|
جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟
خلف الناصر
(Khalaf Anasser)
الحوار المتمدن-العدد: 6338 - 2019 / 9 / 1 - 14:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أن نفذت "إسرائيل" عدواناتها المتقاربة زمنياً ، بطائراتها المسيرة على كل من العراق وسورية ولبنان ، [وسقوط /أو اسقاط] المقاومة اللبنانية لطائرتين منها في الضاحية الجنوبية لبيروت ، ثم تهديدات السيد (حسن نصر الله) للصهاينة ووعيده لهم بإسقاط طائراتهم التي قد تحلق فوق سماء لبنان مستقبلاً ، وإنه سينتقم لشهداء المقاومة الذين اغتالتهم "إسرائيل" في سورية! فمنذ ذلك التاريخ 2019-8-25 ، تعيش المنطقة وضعاً متوتراً وقلقاً ، ويظهر هذا التوتر على أشدة عند الصهاينة المستوطنين لشمالي فلسطين المحتلة . بينما ترى الوضع على الجانب اللبناني يبدوا على العكس منه هناك ، فاللبنانيون يمارسون أعمالهم الاعتيادية في تلك المنطقة نفسها ، بكل هدوء واطمئنان وثقة عالية ومطلقة بحماية المقاومة لهم!
وقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ـ بما فيها الاعلام الصهيوني ـ صوراً ، تبين أن الصهاينة قد دب الرعب بينهم ووصل عندهم إلى أقصاه ، وتبدو المنطقة الحدودية المقابلة لحدود لبنان الجنوبية ، وكأنها قد هُجِرَت أو أخليت من ساكنيها . فلا ترى هناك وجوداً لحركة السيارات أو للمستوطنين ، ويبدو أنهم قد دخلوا الملاجئ ولم يخرجوا منها بعد ، فتحولت تلك المنطقة إلى منطقة أشباح ، بعد أن ركبهم الرعب والوساوس فتركوا اعمالهم وغلقوا محلاتهم ، وخلت تلك المنطقة الحدودية من كل أشكال الحركة ، حتى أن مراسل فضائية الميادين في جنوب لبنان (علي مرتضى) قد دخل إلى شمالي فلسطين المحتلة عند السياج الصهيوني الحدودي ، وأخذ يبث من هناك بثاً مباشراً دون أن يعترضه أو يعارضه أو يوقفه أحد من الصهاينة ، وكذلك الأمر بالنسبة للجنود "الإسرائيليين" ، فقد وضعوا في حالة انذار قصوى منذ أيام ومنعت عنهم الاجازات ، ودخلوا الملاجئ ولم يعد يرى أحداً منهم هناك ، بعد أن كانوا يملؤون تلك المنطقة ضجيجاً وعربدات! والمضحك هنا ، أن حكومة (النتن ياهو) قد قدمت يوم أمس 3019-8-31 عرضاً للمقاومة بأهداف عسكرية واضحة وضعتها بمتناولهم ، وكان العرض عبارة عن عدد من الآليات العسكرية كبيرة الحجم ، تسير بمحاذاة السياج الحدودي ببطيء شديد ، ويمكن للمقاومة اصابتها بسهولة تامة ، وكانت تبدو في هذا العرض وكأنها تقول للمقاومة اللبنانية (أضربونا وخلصونا) فتكون [هذه العملية مقابل عمليتنا في ضاحية بيروت الجنوبية] و "واحدة بواحدة ونبقى خالصين" كما يقولون! لكن المقاومة اللبنانية لم تعر أهمية لهذا العرض الصهيوني السخي ، وتركت تلك المركبات تمر أمام أنظارها بسلام! ويوم أمس أيضاً وبنفس ذلك التاريخ ، اغلقت الحكومة الصهيونية (مطاراً مدنياً) في مستعمرة "كريات شمونة" الواقعة في القطاع الشمالي من فلسطين المحتلة ، خوفاً من استهداف