ولادة من حنجرة الخوف

روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 25 - 15:24
المحور: الادب والفن
    

كان الجو سديميا كما الصوت في عراء الأحلام
لم تمطر السماء ولم تبتسم
في الأفق .. نعيق الهاربين من الخوف إليه
وهو الهارب إليهم بخوفه المشدود إلى وتد خيمة ..
ممزقة من رهاب جلجلة في أحشائه
لم تدفئ لهاثات أنفاسه المتهالكة في صدرها
ولم تسعف وخزات النار بين أصابعه
في صمتهم ..
الكل يردد بحناجر ملتهبة
وكل من حمولة أشجانه ..
فليسقط الخوف من جعب ثوار العشق
فلتسقط السماء حين تنزوي النجوم خلف السحاب
وليسقط الصوت حين .. لا صدى
وكأن خلف التلال جحافل من جنود الخلفاء
ينهشون بكارة وطن ..
أطلق صيحة التمرد في غفلة عن أبراج العرافات
هناك ..
يتكور في خجله على سفح كفين مرتعشتين
تشبهان وجهه
حين يقفز من حلم لا يود الاستيقاظ منه
فيرخي اللثام عن آخر مشهد من معركة الهزائم
لينطق شهادة حب لم يعشه ..
في الجوامع .. في الكنائس
وعلى بساط الريح
هناك ..
يتعربش بنهدين في عنة الشبق
وكأنهما عجوز يفر من لعنة الكورونا .. بكمامات
هي من بقايا حرب في رحم حبلى من السحاق
لم تضع أوزار الخطيئة بعد
فتلوذ إلى أعشاش الابتسامة ..
وهي تبكي
وحدها الطرقات الموحلة
تلوي نبض التأتأة
فيخال للمسترق أن جنديا يحل الكلمات المتقاطعة
في خندق حراسة الوطن
ولا تقاطع بين الخندق وحريته
هناك ..
تلتف الثعابين حول فنجان قهوة
تفور من حمى الفياغرا
فتغمي على أضواء المآذن .. خجلا
من بريق عينيها
ليلملم أحجار الرجم فوق صراط الفشل
ويركن على قارعة الخيبات
بقميصه الملطخ بالدم ..

٢٥/٢/٢٠٢٠

#روني_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل