أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: ((إن هئولاء لشرذمة قليلون........))














المزيد.....

من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: ((إن هئولاء لشرذمة قليلون........))


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تكونت المصالح والطبقات في مختلف الحقب والعصور والأزمان والأجيال ، ومنذ أن خلقت السلطة أو الحكومات لتحافظ على تلك المصالح الطبقية ، كان منطقها واسلوبها وطرقها واحدة في تعاملها مع اعدائها وتصفية معارضيها .. فهذا فرعون مصر ، وقبل أكثر من أربعة الأف سنة يقول عن معارضيه :
((إن هئولاء لشرذمة قليلون . وإنهم لنا لغائظون . وإنا لجميع حاذرون)) الشعراء: (-54-55-56) :
ولو دققنا في هذه العبارات جيداً ، نجد أنها كانت نفس العبارات التي استخدمتها جميع السلطات الحاكمة في كل أرض وعبر كل العصور ، في وصف معارضيها : بأنهم شرذمة قليلون ، وأن جميع أفراد الشعب الذين يفدون الحاكم بأرواحهم "بالروح بالدم نفديك يا زعيم" وأنهم جميعاً حذرون ، وإنهم على سحق معارضيهم وشعوبهم قادرون.....الخ

حدث هذا في كل عصر ومع كل ثورة قامت بها لشعوب لنيل حقوقها ، بدءاً من أول ثورة عرفها البشر ، ومروراً بثورة سبارتكوس وثورات العبيد في روما وثورة الإمام الحسين و "ثورة الزنج" في العراق وثورة بوليفار والثورة الفرنسية ......الخ وصولاً إلى ثورات العرب في القرن الحادي والعشرين في مصر وتونس واليمن وغيرها ، وانتهاء بثورات العرب الحالية في العراق ولبنان والجزائر والسودان.. فكان ردها على كل هذه الثورات واحداً :

فهذا عبد الفتاح السيسي: مستخدماً عبارات فرعون نفسها وعبر "مسرحية التفويض" ، يرتكب أكبر مجزرة في تاريخ مصر الحديثة ، مستغلاً نقمة الشعب المصري على "الاخوان المسلمين" ، ليس لأن هئولاء "اخوان مسلمون" وعملاء ويشكلون خطراً على مصر وشعبها ومستقبلها ، بل لأن هئولاء سيشكلون أكبر خطر على مشروعه المنتظر بالاستيلاء على عرش مصر الذي كان يتطلع إليه ، والذي وصله فيما بعد عبر تلك المسرحية الدموية ، التي انطلت على المصريين جميعهم وعلى القوى السياسية منها بالذات ، وكانت باباً لقمع جميع تلك القوى السياسية فيما بعد وادخالها بالقوة إلى (بيت الطاعة السيسوي)!!

وذك عمر البشير: الذي جعل من السودان سودانيين والشعب الواحد شعبين ، بقمع مناوئيه ومعارضيه أشد القمع ، مستخدما في وصفهم نفس عبارات فرعون والسيسي وأوصافه لمعارضيه!!

وقبل هئولاء المستبدين كان السادات وبنوشيت وشاوشسكو وسالزار وفرانكو ومئات مثلهم ، وبعد هئولاء كان مبارك وبن علي وبوتفليقة ومن هم على شاكلتهم من العرب وغير العرب ، وكلهم تكلموا بمثل بلسان فرعون نفسه وهو ما تكلم به حكام العرب اليوم على ثورات شعوبهم ، ونطقوا بنفس عبارات فرعون والسيسي والبشير ومن سبقهم!!

وكان غير هئولاء (صدام حسين) وآلاف مثله وعلى شاكلته سبقته أو جاءت بعده ، شكلوا بمجموعهم ـ عبر التاريخ ـ سلسلة من أبشع الحكام الدكتاتوريين المستبدين ، وكأنهم تناسلوا من بعضهم في مختلف أصقاع الأرض عبر جميع مراحل التاريخ ، ومنذ أن تكونت المصالح والطبقات واخترعت أول سلطة غاشمة لحمايتها ، وحرمان الفقراء والمعدمين منها منذ بداية الزمان . وسيبقى مثل هئولاء المستبدين يتناسلون في كل أرض من بعضهم إلى آخر الزمان ، وإلى أن تتطور البشرية روحياً وفكرياً وحضارياً ، وتضع حداً لهذا الاستبداد المشين بالحياة والبشر!!
*****
و (عادل عبد المهدي) ذو الملمس الناعم والسم القاتل واحداً من أولئك المستبدين وقد يكون آخرهم ، الذين أنتجهم نظام المحاصصة الطائفية والسياسية في العراق ، و (آخر عناقيد) هذا النظام المحاصصاتي الديمقراطي المظهر والاستبدادي الجوهر ، فهو يحاول ومعه جوقة النظام بأكملها خداع المتظاهرين بقولهم :
بأنهم جميعهم مع مطالب المتظاهرين المشروعة ، في حين أنهم هم من استخدم مع المتظاهرين "القوة المفرطة" إلى أقصاها ، واوقعوا بينهم ـ لحد الآن ـ أكثر من 320 شهيداً و 15000 ألف مصاباً حسب الاحصاءات الرسمية ، وأضعاف هذا العدد وفق احصاءات المتظاهرين الذي تؤيدهم فيه جهات محايدة كثيرة!!
ويدعون : أن كل هذا الدم المراق وكل هذه الأرواح الطاهرة وجميع هذه الاصابات الخطيرة والكثيرة بين المتظاهرين ، لم تكن من صنعهم ولا من صنع جيشهم ولا قواتهم الأمنية ، إنما هي من صنع "مندسين على المتظاهرين" ، وعلى المتظاهرين فرز هئولاء المندسين واخراجهم من بين صفوفهم!!
ويثار هنا سؤال مهم جداً.. هو :
o هل أن فرز هئولاء المندسين ـ إذا كانوا موجودين فعلا ـ هو من واجبات الحكومة العراقية ومخابراتها واجهزتها الأمنية ، أم أنه واجب المتظاهرين أنفسهم ؟؟