المقاومة له!! ***** إن رعب الصهاينة ـ جنوداً ومستوطنين ـ هذا وتصرفاتهم الغير متزنة هذه ، متأتــــــــــــــــــية مــن كــونهم فــــــــي تجربتهم مع المقاومة اللبنانية وحزب الله والسيد (حسن نصر الله) بالذات تقول: أنهم جميعهم ـ المقاومة وقائدها ـ (إذا وعــدوا أوفــوا .. وإذا قــالوا فــعــلوا) ، ولهذا فإن تجربة الصهاينة مع حزب الله والسيد حسن نصر الله ، تفرض عليهم أن يخافونه ويرتعبون منه ويصدقون كل كلمة يقولها ، ويضعونها في أدق حساباتهم! بينما هئولاء الصهاينة أنفسهم : لا يحسبون أي حساب لأثنين وعشرين دولة عربية ، ولا يعيرون أية أهمية لأقوال أثنين وعشرين [رئيساً وملكاً وأميراً عربياً] ولا لقممهم السخيفة أو لجامعتهم العربية أو لأمينها العام (المطبع الأول) ، ولا لــ "مبادرتهم العربية" الميتة سريرياً ، والموضوعة في الانعاش منذ سبعة عشر عاماً ، بعد تجاوزوها هم أنفسهم قبل الصهاينة "بالتطبيع" العلني المفضوح! فالصهاينة يحملون كل كلمة للسيد حسن نصر الله على محمل الجد ، لأنه كان الوحيد الذي حاربهم حرباً حقيقية ، وهو الوحيد الي فرض عليهم ـ من الناحية الواقعية ـ "توازناً استراتيجياً" ، وهو الوحيد الذي أوقف اجتياحاتهم المتكررة للبنان وجعلهم يحسبون له ألف حساب ، بعد أن كان مستباحاً من قبلهم . كما أنه هو الوحيد الذي أسقط نظرية "قوة لبنان في ضعفه" ، تلك النظرية البائسة التي كانت سائدة قبل مجيء حزب الله وقائده ، والتي لا زال بعضاً من اللبنانيين متمسك بها لحد الآن! فلكل هذا كان الصهاينة ـ ولا زالوا ـ يخافون السيد حسن نصر الله ويرتعبون منه ، ويصدقون كل كلمة ينطقها أو تهديداً يبعثه لهم . وهذا هو السبب الذي جعلهم يختبؤون في ملاجئهم ويخلون المناطق المهددة من قبله ، منتظرين حدوث الرد العسكري الذي وعدهم به! ***** وهذا العدوان الصهيوني على لبنان وتهديدات السيد حسن نصر الله للصهاينة ، ووعيده لهم بإسقاط طائراتهم التي تحلق في سماء لبنان وصد أي عدوان لهم على لبنان ، وكذلك تضامن قوى المقاومة العربية في كل من فلسطين وسورية ولبنان والعراق ، وتعهدهم بأن أي عدوان سيقع على لبنان وحزب الله سيكون كأنه وقع عليهم جميعهم ، ولهذا سيشكلون جبهة واحدة تمتد من العراق إلى سورية إلى لبنان ، وسترد جميعها على الصهاينة في حالة عدوانه على أيٍ منها ، وأنهم سوف لن يسمحوا للصهاينة بالانفراد بأحد أطرافها مستقبلاً! بكل هذا التطورات وبهذه القواعد الجديدة لعمل المقاومة العربية ، تكون "قواعد الاشتباك" بين اللبنانيين والصهاينة خاصة قد تغيرت تماماً ، ويكون "حزب الله" قد أنهى (حقبة القيود) التي فرضها عليه "مجلس الأمن" بقراره: [1071 بتاريخ 13 آب/أغسطس 2006 ] بعد حرب تموز ! 2006 وفي الوقت الذي تغيرت فيه "قواعد الاشتباك" مع العدو الصهيوني ، تكون قد تغيرت مع [الولايات الإمبريالية الأمريكية المتحدة] أيضاً في عموم المنطقة العربية وبنفس الدرجة ، وربما أكثر!
