء ذلك الوطن القومي اليهودي فيها ، إنما أرادوا وطناً قوميا لليهود أين ما كان في أرض الله الواسعة.. وقد اقترحت حينها مناطق كثيرة في العالم لقيام ذلك الوطن اليهودي ، كانت من بينها أوغندا في أفريقيا وغير أفريقيا!
وقد حدد ذلك المؤتمر مدة خمسين عاماً لقيام ذلك الكيان أو الوطن القومي اليهودي!
وبعد خمسين عاماً بالتمام والكمال ،أي، في العام 1948 قام ذلك الوطن القومي اليهودي أو الكيان الصهيوني المقترح على أشلاء الفلسطينيين وأرض فلسطين العربية ، نتيجة لمصادفات واتفاق مصالح وقد اطلق على ذلك الكيان اسم "إســرائــيـــل"!!
فبدأت بقيامه مأساة الشعب العربي الفلسطيني ، بل مأساة العرب بأجمعهم لأن هذا الكيان وجد في الأساس لتدميرهم ، لكن كيف؟ .. لنرى!

المحطة الثانية:
بعد ثمان سنوات من ذلك المؤتمر الصهيوني الأول ، أي، في العام 1905 عقد "مؤتمر لندن" الشهير ، واستمرت جلساته لمدة عامين متواصلين ،أي، إلى من العام 1905 إلى العام 1907 لتدارس الأخطار التي تهدد القارة الأوربية والحضارة الأوربية . وقد حضرت ذلك المؤتمر في حينه وشاركت في جميع اعماله بفعالية ، سبع دول أوربية كبرى ومؤثرة في ذلك التاريخ .. وبعد دراسات تخصصية مستفيضة ومعمقة كثيرة على مدى تلك السنتين المتواصلتين ، خرج ذلك المؤتمر بنتائج خطيرة أهمها ـ وباختصار شديد ـ الآتــــــــــــــــــي:
 )) إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار، لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب، والممر الطبيعي الى القارتين الآسيوية والإفريقية، وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات، والإشكالية في هذا الشريان أنه يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان.))
ومن هتا يأتي الخطر .. فكانت أبرز توصيات ذلك المؤتمر:
 1 ـ الإبقاء على شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة.
 2 ـ محاربة أي توجه وحدوي فيها.
 3 ـ تمزيق هذا الشعب جغرافياً وسياسياً واجتماعياً ، ويجهل تاريخياً!
 4 ـ زرع كيان لــ (شعب غريب) يفصل مشرق وطن هذا الشعب عن مغربه.

المحطة الثالثة:
 لتنفيذ الأهداف الثلاثة الأولى: فبعد تسع سنوات من "مؤتمر لندن 1907" أي، في العام 1916 تمت ـ بصورة سرية ـ صياغة اتفاقيات "سايكس/بيكو" الشهيرة بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية ، وتم بموجبها تقاسم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا ، وتمزيق وحدته الجغرافية إلى أشلاء متناثرة وخلق دويلات وكيانات قطرية فيه ، عاجزة بطبيعة تكوينها وفاقدة لأهم مقومات الدولة الحقيقية.. ولهذا كانت "دول فاشلة" على طول الخط ، لكن مع الأسف حسب هذا الفشل [الذي هو فشل لسياسات وأنظمة حكم] على الأمة العربية كلها ، واعتبرها البعض أمة فاشلة وليس الطبقات الحاكمة فيها وحدها!
وهذه الدويلات والكيانات العربية الفاشلة ، هي التي تتفجر جميع مقومات وجودها الواهية اليوم ، وتسيح بكل قيحها وصديدها على ما حولها ، وينكشف عجزها التام عن أن تكون دول حقيقية ناجحة ، وقادرة على حماية شعبها أمنياً وتطويره اجتماعياً واحداث نهضة فعلية في حياته!!

[يتبع]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (2-2) والأخير .
- ((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (1-2)
- أســطـــورة أفـــريـــــقــيــة*!!
- للثورات الشعبية شروطها الموضوعية؟! .... (النسبة الاجتماعية ا ...
- الانتفاضات الشعبية دائماً: مطلبية في بدايتها ، سياسية في وسط ...
- من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: (( ...
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 ب).. المشروع ...
- الحكمة الجزائرية : قفوا لهم (اسبوعياً) بالمرصاد!!
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 أ).. المشروع ...
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(2 ب)..جذور الم ...
- الكيان ، تركيا ، إيران : مشاريع في الميزان؟!(2 أ)
- الكيان ، تركيا ، إيران: مشاريع في الميزان؟!...(1)
- جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟
- ثوار الخليج النجباء/ على جدار الأحداث/9
- أهي الحرب العالمية الثالثة.. ونحن لا نعرف؟/على جدار الأحداث/ ...
- أس؟؟ئلة بريئة جداً؟؟/على جدار الأحداث/7
- حقائق التاريخ وأكاذيب البشر؟!: على جدار الأحداث/6
- على جدار الأحداث/5 :الإعلام الخليجي : يمهد الأرض للطائفية؟!
- على جدار الأحداث/4.. الإسلام المتنور.. والإسلام المتحجر!!
- التاريخ لا ينْسى : على جدار الأحداث/3


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - ((صفقة القرن)) ليست مصادفة: إنما هي حصيلة عمل منظم ومخطط لأكثر من مائة عام؟!(1)