ومع هذا السؤال هناك أسئلة كثيرة أخرى تحتاج إلى اجابات واضحة :
o أولها : هل يتصور عادل عبد المهدي وأركان حكومته والبرلمان العراقي والرئاسات الباقية ، يتصورون أن العراقيين الذين أعطوا مئات الشهداء وآلاف المصابين والذين ينزفون الكثير من الدماء يومياً ، سذج إلى هذه الدرجة بحيث يوقفون مظاهراتهم واحتجاجاتهم وينسون شهدائهم وجرحاهم الكثيرين ، لمجرد وعود فارغة بالإصلاح والرفاه يطلقه هو وأركان نظامه الطائفي البائس كل يوم؟
o وثانيها : وهل يتصور هذا النظام العراقي البائس ، بأن العراقيين سيوقفون مظاهراتهم وكل أشكال احتجاجاتهم مجاناً ، ودون أن تستقيل الحكومة أو يحل البرلمان أو يغير الدستور وشكل وجوهر نظام المحاصصة هذا؟
o وثالثاً : وهل يتصور عادل عبد المهدي والحلبوسي وبرهم صالح وجميع العناوين الرسمية الأخرى وأركان النظام جميعهم ، بأن مظاهرات العراقيين واحتجاجاتهم ستتوقف عند حدودها الحالية ، دون أن تتطور إلى أشكال مدمرة من العنف والعنف المضاد ، وربما تصل إلى حدود الحرب الأهلية أو حرباً مع هذا النظام ، تخلق أوضاعاً مأساوية شبيهة بما يحدث للشقيقتين سورية وليبيا ، إذا ما بقي نظامهم هذا بكل وجوهه الرسمية وعاهاته البنيوية وآلياته الطائفية وفساده ونهبه للمال العام ، جاثماً على صدور العراقيين دون تغير وجوهه وجوهره؟



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 ب).. المشروع ...
- الحكمة الجزائرية : قفوا لهم (اسبوعياً) بالمرصاد!!
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 أ).. المشروع ...
- الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(2 ب)..جذور الم ...
- الكيان ، تركيا ، إيران : مشاريع في الميزان؟!(2 أ)
- الكيان ، تركيا ، إيران: مشاريع في الميزان؟!...(1)
- جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟
- ثوار الخليج النجباء/ على جدار الأحداث/9
- أهي الحرب العالمية الثالثة.. ونحن لا نعرف؟/على جدار الأحداث/ ...
- أس؟؟ئلة بريئة جداً؟؟/على جدار الأحداث/7
- حقائق التاريخ وأكاذيب البشر؟!: على جدار الأحداث/6
- على جدار الأحداث/5 :الإعلام الخليجي : يمهد الأرض للطائفية؟!
- على جدار الأحداث/4.. الإسلام المتنور.. والإسلام المتحجر!!
- التاريخ لا ينْسى : على جدار الأحداث/3
- لو لم يكن هذا الكيان موجوداً؟: هل كنا سنصل إلى هذا الذي نحن ...
- على جدار الأحداث ..... عذراً بريطانيا العظمى : ((ثور ة العشر ...
- صفقة القرن : هي ((مشروع الأقاليم التسعة)) القديم نفسه؟؟!!
- لو كنت مسؤولاً عراقياً/4 والأخير..... * لجعلت العراق مركز ال ...
- لو كنت مسؤولاً عراقياً/3؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
- لو كنت مسؤولاً عراقياً/2؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - من فرعون إلى السيسي إلى عبد المهدي إلى جميع الحكام العرب: ((إن هئولاء لشرذمة قليلون........))