وهذا يعني أن ساحة المواجهة بين المقاومة العربية ـ بضمنها الدولة السورية ـ قد تغيرت كثيراً ، وتوسعت بشكل كبير! لأن أي عدوان صهيوني جديد ـ كما تقول المقاومة ـ سيقع على أحد أطراف اطرافها سيشعل المنطقة العربية برمتها ، من لبنان إلى سورية إلى العراق ، وربما حتى إيران! ***** وفي تطور مضحك لكنه ملفت ، فقد نشرت وسائل الاعلام ـ بما فيها الصهيونية ـ وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي .. فقد نشر ((الصحفي المعروف (علي شعيب) في حسابه على تويتر ، صورا عديدة لآليات إسرائيلية تتمركز عند الحدود البرية مع لبنان ، وقد تم وضع (دمى من البلاستيك) خلف مقاودها ورشاشاتها بدلا من الجنود ، بهدف إيهام مقاتلي حزب الله الذين يترصدون لتوجيه ضربة انتقامية ، بسهولة ضرب هذه الأهداف والخروج بمعادلة ضربة مقابل ضربة ، دون تحمل أي خسائر بشرية((.! وقد لا يكون هذا وحده الهدف المطلوب من وضع هئولاء (الجنود البلاستيكيين) وراء مقاود الآليات العسكرية "الإسرائيلية" ، وربما هناك أهداف أخرى لها غير هدف التمويه وحده ، كأن تكون تمثل تطوراً تكنلوجياً يوضع لأول مرة في المواجهة العسكرية مع حزب الله ، وقد تكون لها أهداف أخرى غير هذه!
لكن وفي كل الحالات أو في أي منها ، فإن المقاومة اللبنانية التي انتصرت على ((الجيش الذي لا يقهر)) كما يصفونه ، وحجمت دوره وأنهت اسطورته ـ في لبنان على الأقل ـ قادرة أيضاً على تدمير هذا ((الجيش الصهيوني البلاستيكي)) أو تحجيم دوره على الأقل .. فلن يكون هو الآخر ((جيشاً بلاستيكيا لا يقهر))!!
#خلف_الناصر (هاشتاغ)
Khalaf_Anasser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثوار الخليج النجباء/ على جدار الأحداث/9
-
أهي الحرب العالمية الثالثة.. ونحن لا نعرف؟/على جدار الأحداث/
...
-
أس؟؟ئلة بريئة جداً؟؟/على جدار الأحداث/7
-
حقائق التاريخ وأكاذيب البشر؟!: على جدار الأحداث/6
-
على جدار الأحداث/5 :الإعلام الخليجي : يمهد الأرض للطائفية؟!
-
على جدار الأحداث/4.. الإسلام المتنور.. والإسلام المتحجر!!
-
التاريخ لا ينْسى : على جدار الأحداث/3
-
لو لم يكن هذا الكيان موجوداً؟: هل كنا سنصل إلى هذا الذي نحن
...
-
على جدار الأحداث ..... عذراً بريطانيا العظمى : ((ثور ة العشر
...
-
صفقة القرن : هي ((مشروع الأقاليم التسعة)) القديم نفسه؟؟!!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/4 والأخير..... * لجعلت العراق مركز ال
...
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/3؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/2؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/1؟..... لجعلت العراق مركز العالم/1؟!
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/6.... المدفع هل هو اب
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/5.... شهادات.. وشهادا
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/4 .............التاري
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟! /3.... شهادات/1
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!..... مصادر الشر في ال
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟! ......... ((في البدأ
...
المزيد.....
-
اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
-
الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي
...
-
الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي
...
-
حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو
...
-
جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
-
تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي
...
-
الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني
...
-
محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص
...
-
نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه
...
-
نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|