لو لم يكن هذا الكيان موجوداً؟: هل كنا سنصل إلى هذا الذي نحن فيه اليوم؟!... على جدار الأحداث/2

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

الحوار المتمدن-العدد: 6286 - 2019 / 7 / 10 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

على جدار الأحداث :
وهـــي مجموعة مقالات في غالبيتها قصيرة جداً ، وقريبة من (الخاطــــرة) التي خطرت على الذهن في يوم من الأيام ، وصاغها القلم بشكل من الأشكال أو صورة من الصور ، أو هي (زفــــــــــرة) احتبس الصدر بها طويلاً ، ثم نفثها على شكل كلمات مقروءة ومنطوقة ، وقد تكون (فكـــــرة) طريفة أو غريبة أو فريدة ، عبرت في حينها عن معناً لم يكن معروفاً أو متداولاً عند نشرها!
وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون (مقالاً طويلاً) يعبر عن تغير الأحوال وانقلاب المفاهيم وتعطل القيم الوطنية ، أو على العكس من هذا ، يمكن أن يكون محاولة لإحياء القيم الوطنية والإنسانية أو التذكير بها .. والمقال القصير التالي واحداً منها :
*****
لو لم يكن هذا الكيان موجوداً؟: هل كنا سنصل إلى هذا الذي نحن فيه اليوم؟!...
مهما قلنا وتكلمنا ونَظَرّنا عن الكيان الصهيوني، فلن نأتي بجديد أو بإضافة نوعية لما سبقتنا إليه وقالت به أجيال وأجيال عربيه كثيرة على مدى أكثر من سبعين عاماً ، هي عمر هذا الكيان المسمى بــ " دولة إسرائيل " ، والتي تشكل التجسيد المادي لمأساة العرب في هذا العصر الحديث!
إن كل هذا البلاء الدموي الذي نسبح به ليل نهار، وكل هذه المآسي الفظيعة وهذا التخلف المروع ، وكل هذا والتمزق السياسي والديني والطائفي والمجتمعي ، كان بسبب ـ ولحماية ـ وجود ذلك الكيان الغريب المغروس كالخنجر في قلوب العرب جميعهم ، ولو اختفى هذا الكيان الإمبريالي العدواني من الوجود ، لاختفت كل مآسي العرب ومشاكلهم ، ولاختفى من الوجود حتى تخلفهم المروع هذا!
لأن وجود هذا الكيان أو "الجسم الغريب" كما يسميه (مؤتمر لندن عام 1907)(*) كان الغرض الإمبريالي منه ، وحسب نصوص مقررات ذلك المؤتمر هــــــــــي:
فصل مشرق الوطن العربي عن مغربه!
وخلق المشاكل والخلافات الدائمة والمستعصية بين العرب أنفسهم!
تعطيل "نهضة العرب" ومنعهم من اللحاق أو الالتحاق بالعصر الحديث (1)!!
***
ولو أن كل هئولاء الاسلامويين : المعتدلون منهم والمتشددون ، والمتطرفون منهم والأقل تطرفاً بينهم ، وبمختلف مسمياتهم الدينية والدنيوية ، قد وجهوا عشر معشار بأسهم الشديد الذي رأيناه في حياتنا ، وعشر العشر من قوتهم القاهرة ومفخخاتهم المدمرة التي دمرت مدننا وقرانا ، وبعض انتحاريهم الذين مزقوا أجساد أطفالنا وشيوخنا وشبابنا . لو أنهم فعلوا هذا ووجهوا القليل من هذا الذي وجهوه إلى صدورنا وقلوبنا ، قد وجهوه إلى قلب ذلك الكيان الصهيوني العدواني الغاصب ، وأسالوا من دماء الصهاينة نسبة العشر من هذه الدماء العربية المسلمة ، التي تسيل ليل نهار .. لو أنهم فعلوا هذا ووجهوا فقط 1% من نار أسلحتهم الآلية والبشرية الفتاكة ، إلى قلب ذلك الكيان الغاصب ومستوطنيه ، لزال ذلك الكيان من الوجود ولتوقف هذا النزيف الدموي ، وكل هذا الدمار الممنهج للعرب وللمسلمين ، ولكياناتهم السياسية والثقافية وتنظيماتهم الاجتماعية!!.
لو أنهم فعلوا هذا، أو أنهم عملوا علية على الأقل ، لصدقنا كل دعاواهم ولعملنا معهم بجد منقطع النظير، وبإيمان صادق ونية خالصة على إقامة (( الخلافة الإسلامية )) التي يدعوننا إليها صباح مساء!!.
وبناءً عليه ، يصبح من واجبنا أن نطرح هذا السؤال عليهم ، ومن حقنا عليهم أن نسمع منهم إجابة شافية عليه .. والسؤال هـــــــــــــــــو :
لماذا لا توجهون ولو 1% بالمائة من نيرانكم الكثيفة التي توجهونها إلى صدورنا باستمرار ، لماذا لا توجهونها إلى صدر ذلك الكيان الغاصب؟؟.. وما هو سر موقفكم هذا من ذلك الكيان العدوانــــــــــــي؟؟

نشر على صفحتي الشخصية فـــــــــــــي: 8 • ‏ أيلول/ سبتمبر 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
(*)https://www.facebook.com/Convincemeteam/videos/1287632941375304/?t=0 : رابط لفيديو مهم لشخص يتكلم عن [مؤتمر لندن: 1907]
(1) وكذلك خلق مشاكل دائمة ومستعصية أيضاً ليس للعرب وحدهم ، إنما حتى للدول التي تناصر العرب وفلسطين والقضية الفلسطينية ، كإيران مثلاُ: والتي تدعم الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية والعربية!.
بينما تركيا التي تقيم علاقات تجارية ودبلوماسية ـ منذ العام 1949 ـ وعسكرية متنوعة مع "إسرائيل" ، تنطلق بدون معوقات ومحددات لبرامجها العلمية والصناعية والتسليحية!!

#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل